قصة الكلب ميدو والتراب

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من الأمور الأساسية التي يجب على الأطفال تعلّمها حول الطبيعة مثل: الماء والنباتات والحيوانات والتربة وغيرها، سنحكي في قصة اليوم عن حوار لطيف بين سالم وكلبه ميدو الذي يخفي طعامه دائماً تحت التربة، يحكي له عن أهمية التربة وفوائدها، وعن طبقات التربة الأساسية كذلك.

قصة الكلب ميدو والتراب

بينما كان سالم يمشي برفقة كلبه ميدو إذ توقّف الكلب فجأةً وبدأ بحفر الأرض، قال له سالم: لماذا تحفر الأرض يا ميدو؟ أجابه ميدو: أريد أن أخفي العظمة التي أحملها هنا؛ كي أستطيع أن آخذها عندما أعود، قال له سالم: حسناً يا ميدو أريد أن أعلّمك شيئاً عن التربة، هل تعلم بأن التربة موجودة في كل أنحاء الأرض، ولكنّها مغطّاة بالمباني والأعشاب الخضراء؟

تفاجأ ميدو من كلام صاحبه سالم وسأله: يا ترى ممّا تتكوّن التربة؟ قال له سالم: إنّها تتكوّن من الكثير من المكوّنات مثل: العظام المفتّتة وبعض الديدان وأحياناً بالخنافس التي تقوم بتفتيت الصخور وتحويلها إلى تربة، وأريدك أن تعلم بأنّ كلمة التربة تعني الأرض أو الصخور المفتتّة، ولكي تتأكّد من ذلك يمكنك أن تضع بعضاً من التربة في مرطبان فارغ، وعندما تملؤه بالماء وتتركه لفترة قصيرة ستجد بأنّ التربة قد تحوّلت إلى طبقات متعدّدة.

قال له ميدو: وما هي تلك الطبقات؟ قال له سالم: يجب أن تعلم أن الطبقة الأولى ستكون عبارة عن الحصى؛ وذلك لأنّها من أثقل أنواع التراب وهي عبارة عن بقايا صخور مفتّتة، ثم يكون من الأعلى الرمال الملوّنة التي تبدو أحياناً كقوس قزح؛ فكل حبة من حبّات الرمال لها لونها الخاص، سأل ميدو صاحبه: ولماذا يتفتّت الرمل بسرعة أكبر من الصخور، ردّ عليه سالم: السبب في ذلك هو أن الرمال يوجد بينها الكثير من الفراغات؛ وهذا يساعدها على سريان الماء بداخلها بسرعة كبيرة؛ فنجدها جافّةً دائماً.

سأله ميدو صاحبه سالم: وما هي الطبقات الأخرى التي توجد في التربة؟ قال له سالم: توجد طبقة تسمّى الطمى وهي أنعم وأصغر من الرمال، لا يمكنك رؤيتها إلّا باستخدام التلسكوب، وهنالك أيضاً طبقة الطين، وهي من أنعم الطبقات وأخفّها؛ حيث تبدو أحياناً كالبودرة لشدّة نعومتها.

أخذ الكلب ميدو حفنة من التراب واحتفظ بها، وعندما عاد مع صاحبه سالم إلى المنزل وضعها في مرتبان فارغ، وبعد عدّة ساعات جاء الكلب ميدو ووجد قطع صغيرة تطفو في الماء الذي وضعه على التراب، سأله صاحبه عن تلك القطع فقال له: تلك القطع هي غالباً تكون من بقايا النباتات أو من بقايا المواد الحيوانية.

سأل ميدو صاحبه: وما الذي يساعد تلك التربة على التماسك جيدّاً؟ أجابه سالم: إنّ ما يساعد التربة على ذلك هي طبقة تسمّى الدبال، ويجب عليك يا ميدو أن تعلم بأن تلك المادّة هي التي تجعل الصخور تبدو متماسكة، بالإضافة لحاجة النباتات لها؛ فهي تساعدها على النمو وعلى اكتساب اللون الأخضر أيضاً.

فجأةً خطر بذهن الكلب ميدو سؤال وقال لصاحبه: لماذا تختلف التربة من مكان إلى آخر، أجدها أحياناً بملمس ناعم وأحياناً بملمس خشن، قال له سالم: السبب في ذلك هو مادة الدبال؛ فعلى سبيل المثال من أكثر أنواع التربة نعومة هي تلك الموجودة في الحدائق، وذلك لأنّها مليئة بمادّة الدبال التي تساعدها على التماسك، أضاف ميدو قائلاً: نعم ولهذا السبب نجد النباتات باللون الأخضر الجميل في الحدائق.

قال ميدو لصاحبه: هل يمكن للكائنات الحية الصغيرة أن تأكل العظمة التي قمت بوضعها أسفل التربة؟ قال له سالم: يوجد العديد من الكائنات الحية أسفل التربة مثل الخنافس والديدان والهوام، ولا يمكن رؤيتها لأنّها تزحف داخل التربة، ولا يمكن لها أن تأكل العظمة التي قمت بوضعها أسفل التربة إلّا بعد فترة طويلة؛ إذ أنّها تحتاج لوقت طويل حتى تستطيع تفتيتها.

قال سالم لميدو: وهل تعلم يا ميدو بأن تلك الكائنات الحية هي مفيدة للتربة؛ إذ أنّها تساعد على تقليبها وتعرّضها الدائم للشمس، ممّا يجعل منها تربة خصبة وصالحة لنمو النباتات بها، ضحك الكلب ميدو وقال: إن التربة مفيدة لي وللنباتات إذاً، ولذلك فهي تخفي طعامي، كما أنّها تنتج لي الطعام الذي أريد.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: