قصة القزم ذو اللحية البيضاء

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال قصص الخيال والمغامرات، سنحكي في قصة اليوم عن أمير قام أحد الأقزام الشريرة بتحويله إلى دب أسود ليسرق منه أمواله، ولكن بفضل الفتاة الطيبة استطاع الأمير أن يعود لمظهره الحقيقي، وأن يستعيد نقوده ومجوهراته من ذاك القزم الشرير، وكانت النهاية هي زواج الأمير بتلك الفتاة وعاشا بسعادة غامرة.

قصة القزم ذو اللحية البيضاء

في إحدى القرى تسكن امرأة عجوز في منزل صغير، ولديها ابنتين واحدة اسمها فاطمة والثانية اسمها زهرة، كان المنزل الذي تسكن به تلك العائلة منزل في منطقة لا يوجد بها الكثير من المنازل؛ لذلك كانت تلك العائلة تقضي أغلب أوقاتها في التجوال مع الخروف ومع حمامة بيضاء صغيرة.

وفي يوم من الأيام بينما كانت الفتاتان والأم في المطبخ، يقوم كل منهما بإعداد وجبة الإفطار إذ ظهر فجأةً شبح خفي يشبه القزم، التفتت الأم العجوز والفتاتان إلى الشباك، ولكن سرعان ما اختفى ذاك الشبح، قالت فاطمة: يبدو أنّه شبح نحيل جدّاً، ولقد رأيت بأنّ له لحية بيضاء طويلة، أمّا أختها زهرة فقالت: أنا نظرت إلى عيونه ولكن نظراته لا تبدو مريحة أبداً.

أمّا الأم العجوز فكان لديها رأي آخر فقالت: ربّما انجذب للرائحة الشهية وجاء إلى هنا، فقد يكون جائعاً، قالت فاطمة: إذاً دعونا ندعوه ليأكل معنا، لا يجوز أن يبقى جائعاً هكذا، قالت زهرة: أنتِ يا فاطمة فتاة طيبة، لا يجب أن نثق بالغرباء، يبدو أنّه كان قزماً وكانت نظراته لنا ليست جيدة، ربمّا كان يتجسّس ليستمع أخبارنا، والجميع هنا يعلم بأنّ هنالك الكثير من الأقزام الشريرة.

شعرت الأم وفاطمة بالقلق قليلاً من حديث زهرة، وفي اليوم التالي كانت الأم العجوز تقرأ لابنتيها قصة ما قبل النوم، وفجأةً بينما كانت تقرأ إذ صمتت، فسألتها زهرة عن سبب توقّفها عن القراءة فقالت لها أمّها: لقد سمعت البارحة خبراً غريباً، وهو يختصّ بالأمير المفقود منذ عدّة شهور، ويقال بأن أخيه قد بحث عنه في كل مكان ولم يجده.

قالت فاطمة: لقد سمعت كثيراً عن أخلاق الأمير الفاضلة، وقالت زهرة: وأنا سمعت كذلك بأنّه أمير شجاع ويمتلك الذكاء، أين يكون قد اختفى؟ قالت الأم: لقد سمعت بأن أحد الوحوش قد التهمته، ولكن يقال بأنّه كان يبحث عن زوجة قبل اختفائه، قالت فاطمة: هذا لا يمكن يا أمّي؛ فأنا وأختي زهرة نذهب ونتجوّل في الغابة كل يوم، ولم يصبنا أي مكروه.

وفي يوم من الأيام بينما كانت العائلة تجلس بقرب المدفأة إذ طرق باب المنزل، قالت لأم لابنتها زهرة: افتحي الباب لعلّه مسافر غريب يريد الاحتماء من البرد، عندما ذهبت زهرة لتفتح الباب، تفاجأت بدب لونه أسود وكثيف الشعر، شعرت زهرة بالذعر من هذا الدب واختبأت خلف الباب، أمّا الدب فد أدخل رأسه إلى الداخل فخاف منه الخروف والحمامة.

قال الدب: لا تخافوا مني فأنا لا آكل إلّا العسل، أريد فقط أن أحتمي من البرد القارس، سمحت له الأم بالدخول وأخبرت ابنتيها أن لا تخافا منه، جلس الدب قرب المدفأة وصارت فاطمة وزهرة تشعران بالطمأنينة وتلعبان معه دون خوف، وفي صباح اليوم التالي غادر الدب منزل العائلة، وصار يأتي يلعب مع فاطمة وزهرة كل يوم حتى صاروا من أعز الأصدقاء.

جاء فصل الربيع وقال الدب للفتاتين: لن أستطيع زيارتكما؛ لأنّه يجب علي أن أذهب وأحرس منزلي، ودعته الفتاتان في حزن، فقد اعتدن على اللعب معه كل يوم، وفي يوم من الأيام بينما كانت الفتاتان تسيران في الغابة بحثاً عن الخشب الذي طلبته منه أمّهما العجوز، شاهدت زهرة غصن يتحرّك، وعندما اقتربت فاطمة وزهرة من الغصن كان القزم ذو اللحية البيضاء يختبئ تحته.

قالت فاطمة: يبدو أن لحيته البيضاء عالقة في الغصن سأقوم بقصّها، بينما أختها زهرة قالت: لا يهمنّا أن نساعده، يبدو أنّه قزم شرير، لكن فاطمة أصرّت على مساعدة القزم وقامت بقصّ لحيته، تفاجأت فاطمة بعد إنقاذها للقزم بأنّه غضب وقال: لماذا قمتِ بقص لحيتي البيضاء؟ وأمسك القزم بكيس مليء بالذهب والمجوهرات وسار، عادت فاطمة وزهرة وأخبرن والدتهما بما حدث، وقالت لهم: أنا فخورة بكما، ولا يجب ان ننتظر الشكر من الآخرين على أي معروف نصنعه معهم.

وفي يوم آخر ذهبت فاطمة وزهرة لجلب الخشب من الغابة، فقابلتا القزم ذو اللحية البيضاء، وكان بجانب البحيرة يصطاد السمك، علقت صنارته فجأةً بسمكة كبيرة، وعندما أخرجها قامت بعض لحيته، أخرجت فاطمة المقص وقامت بقص لحيته لكي تنقذه مرّةً أخرى، غضب القزم وقال لها: لماذا قمتِ بقص لحيتي؟ قالت له: لقد كنت أريد إنقاذك أيّها القزم جاحد المعروف.

فجأةً بينما كانت الفتاتان تقفان مع القزم إذ ظهر الدب الأسود ذو الشعر الكثيف وقال للقزم: لقد أمسكت بك أيها السارق، أنت من قمت بسرقة مجوهراتي، تفاجأت الفتاتان، وفجأةً تحوّل الدب الأسود إلى شكل الأمير المفقود وقال لهما: لقد كنت أنا الدب الذي كنتما تلعبان معه، ولكن هذا القزم الشرير قام بتحويلي إلى دب أسود وسرق نقودي، وبفضل مساعدتكما استطعت أن أجده، فقوّته كانت في لحيته البيضاء التي قمتِ بقصّها يا فاطمة.

شعرت الفتاتان بالفخر لأنّهما قاما بإنقاذ الأمير من القزم الشرير، وطلب الأمير الزواج من فاطمة لأنّها هي من ساعدته، تزوّج الأمير من فاطمة وانتقلت عائلة فاطمة لتعيش معها في القصر، وعاش الجميع بسعادة وسرور.


شارك المقالة: