قصة الفيل والأصدقاء الثلاثة

اقرأ في هذا المقال


الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فمهما كان حجم الخلاف علينا أن لا نخسر صداقتنا؛ وهذا لأن كل منا يمتلك وجهة نظر مختلفة، هذا ما حدث مع الأصدقاء الثلاثة الأكفاء، الذي عبّر كل منهم من وجهة نطره الخاصّة عن لمسة اليد لحيوان الفيل.

قصة الفيل والأصدقاء الثلاثة

في إحدى القرى يسكن ثلاثة من الأصدقاء، كان كل منهم كفيف، كانوا من أعزّ الأصدقاء ويحبّون بعضهم البعض وفي كل الأحيان متفقون على كل شيء، وفي يوم من الأيام اقترح واحد من هؤلاء الأصدقاء الثلاثة أن يذهب لحديقة الحيوانات للتعرّف على الحيوانات المختلفة بها، وذلك من خلال لمسها بأيديهم.

كان أوّل الحيوانات التي قابلها الأصدقاء في طريقهم هو الفيل، بدأ الأول بلمس الفيل للتعرّف عليه؛ وكان كل منهم في غاية السعادة، لمست يده ذيل الفيل فقال: أنا أظنّ أنّ هذه مكنسة وليست حيواناً، ومن ثم اقترب الآخر ليتأكّد من أمر صديقه، ويتعرّف على هذا الكائن الغريب؛ فجاءت يداه ولمست أقدام الفيل فقال: ما هذه الأعمدة الأربعة؛ إنّها طريّة جدّاً.

كان برأي الصديق الأوّل والثاني أنّ ما لمسوه بأيديهم ليس حيواناً بل هو شيء آخر، اقترب الصديق الثالث وقرّر أن يلمس هذا الشيء ليتعرّف إليه، ولمست يده خرطوم الفيل الطويل، فجأةً صرخ الصديق الثالث وشعر بالذعر وقال: إنّه ثعبان طويل، فقال الأول له ساخراً: إنّها ليست ثعباناً بل هو مجردّ مكنسة، وسخر منه صديقه الثاني وقال: نعم هو ليس ثعبان إنّه مجرّد أعمدة أربعة، فقال لهم الثالث: كلّا أنا متأكّد بأنّه ثعبان طويل، ولكن أنتم لا تعرفون أي شيء.

استمرّ الخلاف بين الأصدقاء الثلاثة، وكان كل واحد منهم مصمّم على رأيه؛ على الرغم من أن آرائهم كلّها كانت خاطئة وغير مصيبة، إلّا أن كل منهم كان مصمّم على التمسّك بوجهة نظره، كانت هذه هي المرّة الأولى التي يختلف بها هؤلاء الأصدقاء الثلاثة، وبينما هم كذلك إذ رآهم رجل عجوز، وسمع ما دار بينهم من حوار وقال لهم: أرجوكم توقّفوا عن الخلاف، فالشيء الذي تتحدّثون عنه هو حيوان الفيل.

شعر الأصدقاء الثلاثة وقتها بالإحراج الشديد من أنفسهم، نظر لهم العجوز وقال: كان عليكم أن لا تختلفوا؛ فقد كان الأمر أن كل واحد منكم عبّر عن الشيء الذي لمسه من خلال وجهة نظره الخاصّة.


شارك المقالة: