هنالك الكثير من المشاكل الكبيرة التي تواجهنا، ولكن في الحقيقة لا تحتاج لحلّها إلّا التفكير والتخطيط السليم، هذا ما حدث مع العجوز التي واجهت النمر والذئب، وكانت معرّضة لأن تصبح لهما وجبة شهية، ولكن بذكائها وحسن تصرّفها استطاعت النجاة والعودة إلى منزلها بأمان.
قصة المرأة العجوز والنمر
كان هنالك إحدى الغابات كثيفة الأشجار، وبسبب كثافة الأشجار كانت الشمس لا تصل إلى تلك الغابة كثيراً، وحتّى في وقت الظهيرة؛ لذلك كانت تلك الغابة دائماً يحتلّها الظلام، كان لا أحد من الأشخاص يجرؤ على الاقتراب أو الدخول إلى تلك الغابة، وكان هنالك بالقرب منها قرية صغيرة يسكنها الناس، وهم لا يخافون من تلك الغابة فقط، بل يخافون من الحيوانات الموجودة بها.
كان يوجد هنالك أيضاً قرية على الجانب الآخر للغابة، يسكن في القرية الأولى امرأة كبيرة في السن وتمتاز بالذكاء الشديد، أما في القرية الموجودة على الجانب الآخر تسكن ابنتها المتزوجة، وكان منزلها بجانب البحيرة الصغيرة، كانت تلك المرأة تذهب دائماً لزيارة ابنتها في القرية المجاورة، وفي مرّة من المرّات كانت تلك المرأة تريد زيارة ابنتها، فأخذت حقيبتها وأخبرت من حولها أنّها تريد مغادرة المنزل، وطلبت منهم الاعتناء به لحين عودتها.
وفي طريقها في تلك الغابة واجهت تلك السيدة نمراً مفترساً، عندما رآها اقترب منها وقال: ستكونين اليوم وجبتي الشهية، كانت المرأة المسنّة تشعر بالذعر، ولكنّها حاولت التماسك وعدم إظهار خوفها أمام هذا النمر، وقالت له: أنت لن تستمتع بأكلي؛ فأنا امرأة مسنّة ولن تجد بي إلّا العظام، نظر لها النمر وقال: هل تحاولين أن تسخرين منيّ؟ قالت له المرأة: كلّا أنا أتكلّم بكل صدق، سوف أذهب الآن لزيارة ابنتي، وهي قد أعدّت لي اللحم اللذيذ، انتظرني حتّى أعود وأنا قد أكلت اللحم، وعندها ستكون سعيداً بأكلي.
نظر النمر للمرأة وقال لها: حسناً سأنتظرك لحين عودتكِ من منزل ابنتك، ولكن عليك أن تعدينني بالعودة، وعدته المرأة المسنّة بالعودة وأكملت سيرها؛ فقابلت الذئب الذي يسيل لعابه من شدّة الجوع، فعلت الشيء ذاته مع الذئب وسارت حتّى وصلت منزل ابنتها بأمان.
عندما وصلت المرأة المسنة لمنزل ابنتها قصّت عليها ما حدث معها، وعندما حان وقت العودة قالت البنت لأمّها: لدي الحل لتلك المشكلة، سوف أعطيكِ قرع العسل لكي تدخلين به، وتعودين إلى المنزل دون أن يراكِ أي أحد، وافقت المرأة المسنّة على ذلك وأفرغت قرع العسل ودخلت به ومضت في طريق العودة.
رآها الذئب وسألها عن المرأة العجوز فقالت: أنا لا أعرف عمن تتكلّم، وأكملت طريقها حتّى وجدها النمر فاقترب منها واستطاع أن يكتشف أمرها وقال لها: لقد حان وقت تنفيذ الوعد أن آكلك، نظرت له المرأة المسنّة وقالت: ولكن أنا وعدت الذئب بذلك عليكما أن تتفقّان من سيأكلني، بدأ الشجار بين النمر والذئب على تلك المرأة.
استغلّت المرأة العجوز تلك الفرصة وفرّت هاربة إلى منزلها بداخل قرع العسل، ووصلت إليه بأمان، وكان ذلك بسبب ذكائها وحسن تصرّفها.