قصة الفتاة الشجاعة

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال قصص المغامرات الغريبة والخيالية؛ فهي توظّف عنصر الخيال والتشويق لديهم لمعرفة النهاية، سنحكي في قصة اليوم عن إحدى المغامرات المسليّة التي قامت بها الفتاة الشجاعة، وكانت هذه المغامرة بداخل إحدى الغابات النائية التي تسمّى (غابة الموت).

قصة الفتاة الشجاعة

في إحدى الأزمان القديمة كان هنالك غابة في مكان بعيد جداً، كانت تلك الغابة النائية على الرغم من قلّة زوّارها إلّا أنّها تمتاز بطبيعة خلّابة؛ حيث يوجد بها الأشجار الخضراء الشامخة التي تحمل فوق أغصانها العصافير المغرّدة، كما يوجد بها الكثير من أنواع الزهور المختلفة الأنواع والألوان، بالإضافة للحيوانات المختلفة التي تعيش بها بسعادة ما عدا مكان واحد.

كان هذا المكان له اسم غريب وهو (غابة الموت)؛ والسبب في تسميته بهذا الاسم هو أنّه كان مكان مظلم جدّاً ولا يستطيع أي أحد أن يأتي إليه، ويتصف هذا المكان بأنّه مخيف جدّاً حيث من يدخل إليه لا يخرج أبداً، إلّا إذا كان يمتلك من الشجاعة ما يكفي لمواجهة الغموض والأخطار التي سيواجهها في تلك الغابة والتي لم يجرؤ أحد أن يواجهها، لذلك ظلّ هذا المكان في الغابة مهجورًا لفترة طويلة.

في إحدى القرى المجاورة سمع الناس عن تلك الغابة المظلمة التي تسمّى بغابة الموت، وصا هذا اللغز الغامض هو حديث أهل القرية، حتّى وصل هذا الخبر لفتاة صغيرة اسمها مونيا، كانت مونيا تتصف بشجاعة كبيرة وحب اكتشاف المجهول؛ فقرّرت أن تنزل الستار عن سرّ تلك الغابة، وأن تغامر وتذهب لهذا المكان النائي وتعرف ما هي الأسرار الموجودة بداخل غابة الموت.

قرّرت مونيا الصغيرة الذهاب في مغامرة إلى تلك الغابة، على الرغم من تحذير جميع من حولها لها، ولكن فضولها وشجاعتها كانوا أقوى من كل التحذيرات والأحاديث والآراء، ذهبت مونيا إلى المكتبة لشراء خريطة تساعدها في الوصول إلى تلك الغابة، وفي اليوم المقرّر ودّعت مونيا قريتها وأهلها لبدء المغامرة، وعلى الرغم من أنّها عندما نوت البدء بهذه المغامرة كان قد انتابها شيء من الخوف، ولكنّها أصرّت على إكمال الرحلة والسير قدماً نحو الغابة.

بينما كانت مونيا تسير إلى الغابة وتحمل الخريطة بيديها إذ كان أول ما رأته هو خيال لعش كبير جدّاً، وعندما نظرت مونيا للأعلى وجدت عشّاً كبيراً ويوجد بداخل هذا العش بيض كبير الحجم، والتفتت فوجدت طائراً عملاقاً ينوي مهاجمتها، سرعان ما صعدت مونيا إلى العش لتختبئ بداخله.

كانت مغامرة مونيا الغريبة قد بدأت؛ فعندما صعدت إلى العش كانت البيضة الأولى قد فقست وخرج منها طائر كبير، عندما وجد مونيا حاول أن يأكلها، ولكن حدث وقتها شيء غريب، فجاء الطائر الكبير الأم وحمل مونيا بمنقاره ووضعها إلى الجانب الآخر من العش، التفتت مونيا فوجدت شلال فقالت في نفسها: سوف أهرب إلى هذا الشلال، انتظرت الطائر عندما حنى رأسه وركضت نحو الشلال.

ظلّت مونيا تركض حتّى وصلت إلى الشلال أخيراً، وسقطت بداخل الشلال واستحمّت بداخله وهي ما زالت ترتدي ثيابها، بعد ذلك نظرت للأعلى فرأت ضوءاً ساطعاً يأتي من بعيد، شعرت وقتها مونيا بالخوف فبدأت تركض لأنّها لا تعلم ماذا يكون هذا الضوء، وبينما هي تركض إذ كانت الصخور تتساقط على الأرض وكأنّه زلزال قادم من السماء.

في ذلك الوقت قالت مونيا في نفسها: سأظلّ أركض حتّى أصل إلى بر الأمان، ركضت مونيا وهي لا تعلم إلى أين ستذهب، ولكنّها كانت تركض على أمل أن تجد برّ الأمان، وصلت مونيا أخيراً إلى بر الأمان؛ حيث كان هذا المكان آمن ولا يوجد به صخور تنزل من السماء، بعد ذلك نظرت مونيا ووجدت شيء غريب، عندما اقتربت مونيا وجدت هذا الشيء هو لافتة يوجد عليها صورتها وعبارة (مفقودة) أسفل الصورة.

علمت مونيا أنّ هذه اللافتة قد وضعها أهلها كي تساعد مونيا أن تستدلّ على طريق العودة إن حدث وتاهت، ركضت مونيا باتجاه اللافتة ووصلت أخيراً إلى القرية، احتضنت مونيا والدتها وبدأت تحكي لأهلها وأقاربها عن المغامرات التي حدثت معها في الغابة وقالت: إنّه ليس بالأمر المخيف جدّاً كما يعتقد الناس، ولكنّني سعيدة لأنّني استمتعت بتلك المغامرة، كما أنّني فخورة بنقسي إذ استطعت أن أكون شجاعة وأكشف بعض أسرار غابة الموت هذه.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: