قصة القلب العظيم والاختبارات الثلاثة

اقرأ في هذا المقال


قصة القلب العظيم والاختبارات الثلاثة أو(Great Heart and the Three Tests) حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف، سايروس ماكميلان، نشرت عام 1922، عن طريق الناشر(Gundy Toronto) جون لين ذا بودلي.


الشخصيات:

  • الصبي.

  • العداء.

  • المستمع.
  • مراقب السماء.

  • العجوز.

قصة القلب العظيم والاختبارات الثلاثة:

في مكان ما بالقرب من البحر في العصور القديمة كان صبي يعيش مع والده وأمه، لم يكن لديه إخوة أو أخوات، كان والده صيادًا عظيمًا ورث الصبي شيئًا من قوته، لأنّه كان دائمًا ناجحًا جدًا في قتل الطرائد، وقالت والدته: في يوم من الأيام سيكون رجلاً عظيماً، لأنّه قبل ولادته جاءتني رؤيا في الليل وأخبرتني أن ابني سيحظى بشهرة واسعة، وقد وضعت الجنيات الهدايا في مهده.
فقال أبوه وهو يستمع إلى افتخارها: الزمن سيخبرنا، والوقت سيخبرنا، ولكن إذا كان له أن يكون رجلاً عظيماً، فإن أفعاله وليس افتخارك هو الذي يثبت ذلك، وعندما كبر الصبي أصبح جميلًا بشكل غريب ولديه قوة كبيرة، وقال والده لقد حان الوقت ليبحث عن عمل، فقالت والدته: انتظر قليلاً ولا ينفذ صبرك، إنه لا يزال صغيراً ولا يزال هناك الكثير من الوقت، لذلك بقي الصبي في المنزل لفترة أطول.
حدث الآن أنّه بعيدًا في قرية نائية، عاشت فتاة شابة تتمتع بجمال كبير ونعمة، كان والدها رئيسًا عظيمًا، لكنّه مات وماتت والدتها أيضًا، وكانت وحيدة، لكن والديها تركا لها الأراضي الشاسعة ومخزنًا كبيرًا من البضائع والعديد من الخدم، وبسبب كنوزها وجمالها الكبير كان لديها الكثير من الخاطبين، لكنها لم تكن توافق على أي من الرجال الذين تقدموا لها، وفرضت شروط شديدة لأختبار صدقهم، كانت تحرس الفتاة بعناية امرأة عجوز والعديد من الخدم الذين أبعدوا الأشخاص المتطفلين عنها.
سرعان ما انتشرت شهرة وثروة الفتاة وجمالها في جميع أنحاء الأرض، ووصلت إلى قرية ساحل البحر حيث سكن الشاب، فكر والده في نفسه وقال:هذه فرصة جيدة لابني لإثبات جدارته، فناداه والده وقال: لقد حان الوقت لتبحث عن ثروتك في العالم وتبحث عن زوجة، لأنّ ربيعك يمر وصيف حياتك سيأتي قريبًا وقبله تعلم أن خريفك سيحل عليك وشتاؤك قريب.
ثمّ قال والده: ليس هناك وقت تضيعه، ابحث عن الفتاة الجميلة صاحبة الكنوز الغنية في القرية الداخلية البعيدة وحاول أن تكسبها كزوجتك، وأهدته والدته الهدايا الخيالية التي كانت قد وضعت في مهده عند ولادته، وودع والديه وانطلق في رحلته الطويلة، لم تكن لديه شكوك في نجاحه، لأنّه كان متأكدًا أيضًا من قوته.
وأثناء سفره، جاء يومًا ما على رجل يرتدي ملابس قرمزية يجلس على جانب تل صخري يربط الحجارة بقدميه، قال للرجل: مرحبا، لماذا تربط هذه الصخور الثقيلة بكاحليك؟ أجاب الرجل:أنا صياد، لكن عندما أتبع الغزلان، أجري بسرعة كبيرة لدرجة أنني قريبًا جدًا أمامهم بدلاً من خلفهم، وأضع أثقالًا على قدمي حتى لا اركض بسرعة، قال الولد: أنت حقاً رجل رائع، ولكنّي أنا وحدي وأحتاج إلى رفيق، دعنا نسير معاً، فقال الرجل: من أنت؟ قال الصبي: أنا فتى القلب العظيم، ويمكنني أن أفعل أعمالًا عظيمة ويمكنني أن أمنحك كنز عظيم، لذلك ذهب العداء معه.
قرب المساء عندما كانوا الآن بعيدًا عن اليابسة، جاؤوا إلى بحيرة كبيرة من بين الأشجار على حافة البحيرة، كان هناك رجل سمين كبير يستلقي على بطنه، وفمه في الماء ويشرب بأقصى ما يستطيع، ثمّ كانوا يراقبونه لبعض الوقت لكنّه ما زال يشرب حتى أصبحت البحيرة جافه، ومع ذلك لم يروي عطشه، فضحكوا من مثل هذا المنظر الغريب.
وعندما اقتربوا منه قال الصبي: مرحباً! لماذا ترقد هناك وتشرب الكثير من الماء؟ أجاب الرجل السمين: هناك أوقات لا أستطيع فيها الحصول على ما يكفي من الماء للشرب، حتى عندما أشرب هذه البحيرة، سأظل عطشانًا، فسأله الصبي: من أنت؟ قال الرجل السمين: أنا رجل العطش العظيم، فقال الصبي: هذا جيد، نحن اثنان بحاجة إلى رفيق ثالث، يمكننا القيام بأعمال عظيمة ويمكننا أن نربح لك كنزًا عظيمًا، لذلك ذهب الثلاثة معًا.
لم يبتعدوا كثيرًا عندما وصلوا إلى سهل مفتوح على مصراعيه حيث رأوا رجلاً يمشي ووجهه مرفوعًا إلى الأعلى، وهو يحدق في السماء، ثمّ تحرك بسرعة وبدا أنه يجد طريقه بدون عينيه، لأنّه كان يحدق بثبات في السماء، فقال الصبي: مرحبًا، ما الذي تنظر إليه باهتمام شديد؟ قال الرجل: أوه، لقد أطلقت سهمًا في السماء وأنا أنتظر سقوطه، لقد ذهب بعيدًا لدرجة أنّه سيمر بعض الوقت قبل أن يسقط.
سأل الصبي:من أنت؟ قال: أنا مراقب السماء، قال الصبي: نحن الثلاثة بحاجة إلى رفيق رابع، يمكننا القيام بأعمال عظيمة ونكسب لك الكثير من الكنز، تعال معنا، لذلك ذهب الأربعة معًا، لقد قطعوا مسافة قصيرة عبر السهل إلى حافة غابة عندما صادفوا رجلاً مستلقيًا بالكامل ورأسه على يده، كانت حافة يده على الأرض ونصفها مغلقة حول أذنه التي استقرت عليها.
عندما رأى الرجال الأربعة يقتربون منه، وضع إصبع يده الأخرى على شفتيه وأشار إليهم بالتزام الصمت، قال الصبي بصوت هامس: مرحبًا، ماذا تفعل هناك وأذنك على الأرض؟ أجاب: إنّني أستمع إلى النباتات التي تنمو بعيدًا في الغابة، هناك زهرة جميلة أود أن أجدها، وأنا أحاول سماعها وهي تتنفس حتى أذهب وأحصل عليها.
ثمّ قال: آها! أسمعها الآن، ثمّ قام من الارض، قال الصبي: من أنت؟ قال: أنا المستمع، قال الصبي: نحن أربعة بحاجة إلى رفيق آخر، يمكننا أن نفعل أعمالا عظيمة ونكسب لك الكثير من الكنز، تعال معنا، لذا ذهب الرجال الأربعة والصبي معًا، ثم كشف الصبي للآخرين خطته لكسب الفتاة الجميلة التي عاشت مع كنوزها في القرية البعيدة، وقد وافقوا بكل سرور على مساعدته في مهمته الخطيرة.
عندما وصلوا إلى القرية، كان الناس فضوليين للغاية عندما رأوا الغرباء الخمسة، لقد تعجبوا من جمال الصبي ولكن عندما سمعوا أنّه يرغب في الزواج من ابنة الرئيس السابق، هزوا رؤوسهم بشدة وقالوا: لن يحدث ذلك أبدًا، إنّها تضع شروطاً قاسية على كل من يطلب يدها، ومن يفشل في الاختبارات محكوم عليه بالموت، وكثير من الخاطبين حاولوا وفشلوا وماتوا.
لكن الصبي لم ينزعج، وذهب مع رفاقه الأربعة إلى منزل الفتاة ، فقابلته السيدة العجوز التي كانت تحرسها عند الباب وأخبرها بما يريد، فضحكت بازدراء عندما رأت جماله الرائع، فقالت: تبدو كفتاة أكثر من كونك محارباً، لا يمكنك تحمل الاختبارات، لكن الشاب أصر على إجراء اهذه الأختبارات، فقالت المرأة العجوز: إذا فشلت في الاختبارات سوف تموت.
وافق الشاب، ثم قالت المرأة: إذا كنت ترغب في الفوز بالأميرة، فعليك أولاً دفع هذه الصخرة العظيمة بعيدًا عن نافذتها، فهي تحجب عنها ضوء الشمس في الصباح، ثم أخرج الصبي الهدايا الخيالية لمهده لمساعدته، ووضع كتفه على الحجر الضخم الذي يرتفع أعلى من المنزل، ودفع بكل قوته، فتدحرجت أسفل التل وتكسرت إلى ملايين القطع، فتدفق ضوء الشمس من النافذة، وعرفت العذراء أنّ الاختبار الأول قد اجتازه الخاطب بنجاح.
ثم جاء الاختبار الثاني، جلبت المرأة العجوز وخدمها كميات كبيرة من الطعام والشراب وأمروا الغرباء بتناولها كلها في وجبة واحدة، كانوا جائعين جدًا، ثمّ أكلوا الطعام بسهولة، ولكن عندما رأى القلب العظيم براميل الماء العظيمة ،غرقت معنوياته، لكنّ رجل العطش العظيم قال: يا صديقي، نوبة الحرقان الشديد في المعدة عادت علي مرّة أخرى. أنا جاف للغاية كما لو كان هناك حريق في بطني، أعطني فرصة للشرب، وفي طرفة عين كان قد استنزف كل قطرة من الماء.

لكن كان لا يزال هناك اختبار آخر، قالت المرأة العجوز: يجب أن يكون أحد من أصقائك يشارك بهذا السباق، من هو اختيارك للعدائين؟ ثمّ قالت: يجب أن يتسابق مع هذا الرجل، وإذا فاز فقد يكون لديك الفتاة كزوجة وكل الكنز معها ،لأنّ هذا هو الاختبار الأخير، ولكن إذا خسر السباق سيموت.”
دعا الصبي صديقه العداء للسباق، ثم فك ربط الصخور من أقدام العداء، وعندما بدأ السباق، كان المسار يقع بعيدًا عبر السهول لعدة أميال حتى يمرالمتسابقون بعيدًا عن الأنظار، ويعودون مرّة أخرى إلى نقطة البداية، ثمّ بدأ عداء العجوز والعداء القرمزي سباقهما، وأثناء سيرهما اقترح عداء العجوز للعداء القرمزي أن يرتاحا قليلاً، حتى استلقى عداء الصبي، ونام تحت أشعة الشمس الحارقة، وعندما تأكد الأخير من أنّ منافسه كان نائمًا، انطلق إلى القرية، وركض بأسرع ما يمكن.
سرعان ما رأى الناس عداءهم يقترب بعيدًا في السهول، لكن لم تكن هناك علامة على الغريب، واعتقدوا أنّ الخاطب الجديد ليد الفتاة قد فشل أخيرًا مثل كل الآخرين من قبله، كان الصبي في حيرة شديدة عندما لم يظهر عداءه، ثمّ قال: ما الذي يمكن أن يحدث؟ لكن صديقه المستمع ألقى بنفسه على الأرض واستمع، ثمّ قال عداؤك القرمزي نائم، أسمعه يشخر في السهول البعيدة، وبإحساسه القوي بالصوت، حدد المكان الذي كان العداء يرقد فيه.
قال مراقب السماء: سأوقظه قريبًا، ثمّ ثبّت سهمًا في خيط القوس، وسرعان ما أطلق السهم من قوسه إلى المكان الذي أشار إليه المستمع، كان هدفه صحيحًا لدرجة أن السهم ضرب العداء القرمزي على أنفه وأثاره من نومه، ولكن عندما وقف على قدميه وجد أنّ منافسه قد رحل وعرف أنّه قد تمّ خداعه، لذلك في حالة من الغضب الشديد بسبب الألم في أنفه، انطلق إلى القرية يجري مثل الريح.
كان منافسه قد وصل إلى نهاية السباق تقريبًا، ولكن من خلال وضع كل قوته في جهوده، سرعان ما تغلب عليه وتجاوزه بالقرب من نقطة الفوز وفاز بالسباق، وتساءل الناس كثيرا عن هذه الأعمال العظيمة للغرباء، ثم قالت المرأة العجوز للصبي: لقد ربحت العذراء كزوجتك، لأنّك وحدك نجحت في هذه الاختبارات، لذلك تزوجا في حفل كبير، ثمّ أعطى الصبي كنزًا كبيراً لأصحابه، ووعد بمساعدتهم دائمًا حين يكونون في حاجته.


شارك المقالة: