قصة المتجول من سوافهام أو (The Pedlar of Swaffham) قصة خيالية للكاتب جوزيف جاكوبس، وهي من الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.
الشخصيات:
- المتجول من سوافهام.
- صاحب المتجر.
قصة المتجول من سوافهام :
في أحد الأيام كان يعيش هناك رجل متجول فقير في مدينة سوافهام، بالقرب من جسر لندن الذي كان يلف المحلات التجارية من طرف إلى آخر، وكان سمك السلمون يسبح تحت الأقواس في نورفولك، كان لديه الكثير من الصعوبات لكسب رزقه حيث كان يمشي مع حقيبته على ظهره ويجر كلبه خلفه، وفي ختام يوم من التعب والتجوال كان سعيدًا جدًا بالجلوس والنوم.
وفي ليلة من الليالي شاهد حلماً غريباً، وفيه رأى الجسر العظيم لمدينة لندن وسمع في أذنيه أنّه إذا ذهب إلى هناك فسوف يسمع أخبارًا سعيدة، وعندما استيقظ في اليوم التالي لم يفكر بهذا الحلم كثيرًا، لكنّه عاد إليه في الليلة التالية، ومرة أخرى في الليلة الثالثة وبقي يرى نفس الحلم لسبع ليالي، ثمّ قال في داخله: يجب أن أجرب هذا الموضوع واستمع لنداء الحلم، فذهب إلى مدينة لندن.
وسار نحوه بسعادة بالغة وتفكير عميق فيما إذا كان سيصدق حلمه ام لا، كان الطريق طويلًا وكان سعيدًا حقًا عندما وقف على الجسر العظيم ورأى المنازل الطويلة على يمينه ويسارًا، وكان لديه لمحات من المياه الجارية والسفن المبحرة، لقد فكّر طويلاً في تلك المناظر وكأنّه يراها لأول مرة في حياته، وقال في نفسه: ربما انشغالي في متاعب الحياة صرف تفكيري عن الراحة والتأمل في كل ما حولي.
ثمّ ضحك لأنّه كان يمرّ يومياً امامه مناظر البيوت وصوت البحر ولكنّه لم يتوقف يوماً ليرى حقيقة العالم حوله، وطوال اليوم كان يسير جيئة وذهاباً، لكنّه لم يسمع أي شيء قد يريحه حسب ما كان يتوقع مثلما كان يسمع في حلمه، ومرة أخرى وقف بثبات وحدق، وسار من جديد على طول جسر لندن، لكنّه لم يسمع شيئًا ولم يسمع ما يمكن أن يكون دليلاً على حلمه.
بقي يراقب لساعات ثمّ تعب ونام، وفي اليوم التالي تكررت نفس الأحداث معه وبقي يسير يميناً وشمالاً وأحياناً بنفس الاتجاه ولكن دون جدوى، وعندما كان يحلّ الليل كان يستسلم للنوم على أمل أن يستيقظ على شيء مختلف عن اليوم السابق، والآن جاء اليوم الثالث وهو لا يزال واقفا ويحدق، فتقدم منه رجل كان صاحب متجر وقد تابعه منذ أول يوم من مجيئه وتحدث معه صاحب المتجر بجدية.
قال: أيها الصديق، أتساءل كثيرًا عن سبب مجيئك إلى هنا، فمنذ أيام وأنت تتجول حول الجسر وكأنك أضعت شيئاً، أليس لديك أي سلع تبيعها؟ وهل هناك شيء أساعدك فيه؟ فقال الرجل المتجول بتردد: لا، في الواقع، فردّ صاحب المتجر وقال: هل جئتَ تبحث عن الصدقة؟ فقال المتجول: لا، لا أبحث عن صدقة طالما يمكنني العمل بنفسي.
فقال له صاحب المتجر: إذاً ما الذي تفعله هنا؟ وماذا يكون عملك حول هذا الجسر؟ فكّر المتجول قليلاً وقال بخجل: حسنًا، سيدي اللطيف سأقول الحقيقة لقد حلمت أنه إذا جئت إلى هنا، يجب أن أسمع أخبارًا جيدة حيث بقي هناك صوت بحلمي يخبرني بهذا مراراً وتكراراً، ضحك صاحب المتجر بحرارة بعد سماعه هذه الكلمات.
ثمّ قال بسخرية: كلا، لا أصدق يجب أن تكون غبيًا للقيام برحلة في مثل هذه المهمة السخيفة، سأخبرك أيها الرجل الريفي السخيف المسكين، أنني أحلم أيضًا كثيراً احلاماً غريبة، وفي الليلة الماضية حلمت أنني كنت في سوافهام، وهو مكان نظيف غير معروف لي، ولكن كان في نورفولك إذا لم أخطئ، وظننت أنني كنت في بستان خلف منزل رجل متجول، وفي ذلك البستان كانت شجرة بلوط كبيرة وتحتها كنزًا عظيمًا.
ولكن أعتقد أنني لن أكون أحمق لدرجة أنني أقوم برحلة طويلة ومرهقة وكل ذلك من أجل حلم سخيف، لا يا صديقي الطيب تعلم منّي الذكاء فأنا رجل أكثر حكمة من شخص مثلك، لذلك عد إلى منزلك، و اهتم بشؤونك واترك أحلامك السخيفة، وعندما سمع المتجول هذا لم يتكلم بكلمة، لكنّه كان سعيدًا جدًا في نفسه وعاد إلى المنزل بسرعة.
وحفر تحت شجرة البلوط العظيمة، ووجد كنزًا عظيمًا، فاستخرجه وكبرت ثروته، لكنّه لم ينس واجبه الأخلاقي تجاه من حوله، لأنّه بنى الكنيسة مرة أخرى في سوافهام، وعندما مات وضعوا فيها تمثالًا من الحجر لرجل يحمل حقيبة في ظهره ويجر كلبه خلفه، وهناك وقف تمثال الرجل المتجول حتى يومنا هذا.