قصة القصيدة ‏شربنا شرابا طيبا عند طيب

اقرأ في هذا المقال


كرم الضيافة وحسن التصرف

يتعرض الإنسان في حياته لمواقف محرجة، تتطلب منه سرعة البديهة وحسن التصرف للخروج منها بأقل الخسائر، ونذكر في هذا الصدد قصة الشاعر إبراهيم الموصلي مع الأعرابي، وكيف تمكن من الخروج من موقف محرج بفضل ذكائه وسرعة بديهته.

حالة الشاعر في قصيدة ‏شربنا شرابا طيبا عند طيب

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحرج من الموقف الذي هو به، ومحاولة إخراج نفسه من هذا الحرج بإنشاد هذه الأبيات

قصة القصيدة ‏شربنا شرابا طيبا عند طيب

أما عن مناسبة قصيدة “‏شربنا شرابا طيبا عند طيب” فيروى بأن إبراهيم الموصلي كان معتادًا على إقامة المجالس لأهل الأدب والشعر والغناء في مدينة بغداد، وكان كلما أقام مجلسًا من هذه المجالس قدم لجلسائه الطعام، وقدم لهم شرابًا، فكان الحاضرون يأكلون ويشربون ويتسامرون، وفي يوم من الأيام أقام إبراهيم الموصلي مجلسًا، ودعا إليه العديد من الناس، وعندما أتى الضيوف وجلسوا، دخل عليهم رجل من الأعراب، فدعاه إبراهيم الموصلي للجلوس معهم، فجلس.

وبينما هم جالسون أُحضر الطعام، فأخذ القوم يأكلون، ومن بعد أن انتهوا من تناول الطعام، أُحضر الشراب، وأخذ القوم يشربون، ومنهم هذا الأعرابي، الذي أمسك بكأس، وبدأ بالشرب، وبينما هو يشرب، انسكب منه شيئًا من دون قصد منه على الأرض، فأخذ الحاضرون ينظرون إليه، وأحس بالحرج منهم ومن إبراهيم الموصلي، ففكر في طريقة يخرج نفسه بها من هذا الموقف، واهتدى إلى بيتين من الشعر كانا سببًا في خلاصه منه، حيث أخذ ينشد مرتجلًا قائلًا:

‏شربنا شرابًا طيّبًا عند طيّبٍ
كذاك شـرابُ الطيبين يطـيبُ

شربنا وألقينا على الأرض فضْلةً
وللأرضِ من كأسِ الكِـرامِ نصيبُ

يقول الشاعر في هذه الأبيات بأنه قد شرب شرابًا لذيذًا عند رجل طيب كريم، ويقول بأن شراب الطيبين لا بد أن يكون طيب، ومن ثم يقول بأنه سكب شيئًا من هذا الكأس على الأرض، لأن الأرض لها نصيب من كرم مضيفه.

arabian-coffee-5202588_640-300x200

فأعجب إبراهيم الموصلي بشعره، ومن ثم أخذ يسكب شيئًا من كأسه على الأرض، ويقول: وللأرض من كأسِ الكرام نصيب.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل أعرابي في يوم من الأيام إلى مجلس إبراهيم الموصلي، وجلس مع الجالسين، فأحضر الطعام، وأخذ القوم يأكلون، ومن ثم أحضر الشراب، فأخذ القوم يشربون، ومنهم هذا الأعرابي، وبينما هو يشرب انسكب الكأس من يده، فأحرج، وأنشد أبياتًا من الشعر أخرجته من إحراجه.

تدل هذه القصة على أهمية كرم الضيافة وحسن التصرف في المواقف المحرجة، كما تدل على سرعة بديهة الشاعر إبراهيم الموصلي وذكائه.


شارك المقالة: