قصة الكتاب الأخضر

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر قصة الكتاب الأخضر من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الأمريكي، وقد تم التطرق من خلال مضمونها للحديث حول ظاهرة العنصرية وما تؤول إليه.

قصة الكتاب الأخضر

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول شاب يدعى توني، وقد كانت الأحداث تدور في منتصف القرن التاسع عشر، حيث أنه كان توني يقيم في مدينة نيويورك، وقد أمضى فترة طويلة في البحث عن عمل، إذ لم يكون هناك من يعيله في حياته، وهو لديه عائلة من واجبه أن يقوم بتوفير سبل العيش الكريم لهم، وفي نهاية بحثه حصل على عمل في أحد المقاهي، وقد كان ذلك العمل هو حارس، ومنذ أن عمل في ذلك المقهى وقد بدأت تتحسن الأوضاع المعيشية له ولزوجته، ولكن من سوء حظه أن ذلك العمل لم يستمر طويلاً، إذ أنه في يوم من الأيام أغلق المقهى أبوابه؛ وذلك لأن مالكه تعرض لحادثة جعلته يبيع كافة ممتلكاته.

ومنذ ذلك اليوم وقد أصبح توني دون عمل يعيله هو وزوجته وبدأت المشاكل تتوالى عليهما، وأكثر مشكلة كان يعانيان منها هي دفع أجاز منزلهما، وفي كل يوم كان يقوم توني بالصول والجول هنا وهناك وعلى كل أصدقائه سعياً منه في الحصول على العمل، وبالفعل انتهى بحثه بأن ساعده أحد أصدقائه في الحصول على وظيفة، وقد كانت تلك الوظيفة هي سائق عند أحد الأطباء، وفي ذلك اليوم المتفق عليه من أجل أن يذهب ويقابل الطبيب في المكان المحدد، حدث وأن أخطأ توني في الاستدلال على ذلك المكان مما جعله يدخل إلى إحدى الشقق السكنية.

وقد كانت تلك الشقة مزخرفة ومرتبة للغاية ويبدو أن مالكيها من أصحاب الأموال والثروات، وأول ما دخلها التقى بمالكها والذي يدعى الدكتور دون شيرلي، ولكنه لم يكون يعمل في مجال الطب، وإنما حاصل على دكتورا في العزف على آلة البيانو، وقد ذلك العازف يذهب من أجل أن يقوم بجولاته الموسيقية من غرب البلاد إلى جنوبها، وفي تلك الأثناء كان يبحث عن سائق.

ولكن ذلك العازف كان لا يريد أي سائق على الهامش، وإنما يحتاج إلى سائق ذو شخصية قوية ويعرف كيف يتعامل مع أي مشاكل صعبة تواجهه؛ وذلك لأنه في جولاته كان يتعرض إلى الكثير من المشاكل العنصرية بسبب لونه، وقد قام العازف بعرض هذا الأمر على توني، كما أخبره بأن مدة كل جولة يقوم بها تقارب على الشهرين، وهو على وشك الذهاب في رحلة في الوقت الحالي وهذه الجولة سوف تنتهي قبل يوم عيد الميلاد.

كما أحاطه علماً بأنه ينبغي عليه أن يبقى طوال الجولة إلى جانبه ولا يفارقه على الاطلاق، وحتى أنه لا يمكنه أن يذهب ليتفقد أهل بيته، وحينما فكر توني بالأمر لم يجد أمامه سوى أن يوافق ليخلص من المتطلبات المعيشية التي تلحق به، ولكن في آخر لحظة أخبره العازف أن يتوجب عليه قبل المغادرة للجولة أن يقوم بتجهيز ملابسه وتلميع أحذيته، وحين سمع توني ذلك تخلى عن الوظيفة بأكملها وغادر تلك الشقة.

ولكن بعد أن سار توني في طريق عودته للمنزل بدأ يشعر بالندم لأنه رفض الوظيفة، حيث أن الديون بدأت تتراكم عليه ولا يوجد أمامه فرصة أخرى، وهنا يعود إلى العازف ويقبل بالعمل معه، وفي اليوم التالي ذهب العازف إلى تلك الشركة التي من خلالها يقوم بالتسجيل من أجل جولته الموسيقية، وقد كانت تلك الشركة هي من تمول رحلته بأكملها، إذ يعطوه في البداية نصف الأجر المتفق عليه ويخبروه أنهم سوف يدفعوا باقي المبلغ المترتب عليهم في نهاية الجولة، وقد اشترطوا عليه حينها من أجل دفع المبلغ المتبقي أن تتكلل جولته بالنجاح الباهر، كما قامت تلك الشركة في تلك الأثناء تسليمه الكتاب الأخضر، وقد كان ذلك الكتاب يتم تسليمه للسياح كدليل لهم، وهو ما يتضمن جميع المناطق الآمنة لأصحاب البشرة السوداء في الجنوب.

ومن هنا بدأت الجولة وقد أقلعا كل من العازف وتوني معاً، كان توني خلال الجولة يثرثر كثيرًا، وتلك الثرثرة كانت تثير إزعاج وغضب العازف، مما دفع بالعازف إلى أن يطلب منه أن يكف عن تلك الثرثرة الزائدة ويتحدث مع أي شخص يقابله بلجة أفضل من تلك التي يتحدث بها وأسلوب لبق، وهنا وعده توني بأن لا يقوم بالتحدث من الأصل مع أحد على الاطلاق، وعندما وصلوا إلى أول محطة في الجولة وأخذ العازف بالعزف على البيانو وقف توني ليراقبه وهو يعزف البيانو، وقد كانت الطريقة التي يقوم بها بالعزف قد أعجبت توني إلى حد كبير.

وفي لحظة من اللحظات قام توني بالجلوس على إحدى الطاولات في المقهى الذي يعزف به رئيسه وبدأ يلعب بالورق مع الموجودين، وهنا غضب منه العازف وأشار إليه بأن أسلوب حياته أسلوب سوقي، وحينما سمع توني بذلك شاط الغضب بداخله، وأوضح للعازف لماذا لم يقوم باختيار سائق أخر بدلاً منه، وهنا أوضح له العازف أن سبب اختياره له هو لون بشرته البيضاء، فهذا الأمر يجعل من أصحاب الحفلات يدخلوه إلى الداخل على عكس خدم العازفين الآخرين.

وفي ذلك الوقت بعد أن أنهى العازف من عمله قام برفقة السائق بالتوجه إلى السيارة وأول ما تحرك السائق قام بتشغيل أحد أنواع الموسيقى المعاصرة، وهنا تفاجأ بأن العازف لا يعرفها، فأدرك أن العازف ليس على قدر عالي من المعرفة، وتوجه إليه بالحديث حول أنه يتوجب عليه الاطلاع بشكل أوسع على أنواع الموسيقى، وحينما وصلوا إلى المنطقة التالية من مناطق الجنوب تطلب من العازف أن يبقى في فندق تم تخصيصه لأصحاب البشرة السوداء وتوني يقيم توني في فندق منفصل آخر تم تخصيصه إلى أصحاب البشرة البيضاء.

وأول ما دخل توني غرفته تم الاتصال به وإخباره أن هناك مشكلة قد حدثت في مقهى مجاور للفندق، وسرعان ما همّ توني بالنزول إلى هناك وإذ به يجد العازف قد تعرض لهجوم عنصري من قِبل جماعة من البيض، وهنا من أجل أن يحل المشكلة صرح لهم توني أنه حوزته بندقية وسوف يطلق عليهم النار إذا لم يتركون العازف وشأنه، وبعد أن انصرفت الجماعة طلب توني من العازف أن لا يقوم بالذهاب إلى أي مكان لوحده.

ثم بعد ذلك توجهوا إلى المنطقة التالية وفي كل محطة كانا يصلان إليها كانا يواجهان هجوم عنصري، وفي كل مرة ينقذ توني العازف، وحينما وصلا إلى آخر محطة في رحلة العازف طلب منظم الحفل من العازف أن يتناول الطعام في مكان منفصل بمفرده، وهنا رفض العازف أن يقيم الحفل فضم توني صوته إلى صوت العازف، وعلى الرغم من معرفة العازف أنه بذلك لن يحصل على باقي أجره من الشركة، إلا أنه أصر على قراره.

وفي النهاية عادا كلاهما إلى مدينة نيويورك وذهب كل منهم إلى منزله، وأول ما وصل توني إلى منزله أخبرته زوجته أن إدارة المقهى الذي كان يعمل به في السابق اتصلوا به من أجل أن يعود إلى عمله وقد منحوه منصب مدير المقهى، بينما العازف فقد واصل نجاحه كعازف موسيقي.

المصدر: كتاب ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: