قصة الفأر الرمادي الصغير - البيت الصغير

اقرأ في هذا المقال


قصة الفأر الرمادي الصغير، البيت الصغير أو (The Little House,The little grey mouse) هي حكاية فرنسيه خيالية، من كتاب الفأر الرمادي الصغير، يحتوي هذا الكتاب على خمس حكايات شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر، شركة (Penn Publishing Company).

الشخصيّات:

  • روزالي.
  • الأب.

قصة الفأر الرمادي الصغير – البيت الصغير:

كان هناك رجل يدعى برودنت، كان أرملاً ويعيش بمفرده مع ابنته الصغيرة حيث توفيت زوجته بعد أيام قليلة من ولادة هذه الفتاة الصغيرة التي كانت تدعى روزالي، كان والد روزالي يمتلك ثروة كبيرة، وكان يعيش في منزل كبير يخصه، وكان هذا المنزل محاطًا بحديقة كبيرة كانت تسير فيها روزالي كلما أرادت ذلك، لقد تربت على قدر كبير من الرقة والحنان، لكنّ والدها ربّاها على الطاعة التي لا جدال فيها.

حيث نهى عنها بشكل إيجابي أن تسأله أي أسئلة غير مجدية أو أن تصرّ على معرفة أي شيء لا يرغب في إخبارها به، وبهذه الطريقة من خلال الرعاية، نجح في علاج واحدة من عيوب روزالي الكبرى، وهو الفضول، ولم تغادر روزالي الحديقة التي كانت محاطة بأسوار عالية، ولم ترَ أحداً سوى والدها، ولم يكن لديهم خادمة في المنزل.

وكان يبدو أنّ كل شيء تقوم به من من تلقاء نفسها، كان لديها دائمًا ما تريده، الملابس والكتب والعمل واللعب، وقام والدها بتعليمها بنفسه، وعلى الرغم من أنها كانت تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا تقريبًا، إلا أنها لم تتعب أبدًا ولم تعتقد أبدًا أنها قد تعيش بطريقة أخرى مختلفة عن الآخرين، وقد ترى المزيد من الاختلاط بالعالم الخارجي، كان هناك قريباً من منزلهم منزل صغير في نهاية الحديقة بدون نوافذ وباب واحد فقط كان مغلقًا دائمًا.

كان والد روزالي يدخل هذا المنزل كل يوم ويحمل دائمًا مفتاح بيده، اعتقدت روزالي أنّه مجرد كوخ صغير تُحفظ فيه أدوات الحديقة، لم تفكر أبدًا في الحديث عن ذلك الكوخ أو سؤال والدها ما يوجد داخله أو ما يفعل والدها به عند دخوله، لكن ذات يوم، عندما كانت تبحث عن إناء للزهور، قالت له: أبي، من فضلك أعطني مفتاح البيت الصغير في الحديقة، فقال والدها: ماذا تريدين بهذا المفتاح يا روزالي؟

قالت روزالي: أريد إناءً للري وأعتقد أنه يمكنني العثور عليه في ذلك المنزل الصغير، فقال والدها: لا روزالي، لا يوجد وعاء سقي هناك، ارتجف صوت والدها عند نطق هذه الكلمات لدرجة أنّ روزالي نظرت بدهشة، ورأت أنّ وجهه كان شاحبًا وجبهته تتصبب عرقاً، ثمّ قالت وهي منزعجة: ما الأمر يا أبي؟ فقال والدها: لا شيء، ابنتي ، لا شيء، فقالت روزالي: كان سؤالي عن المفتاح هو ما أثار غضبك بشدة، يا أبي.

ثمّ قالت: ما الذي يحتويه هذا المنزل الصغير الذي يخيفك كثيرًا؟ فردّ والدها بغضب: روزالي، روزالي! أنت لا تعرفين ما تقولينه، اذهبي وابحثي عن وعاء الري الخاص بك في البيت الأخضر، فقالت مرة أخرى: لكن يا أبي، ماذا يوجد في بيت الحديقة الصغير؟ فقال والدها: لا شيء يمكن أن يثير اهتمامك يا روزالي، يجب أن تهتمي بشؤونك الخاصة فقط، ولكن حب الفضول الذي كان من عادة روزالي دفعها لسؤال والدها مرة أخرى وقالت: لكن لماذا تذهب إلى هناك كل يوم دون السماح لي بالذهاب معك؟

فقال والدها: روزالي، أنت تعلمين أنني لا أحب أن يتم استجوابي وأنّ الفضول هو أكبر عيب في شخصيتك، وعندما لم يجبها والدها لم تقل روزالي أكثر من ذلك، لكنّها ظلت مشغولة للغاية وكان دائمًا في ذهنها، وكانت تقول في نفسها دائماً: هذا المنزل الصغير الذي لم أكن أفكر فيه من قبل، ما الذي يمكن أن يحتويه؟ ثمّ قالت لنفسها: ما الذي يمكن أن يختبئ هناك؟ كيف شحب أبي عندما طلبت الإذن بالدخول!

أنا متأكدة من أنّه اعتقد أنني يجب أن أكون في خطر ما، لكن لماذا يذهب إلى هناك بنفسه كل يوم؟ لا شك في أنّه يحمل الطعام إلى حيوان شرس محبوس هناك، لكن إذا كان حيوانًا بريًا، أفلا أسمعه يزأر أو يعوي أو يهزّ المنزل؟ لا، لم أسمع أبدًا أي صوت من هذا الكوخ، لا يمكن أن يكون وحشاً، علاوة على ذلك، إذا كان وحشًا شرسًا، فسوف يلتهم والدي عندما يدخل وحده.

ومع ذلك، ربما هو مقيد بالسلاسل، ولكن إذا كان مقيداً بالفعل، فلن يكون هناك خطر علي، ماذا يمكن أن يكون؟ سجين؟ ولكنّ والدي طيب القلب ولن يحرم أي بريء مؤسف من النور والحرية، حسنًا، لا بد لي من اكتشاف هذا اللغز، كيف يمكنني فعل ذلك، وما هي الطريقة لدخول هذا الكوخ؟ لو كان بإمكاني فقط الحصول على المفتاح سراً من والدي ربما في يوم من الأيام سوف ينسى ذلك المفتاح.

قطع والد روزالي أفكارها من سلسلة التأمل هذه، ونادى عليها بصوت هائج بشكل غريب، فردت بسرعة وارتباك: هنا يا أبي، أنا قادمة، فدخلت المنزل ونظرت بثبات إلى والدها، كان وجهه الباهت والحزين يشير إلى هياج عظيم أكثر من أي وقت مضى، ولكنّها قررت التظاهر بالبهجة واللامبالاة من أجل تهدئة شكوك والدها وجعله يشعر بالأمان.

بهذه الطريقة اعتقدت أنها ربما تحصل على المفتاح في وقت ما في المستقبل، وقد لا يفكر والدها دائمًا في الأمر إذا بدت هي نفسها قد نسيت ذلك، ثمّ جلسوا على الطاولة، وأكل والدها ولكن القليل من الطعام، وكان حزينًا وصامتًا على الرغم من جهوده في الظهور بأنّه غير حزين، وعندما بدت روزالي تتحدث بطريقة طائشة لدرجة أنّ والدها استعاد أخيرًا معنوياته الجيدة.

بعد يومين تذكر والدها بأنّ روزالي ستكون في الخامسة عشرة من عمرها خلال ثلاثة أسابيع، وكان قد وعدها بمفاجأة سارة لهذا الحدث، وبعد أن مرّت بضعة أيام ، وبقي أيام قليلة قبل يوم ولادتها بخمسة عشر يومًا، وذات صباح قال الأب لروزالي: طفلتي العزيزة، أنا مضطر للتغي، يجب أن أخرج لترتيب شيء ليوم ميلادك.

انتظريني في المنزل يا عزيزتي، ولا تستسلمي للفضول، أعدك أنني في خمسة عشر يومًا سأجعلك تعرفين كل ما تريدين معرفته لأنّي قرأت أفكارك وأعرف ما يشغل بالك، ابنتي الغالية، أكرر لك احذري من الفضول! ثمّ احتضن الأب ابنته بحنان وانسحب، تاركاً إياها مترددة، وبمجرد أن كان بعيدًا عن الأنظار، ركضت روزالي إلى غرفة والدها وكانت فرحتها عظيمة لرؤية المفتاح وقد نسيه على الطاولة.

استولت روزالي عليه وركضت مسرعة حتى نهاية الحديقة، وصلت إلى المنزل الصغير، وتذكرت كلمات والدها، احذري من الفضول! وفي البداية ترددت، وكانت على وشك إعادة المفتاح دون أن تنظر إلى المنزل، ولكنّها عندما اعتقدت أنها سمعت أنينًا خفيفًا، وضعت أذنها على الباب وسمعت صوتًا خافتًا جدًا يغني بهدوء، ولكن الصوت يقول: أنا سجين وحيد أتأمل، لا أمل في الحرية الآن لي، يجب أن أرسم أنفاسي الأخيرة قريبًا، وفي هذا الزنزانة أقابل موتي، بعد ذلك قالت روزالي لنفسها: لا شك في أن هذا مخلوق مؤسف أسره والدي وحبسه هنا.

ثمّ نقرت بهدوء على الباب، فقالت: من أنت، وماذا أفعل لك، وكيف يمكنني مساعدتك؟ فأجاب الصوت: افتحي الباب يا روزالي! أدعو الله أن تفتحي الباب لي! فردّت روزالي: ولكن لماذا أنت سجين؟ ألم ترتكب جريمة ما؟ ولماذا لم يخرجك والدي؟ فأجاب الصوت: للأسف! لا، روزالي، ساحر شرير أبقاني هنا سجينًا، أنقذيني أرجوكِ وسأقوم بإخبارك حقًا من أنا.

لم تعد روزالي مترددة ففضولها كان أقوى من طاعتها، ووجدت أنه من الصعب عليها ترك السجين دون إنقاذه، أو أن تتظاهر بعدم الأهتمام ومغادرة المكان، بل أصبحت أشد فضولاً لفتح الباب واكتشاف من بالداخل، فقد أخذ منها التفكير بموضوع المنزل وقتاً طويلاً، وجهداً كبيراً لتناسي سرّه دون جدوى، لذلك وضعت المفتاح في القفل دون تردد، ولكن يدها ارتجفت حتى لا تستطيع فتحه.

وكانت على وشك أن تتخلى عن الجهد، عندما استمر الصوت الصغير يستجدي عطفها ويقول: روزالي، ما يجب أن أخبرك به سيعلمك الكثير من الأشياء التي تهمك، وسيكشف لك المزيد من الأسرار التي يهمك معرفتها، والدك ليس كما يبدو عليه، وبهذه الكلمات بذلت روزالي جهدًا أخيرًا، فدار المفتاح وفتحت الباب.


شارك المقالة: