رواية القصص للأطفال من أكثر الأشياء التي تساعدهم على فهم الكثير من أساسيات الحياة، هذا ما فعلته جدة عادل عندما روت له حكاية ممتعة عن جزاء الإحسان، وساعدته هذه القصة أن يتعرّف على الخطأ الكبير الذي وقع به.
قصة القط المسكين
في إحدى المرّات كان عادل ووليد يجلسان بجوار جدّتهما، فقال عادل لوليد: هل تعلم ماذا فعلت اليوم يا أخي؟ قال له وليد: وماذا فعلت يا عادل؟ قال له: لقد رأيت من نافذة غرفتي رجل يلبس ثياباً متسخة ويسير في الشارع، فقمت برمي حجر عليه حتّى يبتعد عن النافذة، قال له وليد: ولكن لماذا فعلت هذا؛ فهو بالتأكيد رجل يحتاج للمساعدة، قال له عادل: ولكن ثيابه متسخة.
سمعت الجدّة ما دار بين أحفادها، فسألت عادل وقالت له: ما هذا الذي فعلته يا بني، كان يجب عليك أن تعطي هذا الرجل المسكين النقود، بدلاً من أن ترمي عليه الحجر، قال لها عادل: ولكنّه يلبس ثياباً ليست نظيفة يا جدّتي، قالت له الجدّة: ولكن هو لا يملك غيرها، سأحكي لك يا بني قصة القط المسكين.
في إحدى الشوارع كان هنالك مجموعة من عائلة القطط تعيش مع بعضها بسلام، وفي مرّة من المرّات مرّ من أمامهم قط يبدو أنّه مشرّد ويعاني من آلام وجروح، وعندما رآه كبير القطط؛ قرّر أن يساعده وقدّم له الطعام والشراب، وساعده أن تشفى جروحه ويستردّ عافيته.
وفي اليوم التالي عندما رأت عائلة القط الكبير هذا القط سألت عنه وقالت: من أين هذا القط يا والدي؟ قال لهم: إنّه قط مشرّد ونحن نريد مساعدته ليجد عائلته، وبعد عدّة أيام جاء رجل وكان يبحث عن هذا القط، واتضح فيما بعد أن هذا القط هو قط الملك المفضّل لديه، عندما علم الملك بما فعله معه هؤلاء القطط قرّر مكافأتهم.
قدّم الملك لهؤلاء القطط الكثير من الطعام والشراب كل يوم، وعاشوا بسعادة وسلام؛ وكان هذا بسبب إحسان القط الكبير إلى القط المسكين، نظر عادل وقال لجدّته: حقّاً يا جدّتي لقد كنت مخطئاً، ولكن أعدك بالمرّات القادمة عندما أرى هذا الرجل أن أساعده، احتضنت الجدّة أحفادها وقالت لهم: أنا أحبّكم يا أحفادي.
