خلق الله الأجنحة للطيور فهي تحب الطيران والحريّة، وتحزن عند وضعها بداخل القفص، هذا ما حدث مع سامي الذي أنقذ عصفور من البرد والجوع، ولكنّه حبسه بقفص وصار ينتظر منه أن يغنّي له كل يوم، ممّا تسببّ بحزن هذا العصفور، وعندما زاره صديقه الطيّب خالد، أخبره أنّه يجب عليه أن يطلق سراحه لأن الطيور تحب الحريّة، ومنذ ذلك اليوم عاد العصفور لفرحه وحياته.
قصة القفص والحرية
بينما كان سامي عائد من المدرسة إلى المنزل في يوم عاصف وبارد، وجد في طريقه عصفور يرتجف من البرد، وعندما اقترب منه يبدو وكأنّه ينكمش على نفسه من شدّة البرد، أخذه سامي وحمله وبدا يفكّر ماذا سيفعل مع هذا العصفور المسكين، وفجأةً وجد نفسه وقد حملته قدميه إلى منزل صديقه العزيز خالد، وكان سامي قد اعتاد على استشارة خالد في أموره المهمّة، وهو شخص لطيف وودود وذو أخلاق طيّبة.
وعندما فتح خالد الباب رحّب بصديقه سامي وطلب منه الدخول، عندما روى سامي قصّته لصديقه خالد، شكره وأثنى على حسن تصرّفه وقال له: أنت شخص طيّب القلب، أنا أنصحك أن تأخذ العصفور إلى منزلك وتقوم بإطعامه وتقوم بتدفئته حتّى يتحسّن، ولكن في اليوم التالي عليك أن تطلق سراحه.
وافق سامي على كلام صديقه خالد، وعاد إلى المنزل واعتنى بهذا العصفور المسكين حتّى تحسّنت حالته وأطلق سراحه، وكان سامي يذهب كل يوم إلى المدرسة ويعود فيرى العصفور وقد آلف المكان الذي وجد به العناية، وأنّه يحب أن يأتي إليه كل يوم.
ومع انتهاء الفصل الدراسي وحلول الصيف سافر خالد، وعندما عاد من سفره وجاء ليسلّم على صديقه سامي وسأله عن العصفور، قال له سامي: إنّه بخير ولكن حاله تغيّر؛ فلم يعد يغرّد ويشعر بالفرح كما كان، تفاجأ خالد من كلام صديقه سامي وسأله إن كان قد تسببّ له بأي معاملة سيّئة.
لم يذكر سامي أي شيء، ولكنّه قال لخالد، لقد أحضر لي والدي في مرّة قفصاً جميل الشكل، وأنا أردت أن أضع عصفوري بداخله، غضب خالد ممّا سمعه وقال لسامي: يا صديقي إن الطيور تحب الحريّة، وسبب حزنه هو تقييدك لحريّته، يجب عليك ان تعمل عملاً خالصاً لوجه الله، وتطلق سراح هذا العصفور.
استمع سامي لنصيحة خالد وحزن على فعلته مع هذا العصفور، وقرّر أن يطلق سراح عصفوره، ومنذ ذلك اليوم عاد العصفور إلى فرحه وسروره وصار يغرّد بسعادة.