قصة الليالي العربية

اقرأ في هذا المقال


قصة الليالي العربية أو (The Arabian Nights) هي قصة خيالية من مجموعة ألف ليلة وليلة بالعربية،وهي ضمن مجموعة من الحكايات الشعبية في الشرق الأوسط تمّ تجميعها باللغة العربية خلال العصر الذهبي الإسلامي، غالبًا ما تُعرف باللغة الإنجليزية باسم الليالي العربية حيث أدرجها أندرو لانغ تحت عنوان ترفيه الليالي العربية.

الشخصيّات:

  • السلطان شهريار.
  • شازمان.
  • دينارزاد.
  • الوزير الأعظم.

قصة الليالي العربية:

في سجلّات السلالة القديمة للساسانيدي، الذين حكموا لنحو أربعمائة عام من بلاد فارس إلى حدود الصين، وراء نهر الغانج العظيم نفسه، نقرأ مدائح أحد ملوك هذا العرق الذي قيل أنّه كان أفضل ملوك عصره، أحبّه رعاياه، وخافه جيرانه، وعندما مات ترك مملكته في حالة ازدهار وقوة أكثر مما فعل أي ملك قبله، ترك وراءه ابنان هما شهريار وشازمان أحبّا بعضهما البعض بحنان، ولكن كان حزنًا حقيقيًا للشيخ شهريار أنّ قوانين الإمبراطورية منعته من مشاركة سيطرته السلطة مع شقيقه شازمان.

بعد عشر سنوات، لم تتوقف خلالها هذه الحالة عن مضايقته، نتيجة لذلك قسم شهريار بلاد طرطاري العظمى عن الإمبراطورية الفارسية وجعل شقيقه ملكًا عليها، كان للسلطان شهريار زوجة أحبها أكثر من كل شيء في العالم، وكان أعظم سعادته أن يحيطها بكل شيء، ويعطيها أرقى الفساتين وأجمل الجواهر، لذلك، كان مع أشد الخجل والأسى أنّه اكتشف بالصدفة بعد عدة سنوات، أنّها خدعته تمامًا، واتضح أنّ سلوكها برمته كان سيئًا للغاية.

لدرجة أنّه شعر بأنّه ملزم بتنفيذ قانون البلاد وأمر الوزير الأعظم بقتلها. كانت الضربة شديدة لدرجة أنّ عقله كاد أن يتلاشى، وأعلن أنّه متأكد تمامًا من أنّ جميع النساء في الأساس شريرات مثل السلطانة، إذا كان بإمكانك اكتشافهن فقط، وأنّه كلما قل عددهن في العالم كان أفضل، لذلك كان يتزوج كل مساء من زوجة جديدة ويخنقها في صباح اليوم التالي أمام الوزير الأعظم الذي كان من واجبه تقديم هذه العرائس غير السعيدة للسلطان.

قام الوزير المسكين بمهمته بتردد، لكن لم يكن هناك مفر، وكان كل يوم يرى فتاة تتزوج وتتوفى في اليوم التالي، تسبب هذا السلوك في رعب كبير في المدينة حيث لم يسمع سوى الصراخ والرثاء، في أحد المنازل كان أب يبكي على فقدان ابنته، وربما في منزل آخر، أم ترتجف على مصير طفلتها وبدلاً من البركات التي كانت تنهال على رأس السلطان في السابق، كان الهواء الآن مليئًا باللعنات.

وكان الوزير الأكبر نفسه أبًا لابنتين، كانت الأكبر منهما تدعى شهرزاد، والصغرى دينارزاد، لم يكن لدى دينارزاد صفات خاصة تميزها عن الفتيات الأخريات، لكنّ أختها كانت ذكية وشجاعة في أعلى درجة، كان والدها قد منحها أفضل درجات العلم في الفلسفة والطب والتاريخ والفنون الجميلة، وإلى جانب كل هذا كان جمالها يفوق جمال أي فتاة في مملكة فارس، وذات يوم، عندما كان الوزير الأكبر يتحدث مع ابنته الكبرى التي كانت فرحته وكبريائه، قالت له شهرزاد: أبي، سأطلب منك معروفاً، هل ستمنحه لي؟

أجاب: لا يمكنني أن أرفض لك طلباً، هل هذا معقول؟ قالت شهرزاد: اسمع يا أبي، أنا مصممة على وقف هذه الممارسة الهمجية للسلطان، وأن أخلّص الفتيات والأمهات من المصير الفظيع الذي يخيّم عليهن، أجاب الوزير  الأعظم: سيكون شيئًا ممتازًا، ولكن كيف تقترحي تحقيق هذا الشيء؟ أجابت شهرزاد: أبي، أنت الذي يجب أن تزوّد السلطان يوميًا بزوجة جديدة ، وأنا أتوسل إليك بكل المودة التي تحملها لي، للسماح لهذا الشرف أن يقع علي هذه المرّة.

قال الوزير الأعظم: هل فقدت حواسك؟ وعاد ليقول في رعب: ما الذي وضع مثل هذا الشيء في رأسك؟ يجب أن تعرفي بحلول هذا الوقت ما يعنيه أن تكوني عروس السلطان! أجابت: نعم، والدي أعرف ذلك جيدًا، ولا أخشى التفكير في الأمر، إذا فشلت سيكون موتي مجيدًا، وإذا نجحت في ذلك، سأكون قد قدمت خدمة عظيمة لبلدي، قال الوزير الأعظم: لا فائدة من ذلك، لن أوافق أبدًا.

ثمّ قال الوزير: إذا كان السلطان سيأمرني بإغراق الخنجر في قلبك، يجب أن أطيع، يا لها من مهمة أب! آه، يجب عليك أن تخافي من الموت، وإذا لم تخافي منه بأي حال، يجب أن تخافي من الآلام التي قد تسببينها لي، قالت شهرزاد: مرة أخرى يا أبي، هل تعطيني ما أطلب؟ صاح الوزير الأعظم: ماذا، هل ما زلت مصممة جدًا؟ لماذا أنت مصممة على الخراب الذي سيحلّ عليك؟

لكن الفتاة رفضت رفضًا قاطعًا أن تلتفت إلى كلام والدها، وفي يأس مطول ، اضطر الوزير الأعظم إلى التنازل، وذهب للأسف إلى القصر ليخبر السلطان أنّه سيحضر له شهرزاد في المساء التالي، فاستقبل السلطان هذا الخبر بأكبر قدر من الاستغراب، وسأل السلطان: كيف قررت أن تضحي بابنتك لي؟ أجاب الوزير الأعظم: يا مولاي، إنّها رغبتها الخاصة، حتّى المصير المحزن الذي ينتظرها لم يستطع منعها.

قال السلطان: ولكن، لا تراجع أيها الوزير، تذكر أنّه عليك أن تأخذ حياتها بنفسك، وإذا رفضت، أقسم أنّ قطع رأسك سيكون هو الثمن، فقال الوزير: مولاي، مهما كانت التكلفة سأطيعك، على الرغم من أننّي أب، فأنا أيضًا خادمك المخلص، لذلك أخبر السلطان الوزير الأعظم أنّه قد يحضر ابنته حالما يشاء، أعاد الوزير هذا الخبر إلى شهرزاد التي تلقته وكأنّه أجمل خبر في العالم، وشكرت والدها بحرارة على استسلامه لرغباتها.

ولمّا رأته لا يزال ينحني حزنًا، أخبرته أنّها تأمل ألا يندم أبدًا لأنّه سمح لها بالزواج من السلطان، ثمّ ذهبت لتهيئ نفسها للزواج، وطلبت أن تحضر أختها دينارزاد للتحدث معها، وعندما كانا بمفردهما، خاطبتها شهرزاد على النحو التالي: أختي العزيزة، أريد مساعدتك في قضية مهمة جدًا، سيأخذني والدي إلى القصر للاحتفال بزواجي من السلطان، عندما يستقبلني سموه، سوف أتوسل إليه كخدمة أخيرة، للسماح لك بالنوم في غرفتنا، حتى أكون معك في الليلة الأخيرة التي أكون فيها على قيد الحياة.

وإذا حصل كما أتمنى، امنحني أمنيتي وهي أن تتأكدي من إيقاظي قبل الفجر بساعة، وتحدثني بهذه الكلمات: أختي، إذا لم تكوني نائمة، أتوسل إليك قبل أن تشرق الشمس، لتخبريني بإحدى قصصك الساحرة، ثمّ سأبدأ وآمل بهذه الطريقة أن أنقذ الناس من الرعب الذي يسودهم، ردّت دينارزاد بأنها ستفعل بكل سرور ما تريده أختها، ولمّا وصلت الساعة المعتادة قاد الوزير الأكبر شهرزاد إلى القصر وتركها وحدها مع السلطان الذي أمرها برفع حجابها واستغرب جمالها.

لكن عندما رأى عيناها ممتلئتان بالدموع، سألها ما هو الأمر، أجابت شهرزاد: يا مولاي، لديّ أخت تحبني بحنان كما أحبها، امنحني فرصة السماح لها بالنوم هذه الليلة في نفس الغرفة، لأنّها آخر مرة سنكون معًا وافق شهرزاد على التماس شهرزاد وتم إرسال دينارزاد للقدوم إليها، وقبل الفجر بساعة استيقظت دينارزاد وصرخت، كما وعدت: أختي العزيزة، إذا لم تكوني نائمة، أخبريني قبل أن تشرق الشمس بإحدى قصصك الساحرة.

ثمّ قالت دينارزاد: إنّها آخر مرة يسعدني فيها الاستماع إليك، ولم ترد شهرزاد على أختها، بل التفتت إلى السلطان، وقالت: هل سيسمح لي جلالتك بما تطلبه أختي؟ قال السلطان: عن طيب خاطر، وهكذا بدأت شهرزاد تروي قصصها التي استمتع بها السلطان، ونفذت هي من القتل في ذلك اليوم، وبقيت كل يوم تروي حكاية أمام السلطان على أمل أن تنجو من العقوبة.


شارك المقالة: