العدل له أوجه وطرق كثيرة، ولكن في النهاية العدل يعني امتلاك الجميع نفس الحقوق والواجبات، سنحكي في قصة اليوم عن قطتين نشأ بينهما خلاف على التفّاح، على الرغم من أن صاحب المزرعة قد أعطى لكل منهما نفس العدد، ولكن كان الخلاف بينهما على اللون، ظلّت القطتّان تحتكمان للحيوانات وفي نهاية الأمر حازت كل منهما على نصف تفّاحة فقط.
قصة القطتان والعدل
في إحدى المزارع تعيش قطتّان واحدة لونها أبيض وواحدة لونها أسود، تعيش تلك القطتّان في سعادة دائمة، وكان يعيش بجوارهما الفأر فرفر، كان هذا الفأر يحب أكل القمح كثيراً، وكان من عادته أن يذهب ويبحث عن أكياس القمح ويقوم بثقبها كي يسرق قدر ما يستطيع من القمح، كان هذا الفأر شقي جدّاً، وكانت المزرعة لرجل اسمه خالد.
من شدّة سوء تصرّفات هذا الفأر المزعج ولسوء أخلاقه وسرقاته المتكرّرة؛ قرّرت القطتان طرده من المزرعة، بعد ذلك أعطى صاحب المزرعة ثمان تفّاحات باللونين الأصفر والأحمر كمكافأة لهما، طلبت القطة البيضاء الأربع تفاحات الصفراء، والقطة السوداء طلبت الأربع تفّاحات الحمراء، نشب بين القطتين نزاع على تلك التفّاحات؛ لذلك قرّرن أن يذهبن لأحد الحيوانات كي يحكم بينهم.
كان هذا الحيوان هو البقرة، وعندما سمعت البقرة بقصة هاتين القطتّين قالت لهما: حسناً سآكل أنا التفّاحات الصفراء وأترك لكما التفاحات الحمراء، وسأعطي كل واحدة حبتّين، ولكن بعد ذلك اختلفت القطتّان على من سيأخذ التفاحتين الأكبر، القطة البيضاء قالت: تلك التفّاحتين الأكبر من حقّي أنا، والقطة السوداء تقول: كلّا بل هم من حقّي أنا.
قرّرت القطتّان الذهاب إلى الحصان كي يحكم بينهما؛ فأخذ الحصان التفّاحتين الأصغر، وأعطى لكلّ واحدة تفّاحة كبيرة، وكانت في أعلى أحدهما ورقتين خضراوين؛ فنشأ خلاف مرّةً أخرى بين القطّتين على التفّاحة ذات الورقتين الخضراوين، كل قطّة تريدها لنفسها، عاد النزاع بينهما فقرّرا الاحتكام للدجاجة.
قالت لهما الدجاجة: سآخذ أنا التفاحة ذات الورقتين الخضراوين، وأعطيكما التفّاحة الأخرى نصف للقطة البيضاء والنصف الآخر للقطة البيضاء، عندما وجدت القطتّان أن لكل واحدة نصف يشبه الآخر فرحت كل منهما وصاحت بصوت عالي: يحيا العدل.
