مهما كان حجم الشر الذي يحيط بالشخص، فإنّه يستطيع دائماً أن ينقذ نفسه بواسطة ذكائه وحيلته إن امتلكهما، هذا ما حدث مع القطة الذكية التي تعرّضت لخطر الافتراس من قبل الذئب الشرير، وكانت على وشك أن تصبح وجبة لذيذة له، ولكنّها عندما استخدمت ذكائها وحيلتها، استطاعت أن تتخلّص من شرّ الذئب إلى الأبد من خلال وقوعه في البئر وغرقه بالماء.
قصة القطة والبئر
كانت القطة ميشو تسكن في مزرعة لصاحبها السيد فرحان، بينما كانت القطة تسير في المزرعة في يوم من الأيّام إذ شاهدت الذئب من مكان بعيد، وكان الذئب يترصّد للقطّة وينتظر فرصة جيّدة للهجوم عليها، وعندما اقترب الذئب من القطة شعرت بالذعر الشديد وصارت تتوسّل له أن لا يلتهمها وقالت له: أرجوك لا تأكلني، وإن تركتني فسوف أخبرك بالمكان السرّي الذي يضع به السيد فرحان الطعام كلّه.
كانت القطّة تخطّط للتخلّص من الذئب بحيلة ذكيّة، ومن شدّة جوع وطمع الذئب وافق على ذلك وتبع القطة لكي يعرف المكان السرّي للطعام الذي يخفيه صاحب المزرعة، وصلت القطة والذئب بجانب البئر؛ فقالت القطة للذئب: صدّقني أيّها الذئب إن صاحب المزرعة يخفي طعامه كلّه أسفل البئر كي لا يجده أحد، وأنا رأيته بعيني كيف أنزله أسفل البئر بواسطة دلو الماء.
صدّق الذئب كلام القطة وقال لها: ولكن كيف سأنزل وأحضره؟ قالت له القطة: لا تخف سوف أنزل أنا في البئر وأحضره لك، كانت القطة تريد أن تجعل الذئب يشعر بالاطمئنان لحديثها، وعندما نزلت أسفل البئر بواسطة الدلو صرخت من الأسفل وقالت للذئب: إنّ الطعام وزنه ثقيل ولن أستطيع حمله بنفسي، يمكنك أن تنزل إلى هنا.
قال الذئب للقطة: ولكن كيف سأصعد من البئر؟ قالت له القطّة: لا تقلق سوف أقوم بسحبك بواسطة الدلو أنت والطعام، فقط اسحب الحبل ودعني أصعد أوّلاً، قام الذئب بسحب الحبل وصعدت القطة، ثم ركب الذئب الدلو ونزل لأسفل البئر، وسرعان ما غرق بالماء ولم يستطع أن ينقذ نفسه. وبذلك نجحت خطة القطة بالتخلّص من الذئب الشرير، بوساطة حيلتها وذكائها.