يعاني الكثير منا من مشاغبة الصغار وضوضائهم، ولكن تحدث معهم أحياناً مفارقات مضحكة، سنحكي اليوم عن مفارقة مضحكة حدثت مع القردة الصغيرة، والتي حاولت إخفائها عن القردة الكبيرة، ولكن عندما استيقظت القردة الكبيرة من نومها وشاهدت ما فعلته القردة الصغار، ضحكت بصوت عالي لفكاهة وسذاجة فعلتهم.
قصة القردة المضحكة
في إحدى الغابات يوجد بحيرة جميلة المنظر؛ إذ يحيط بتلك البحيرة الكثير والكثير من الأشجار الخضراء الشامخة، يسكن فوق تلك الأشجار الخضراء الشامخة مجموعة من عائلات القرود الكبيرة والصغيرة، تمتاز القرود الصغيرة في تلك الغابة بالمشاغبة وكثرة الحركة؛ فقد كانت تحب اللعب والمزاح والقفز واللهو والمرح، ولكن هذا الشيء كان يزعج القردة الكبيرة جدّاً.
لم تكن تملك القردة الكبيرة من أمرها شيئاً، فلا أحد كان يستطيع السيطرة على إيقاف تلك الضوضاء الكبيرة التي تحدثها الصغار، وفي ليلة من الليالي بينما كانت القردة نائمين؛ إذ استيقظ القرد الصغير وذهب إلى البحيرة ليستمتع بمنظر انعكاس ضوء القمر، فقد كانت ليلة مقمرة ومضيئة، وعندما رأى صورة القمر في البحيرة ظنّ بأنّ القمر قد وقع من أسفل السماء إلى داخل البحيرة.
ذهب القرد الصغير مسرعاً يريد إيقاظ القردة الصغيرة؛ فصاح بهم قائلاً: هيا استيقظوا لقد وقع القمر في البحيرة هيا بنا لنخرجه معاً، استيقظت القردة الصغيرة كلّها، وبقيت القردة الكبيرة نائمة، قال القرد الذي أيقظهم: كيف سنخرج القمر من الماء ونعيده للسماء دون أن يستيقظ أحد من القردة الكبيرة؟ اقترح أحدهم: أظنّ أن الحل الأمثل أن نفعل هذا بمساعدة بعضنا البعض؛ فنمسك ببعضنا البعض ونقوم بتشكيل سلسلة تصل بها إلى سطح البحيرة لنمسك به.
قامت القردة الصغيرة بتعليق يديها على بعضها البعض من أعلى الشجرة إلى أول البحيرة، وعندما وصل آخرهم قام بمدّ يده للماء كي يمسك بالقمر، ولكن بسبب عددهم ضغطوا على جذع الشجرة الصغير حتى انكسر بهم ووقع جميعهم في البحيرة واحداً تلو الآخر، صارت القردة تصيح بصوت عالي، ممّا جعل القردة الكبيرة تستيقظ من نومها، وعندما وجدوا القردة الصغيرة في الماء وعلموا بقصّتهم، بدأ الجميع يضحك بصوت عالي ويصفّق.