من الأمور الجيدة هي معرفة الطفل لكل شيء يدور من حوله؛ ولكن أحياناً من الأفضل أن نساعد أبنائنا لخوض التجارب، فخوض التجارب من أفضل طرق المعرفة والإدراك، هذا ما فعلته والدة القط ماوي؛ حيث كان يظن القمر كرة بيضاء، ولكن تركته أمّه يخوض التجربة ويكتشف الأمر بنفسه.
قصة القط والقمر
في إحدى ليالي الصيف الرائعة الهادئة، كان القط ماوي يجلس وينظر إلى السماء الصافية وكانت الليلة هي الرابعة عشر من الشهر؛ حيث كان القمر مكتملاً، وشكله يشبه شكل الكرة، تحمّس القط ماوي لشكل القمر، وظنّ أنّ القمر هو عبارة عن كرة جاءت إليه كي يلعب بها هو وأصدقائه، أسرع القط ماوي وقال لأمّه أنّه وجد كرة بيضاء جميلة، وأنّه يريد أن يلحق وراءها حتّى يستطيع إمساكها واللعب بها.
قالت له أمّه وهي تبتسم: حسناً يا بني اذهب والعب ولكن لا تتأخّر، بدأ القط ماوي يمشي وكان يشعر بأنّ الكرة تمشي معه، مشى كثيراً وكان يمرّ بالأرض المنبسطة والتلال والطرق المتعرّجة، ولكن لم يصل لهذه الكرة البيضاء بعد، لذلك قرّر القط ماوي أن يجلس بجانب صخرة ليستريح قليلاً، فأخذه النوم من شدّة التعب.
ظلّ القط ماوي نائماً لصباح اليوم التالي، وكان الجو حارّاً ولم يستطع حتّى أن يبحث عن الماء أو الطعام، وانتظر بجانب الصخرة حتى حلول المساء، في ذلك الوقت عاد القمر الدائري الأبيض ليسطع في السماء مرّةً أخرى؛ فقرّر القط ماوي أن يستكمل رحلته للبحث عن القمر الذي ظنّه كرة بيضاء.
ظلّ القط ماوي يكرّر هذه المغامرة باللحاق وراء الكرة البيضاء كل يوم، حتّى بدأت تلك الكرة البيضاء تصغر بالحجم يوماً بعد يوم، حزن القط ماوي؛ ولشدّة تعبه باللحاق وراء هذه الكرة لمدّة شهر كامل؛ قرّر أن يعود لأحضان أمّه، وعندما أخبرها بما حدث معه، ضحكت وقالت له: يا بني تلك الكرة البيضاء التي تتحدّث عنها، وحزنت لضياعها إنمّا هي القمر الذي يضيء السماء كل يوم، نظر ماوي لأمّه وقال لها: ولماذا لم تخبريني هذا الأمر من قبل يا أمّي؟ لقد تعبت كثيراً باللحاق وراءه. نظرت له أمّه وقالت: يا بني كان عليك أن تجرّب الأمر بنفسك؛ فإنّ أفضل طرق المعرفة هو التجربة.