المياه أغلى ما نملك لذلك يجب علينا تعليم أطفالنا أهمية المحافظة عليها، فهي أساس الحياة لكل المخلوقات على الأرض، سنحكي في قصة اليوم عن كتكوت كان لا يبالي باستخدام المياه، وفي كلّ مرّة يستخدم بها صنبور المياه لا يغلقه جيّداً، على الرغم من تحذير أمّه له، ولكن في مرّة من المرّات تسبب إهماله هذا بإسراف كميّات كبيرة من المياه، وكاد منزله أن يغرق، ومنذ ذلك الوقت أدرك أهميّة المياه وأصبح يحافظ عليها جيداً، تابع المزيد من القراءة عزيز القارئ لتتعرف على أحداث القصة.
قصة الكتكوت المهمل
الكتكوت ساندي صغير وجميل كان يسكن مع عائلته الكتاكيت في منزل لطيف، وفي يوم من الأيّام كان ساندي يجلس مع عائلته على مائدة الطعام، وعندما انتهى من طعامه نوى أن يذهب إلى دورة المياه كي يغسل يديه بالماء والصابون.
غسل الكتكوت ساندي يديه بالماء والصابون ثم أغلق صنبور المياه، ولكن يبدو أنّه لم يحكم إغلاقه جيّداً؛ أراد الكتكوت ساندي الخروج سمع صوتاً غريباً، وعندما التفت كان الصنبور لا يزال ينزل منه نقط ماء صغيرة، نظر الكتكوت ساندي إلى الصنبور وقال في نفسه: هل أغلقه جيّداً أم أتركه وأذهب، ولكن بعدما فكّر قرّر أن يتركه كما هو وقال في نفسه: لن تفعل قطرات المياه القليلة تلك شيئاً ولن تؤثّر على وفرة المياه أيضاً.
ترك الكتكوت ساندي الصنبور وهو يقطر بالمياه ومضى، بعدما خرج من دورة المياه نادت أمّه عليه، وعندما ذهب ليسمعها قالت له: أنا أسمع يا بني الصغير صوت الماء وهو يقطر لماذا لم تغلق الصنبور جيّداً؟ قال لها: لا بأس يا أمّي فهي لن تؤثّر بأي شيء.
فكّرت الأم بما قاله ابنها ثم قرّرت أن تحاول أن تشرح له أهميّة المياه، فنادت عليه وقالت له: هيّا تعال معي سأريك شيئاً، مشى الكتكوت ساندي مع أمّه، وعندما وصلا إلى جبل كبير قالت له الأم: انظر يا بني لهذا الجبل، هل ترى كم هو كبير، إنّه يتكون من حبّات رمل صغيرة، وكذلك البحر الكبير ما هو إلّا مجموعة كبيرة من قطرات الماء، لذلك علينا أن نعلم أنّنا إن تركنا تلك القطرات تذهب سدى، فسوف نخسر كميات كبيرة من المياه.
شعر الكتكوت ساندي بأنّه قد فهم ما تريد أمّه أن تقوله؛ فقال لها: حسناً يا أمّي لقد فهمت ما تقولينه، سأذهب الآن وأغلق الصنبور جيّداً، عاد الكتكوت ساندي إلى المنزل وكانت الأم قد ذهبت لغرفتها كي تنام، أمّا الكتكوت ساندي فيبدو أنّه قد بدأ يلتهي بألعابه، وعندما حلّ الليل قال في نفسه: لا بأس فعندما أكمل اللعب سأذهب وأغلق الصنبور فلن يحدث شيء.
ظلّ الكتكوت ساندي يلعب بألعابه حتّى شعر بالنعاس ونام أخيراً، ولكنّه لم يغلق صنبور المياه كما أخبرته أمّه، استغرق الكتكوت ساندي بنومه، وفي صباح اليوم التالي استيقظ ساندي فزعاً؛ فقد كانت أمّه تصرخ وتقول: هيا استيقظوا جميعاً؛ فالمنزل يغرق، بسرعة المنزل يغرق.
أسرع الكتكوت ساندي لأمّه، وعندما رأته وكانت غاضبةً جدّاً؛ فوبخّته وقالت: أنت السبب أيّها الكتكوت الصغير، فأنا طلبت منك أن تغلق صنبور المياه، ولكنّك لم تسمع كلامي، شعر الكتكوت ساندي بأنّه قد أخطأ وندم على عدم سماعه لكلام أمّه، ذهب واعتذر منها.
قالت له أمّه: هيا أحضر دلو الماء وابدأ بمساعدتنا على إخراج المياه من المنزل قبل أن تتلف الأشياء وتغرق بالماء، أسرع الكتكوت ساندي وأحضر دلواً كبيراً وبدأ بمساعدة أمّه بإخراج المياه وسكبها بخزان ماء خارجي، وذلك كي يستفيد من المياه ولا تذهب سدى.
وعندما أكملوا عملهم وكانوا قد ملأوا الخزّان بالمياه، مضت عدّة أيّام عانت بها عائلة الكتاكيت شحّ المياه؛ وذلك بسبب ما فعله الكتكوت ساندي، ولم تكفِي المياه التي وضعوها بخزّان المياه للاستحمام والتنظيف، شعر الكتكوت ساندي وقتها بأهميّة المياه وقال في نفسه: حقّاً إن المياه هي أغلى ما نملك، سوف أحافظ على المياه ولن أضيع قطرةً واحدة.
منذ ذلك الوقت صار الكتكوت ساندي كلمّا استخدم صنبور المياه يغلقه بإحكام، ولا يستخدم من المياه إلّا بقدر فقط، ودائماً يكرر ويقول في نفسه: المياه أغلى ما نملك، ونحن لا نستطيع العيش من دون المياه أبداً.