تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الأمريكية، وقد تمحور الحديث فيها حول فتاة يافعة تحلم بالرومانسية، وقد تعرضت لعملية احتيال ونصب مما جعلها تعتقد بأنّ كافة البشر هم في الحقيقة أكثر شراً من الأشباح.
قصة القمة القرمزية
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهي فتاة تدعى إديت، وقد كانت تلك الفتاة في مقتبل العمر وهي فتاة تتسم بالعديد من الصفات الجيدة، فهي فتاة طيبة ولطيفة إلى حد كبير، وأكثر ما كانت تتسم به هو البراءة، إذ لم تكن تعرف أي شيء عن الحقد والكراهية التي تقطن في داخل الكثير من أبناء المجتمع، وقد كانت ابنة لأحد أكبر التجار الأثرياء على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يكن ينقصها في هذه الحياة سوى أم، إذ أنها فقدت والدتها حينما ما زالت طفلة.
وعند وفاة والدتها لم يسمح لها والدها أن تقوم بإلقاء نظرة أخيرة على والدتها ووداعها؛ وقد كان ذلك بسبب أن والدتها كانت قد توفيت بسبب إصابتها بمرض الكوليرا، وهو يخاف عليها إلى حد كبير ولا يريدها أن تتأثر بمنظر والدتها في التابوت، ولكن ليوم ذكرى والدتها وقع بالغ في نفسها، حيث أن في ذات اليوم الذي توفيت به والدتها وهمت بالخلود إلى النوم رأت في منامها أن روح والدتها جاءت إليها في الحلم وقد حذرتها تحذير شديد اللهجة مما يطلق عليه اسم القمة القرمزية.
كانت إديت منذ صغرها تعشق القراءة والمطالعة إلى حد الشغف، وقد كانت تحلم أن تصبح في يوم من الأيام كاتبة ومؤلفة مشهورة على مستوى العالم، وأكثر جانب من جوانب القراءة كانت تنغمس به هو القراءة في الروايات والقصص التي تتحدث في مضمونها عن الأرواح والأشباح، ومنذ أن كانت صغيرة أخذت على عاتقها أن تسعى بنفسها لتتعلم كافة فنون وأفضل الأساليب المستخدمة في الكتابة والتأليف، وقد مرت السنوات وبالفعل كبرت إديت وأصبحت كاتبة ومؤلفة روايات وقصص مبدعة، وقد ركزت في مواضيع أعمالها الأدبية في الكتابة عن الأشباح والأرواح.
ولكن ما صدم إديت هو أنه رفضت جميع دور النشر والناشرين الخاصين نشر رواياتها؛ وقد كانوا يبررون ذلك بأنها ما زالت فتاة صغيرة ومن غير الممكن أن تكون ملمة بالأساليب والقوانين المتبعة في التأليف، وهنا دخلت إديث في حالة اكتئاب ويأس، وبعد تفكير عميق في محاولة منها للوصول إلى حل لنشر مؤلفاتها توصلت أخيراً إلى قرار بأن تقوم بالذهاب إلى مكتب والدها والقيام بكتابة وطباعة روايتها على الآلة الكاتبة، وبعد أن تنتهي من طباعتها تقوم إرسالها إلى إحدى أهم الصحف في مدينة نيويورك، ولكن ليس باسمها، وإنما باسم مستعار.
وأول ما ذهبت إلى مكتب والدها التقت بأحد الشخصيات والذي يدعى السيد توماس، وقد كان توماس قد قدم من مدينة لندن إلى والدها من أجل أن يقوم بتمويل آلة قام باختراعها بنفسه، وقد كانت تلك الآلة قد صممت من أجل القيام باستخراج مادة الصلصال من الأراضي التي يتملكها هو، وحينما جاء والدها وعرض عليه المخترع ذلك الأمر سرعان ما رفض والدها ذلك الأمر وبشدة فضيعة، وفي تلك الأثناء حينما شاهدت إديت ردة فعل والدها المتشددة حاولت سؤاله حول السبب، ولكن والدها صرح لها بأنه من وجهة نظره يرى أن هناك شيء غير مريح في وضع السيد توماس، ولكنه لا يستطيع تحديد ما هو على وجه التمام.
ومن جهة السيد توماس فقد تسبب له رفض والد إديت تبني اختراعه وتمويله بنوبة غضب كبيرة، ولهذا أخذ يفكر في طريقة يتقرب بها منه، وأول ما فكر به هو التقرب من ابنته الوحيدة، وبالفعل كانت هناك شقيقه له تدعى لوسيل وقد شرح لها الأمر وطلب منها أن تساعده في التقرب من إديت، ومنذ تلك اللحظة بدأ توماس وشقيقته بالتقرب من إديت؛ وذلك حتى تقع بحبه وعشقه، وحينما اكتشف والد إديت تلك المؤامرة على ابنته سرعان ما قام بالحديث مع توماس وطلب منه الرحيل على الفور من الولايات المتحدة الأمريكية بأكملها، وفي حال لم يقوم بذلك فإنه سوف يشهر به وبشقيقته على الملأ ويفضحهم من خلال المعلومات التي تم التوصل إليها عنهما.
ولكن في صباح اليوم التالي ما حدث كان صدمة كبيرة، حيث أنه تم العثور على والد إديت مقتول في الحمام على يد شخص مجهول، وفي تلك الأثناء بقيت إديت بمفردها في تلك الحياة، وحينما تقدم السيد توماس لطلب يدها للزواج بعد أيام قليلة من وفاة والدها رأت أن تلك الفرصة مناسبة من أجل أن تستند على رجل في حياتها، على الرغم من أنه كان هناك شاب يكن لها محبة وعشق كبيرين منذ صغر سنها وهو ما يدعى مايكل، وقد حاول أن ينأ بها عن ذلك الزواج، ولكنها رأت أن توماس هو الشخص الأفضل لها من وجهة نظرها.
وبعد أن تم حفل زفاف إديت وتوماس طلبت من المحامي الخاص أن يقوم ببيع كافة ممتلكاتها في الولايات المتحدة وإرسال الأموال لها إلى مدينة لندن، وهناك حينما وصلت إديت إلى منزل عائلة توماس وجدت أنه قصر ضخم جداً، ولكن هذا القصر كان من البناء القديم جداً، إذ كان سقفه متهدم ويقع في منطقة نائية، ومنذ أول ليلة قضتها في ذلك القصر وبدأت تشاهد الأشباح.
وفي صباح اليوم التالي طلبت من توماس أن يقوما بمغادرة القصر والانتقال للإقامة في منزل آخر في مدينة لندن، ولكن توماس رفض ذلك الأمر قطعياً، وقد برر ذلك بأن القصر هو إرث عائلي قديم، وبعد مرور عدة أيام لاحظت إديت أن لوسيل شقيقة زوجها بدأت تعاملها بطريقة غريبة، كما أن الأشباح كانت بكثرة وبشكل يومي، وفي كل مرة تطلب منها الرحيل عن القصر.
وفي يوم من الأيام بينما كانت تتحدث مع توماس تفاجأت بأن الثلوج بدأت تتساقط وقد اختلطت مع مادة الصلصال التي تتدفق من باطن الأرض تنعكس على التلال ويصبح لونها قرمزي، وهنا تذكرة تحذير روح والدتها لها، ومنذ ذلك اليوم وقد بدأت إديت في البحث داخل غرف القصر، وذلك في محاولة منها في اكتشاف أسرار العائلة، وبالفعل توصلت إلى أسرار هائلة حول زوجها وشقيقته وتعرف ذلك السر الذي جعل والدها يكرهه منذ أن شاهده للمرة الأولى، وفي ذات الوقت بدأ صحتها تتراجع كما اكتشفت أنهما يضعان السم لها في الشاي؛ وذلك من أجل التخلص منها، وتتوالى الأحداث حتى تتمكن إديت أن التخلص من لوسيل وتوماس، ولكنها تظل تعتقد أن أرواحهما ما زالت معلقة داخل القصر.