قصة المراحل السبع لروستم

اقرأ في هذا المقال


قصة المراحل السبع لروستم أو (The Seven Stages of Roostem) هي حكاية من الحكايات الشعبية الشرقية للمؤلف تشارلز جون تيبيتس، تم نشرها عام (1889).

الشخصيات:

  • الملك كي كاوس.
  • روستم.

قصة المراحل السبع لروستم:

كانت بلاد فارس في سلام ومزدهرة، لكن ملكها كي كاوس لم يستطع البقاء مطمئنًا حين قدم له شخص مقرب منه يومًا ما رواية لجمال مملكة مازندران المجاورة حيث أخبره أنّ ورودها دائمة التفتح، ثمّ أخبره عن جمال سهولها الخضراء، وجبالها المظللة بالأشجار العالية وقممها المزينة بالزهور المعطرة والهواء النقي، وفوق كل شيء فتياتها اللطيفات ومحاربيها الشجعان.
تم وصف كل هذه الأمور للملك لدرجة أنه فقد عقله تمامًا، وأعلن أنه لا ينبغي أن يكون سعيدًا أبدًا حتى تمتد سلطته على هذا البلد الذي تزينه الطبيعة ويضعه تحت سيطرته، لقد أقنعه أكثر وزرائه حكمة ومعظم النبلاء المرتبطين به عن العدول عن هذا المشروع الخطير، وهو غزو منطقة كهذه حيث كان يحميها جيش عظيم يحرسوها بقوة، وعددًا من الشياطين الذين يتصرفون تحت قيادة زعيمها الشهير الملقب بالسيفيد، أو الشيطان الأبيض الذي كان قد هزم حتى الآن جميع الأعداء.
لم يستمع كي كاوس إلى نبلائه، لذلك قرروا أن يرسلوا إلى والده الحكيم، وكان اسمه زال وكان أمير منطقة سيستان، جاء زال واستخدم كل جهوده لإقناع ابنه المتهور ولكن عبثًا، كان الملك متورطًا في غيوم الكبرياء، واختتم نقاشًا أجراه مع زال قائلاً: قوتي هي صديقتي، ورئيس الديف فريستي، مع كل هذا التباهي اقتنع زال والد الملك أنه لم يستطع فعل شيء لتغيير رأي ابنه، حتى أنه رفض أن يصبح وصيًا على بلاد فارس في غياب كاي كاوس، لكنه وعد بالمساعدة بمشورته.
ثمّ غادر الملك للغزو المتوقع، لكن أمير مازندران استدعى قواته، وقبل كل شيء، السيفيد وفرقته الذين جاؤوا بناءً على دعوته، تلا ذلك معركة كبيرة هُزم فيها الفرس تمامًا، وأصبح كي كاوس سجينًا وحُبس في حصن قوي تحت حراسة مائة من قوات السيفيد الذين كانوا يسألون العاهل الفارسي كل صباح كيف كان يحب الورود، العندليب، الزهور، الأشجار، المروج الخضراء، الجداول الصافية، السدود الجميلة، المحاربون الشجعان من مازندران كنوع من السخرية لجرأته على غزو بلادهم .
سرعان ما انتشر خبر هذه الكارثة في بلاد فارس، وعلى الرغم من اشمئزاز زال العجوز من حماقة ابنه العنيد، فقد تأثر بشدة بقصة سوء حظه وخزيه، أرسل طلبًا إلى البطل المشهور روستم الذي قال له: اذهب، يا بني وحرر الملك من قبضة العدو، وسيكون ذراعك ومساعدك الوحيد هو حصانك الجيد ريكش، ثمّ أطلق سراح ملكنا، أطاع روستم على الفور حيث كان هناك طريقان لكنه اختار الأقرب، رغم أنه قيل إنه الأكثر صعوبة وخطورة.
وعندما كان مرهقًا برحلة اليوم الأول، استلقى روستم للنوم، بعد أن ترك حصانه ريكش طليقًا ليرعى في مرج مجاور حيث هاجمه أسد غاضب، لكن هذا الحصان الرائع بعد منافسة قصيرة، ضرب خصمه على الأرض بضربة من حافره الأمامي، وأتم الانتصار بإمساك حلق الحيوان بأسنانه وعندما استيقظ روستم، تفاجأ وغضب حيث أراد من ريكش ألا يحاول الدخول في معركة كهذه مرة أخرى دون مساعدة، ثمّ سأله: لو قُتلت، كيف كان عليّ أن أنجز مهمتي؟
في المرحلة الثانية من رحلتة، كاد روستم أن يموت من العطش، لكن صلاته إلى الله كانت تُسمع حين ظهر له الظبي كما لو كان مرشده، وبعد ذلك، اقتاده إلى ينبوع صافٍ حيث شرب وأطفأ عطشه واستلقى لينام، وفي منتصف الليل، خرجت حية وحشية طولها سبعون ياردة من مخبأها، ولكنها هربت من صوت صهيل ريكش حيث تسللت عائدة إلى مخبأها، ولم يواجه روستم أي خطر، ولكنه وبّخ حصانه المخلص لأنه أزعج راحته.
ثمّ حاول الثعبان مرة أخرى الأقتراب منهما، ولكن محاولته انتهت بنفس الطريقة حيث تصدى له الحصان القوي، وبعد أن أخفت الأفعى نفسها مرة أخرى، كان روستم يسمع الضجيج دون أن يعرف السبب، ففقد كل صبره مع حصانه الذي هدده بإعدامه إذا أيقظه مرة أخرى بأية ضوضاء غير معقولة، ولكن الفرس الأمين، كان خائفًا من غضب سيده، لكنه كان متعلقاً به بقوة، وعندما ظهر الثعبان مرة أخرى لم يصهل حتى لايزعج سيده، ولكن قفز عليه وبدأ معركة قوية معه، ثمّ سمع روستم الضوضاء وانضم إلى القتال، وحين اندفع الثعبان نحوه، قطع البطل رأسه بسيفه.
وعندما قُتلت الحية فكر روستم في حجمها الهائل بذهول وعرف سبب صهيل حصانه، وشكر الله تعالى على هروبه المعجزة، وفي اليوم التالي، بينما كان روستم جالسًا بجوار نبع، رأى فتاة جميلة تعبئ إنائها من الماء، اقترب منها وقبل دعوتها لتناول المشروب وبعد جلوسه بجانبها نظر إليها كما لو كانت ملاكًا، وحدث في سياق حديثهم أن البطل الفارسي ذكر اسم الله العظيم الذي كان يعبده أمامها.
عند سماع هذه الكلمة المقدسة، تغيرت ملامح وشكل الأنثى اللطيفين فأصبحت سوداء وقبيحة ومشوهة، فقبض عليها روستم، وبعد أن ربط يديها طلب منها أن تعلن من هي، كان جوابها: أنا ساحرة، وقد استخدمني الروح الشرير الساحر أحرمان لتدميرك، ولكن أنقذ حياتي وأنا قوي كفاية لأقوم بخدمتك، قال روستم: أنا لا أبرم أي اتفاق مع السحرة أو مع عملائهم وقطعها إلى نصفين، ثمّ صلى مرة أخرى شاكراً لله على خلاصه.
وفي مرحلته الرابعة، ضل روستم طريقه أثناء تجواله ووصل إلى نهر صافٍ، ثمّ استلقى على ضفتيه ليأخذ بعض الراحة، بعد أن وضع ريكش أولاً في حقل قمح، فجاء البستاني الذي كان مسؤولاً عن ذلك وأيقظ روستم، وأخبره بنبرة وقحة أنه سيعاني قريبًا من جرأته لوضع حصانه في حقله، لأن الحقل الذي كان حصانه يتغذى فيه ينتمي إلى سيده الملقب ببيلوفان أو المحارب، كان روستم شديد الغضب من كلامه، فقفز ومزق أذني البستاني، وضربه بقبضته التي كسرت أنفه وأسنانه.
ثمّ قال للبستاني: خذ هذه العلامات مني إلى سيدك، وأخبره أن يأتي إلى هنا وسيكون له ترحيب مماثل، وعندما أبلغ البستاني سيده بما حدث، كان غاضباً جداً واستعد لمهاجمة البطل الفارسي الذي توقعه، في تلك الأثناء كان روستم قد ارتدى درعه وامتطى ركش، فأثار ظهوره فزع الرجل لدرجة أنه لم يجرؤ على القتال حتى أنه استدعى أتباعه، حيث هجموا جميعًا على روستم في الحال، ولكنه حاربهم بكل قوته وقتل كثيرون وفر آخرون ومن بينهم رئيسهم.
وفي المرحلة الخامسة وبعد أن ألقى حبله على البستاني وأخذه إلى السجن، قام البستاني من أجل إنقاذ حياته بعقد صفقة مع روستم، حيث لم يعطه فقط معلومات كاملة عن المكان الذي حُبس فيه ملكه، وقوة السيفيد بل عرض على البطل كل مساعدة في إنجاز مهمته الخطيرة حيث تم قبول هذا العرض، وأثبت أنه مساعد مفيد للغاية.
وفي اليوم السادس رأوا عن بعد مدينة مازندران التي كان يسكن بالقرب منها السيفيد الذين أحتجزوا ملكه، ثمّ التقى بهم وكان بينهم زعيمان مع العديد من الحاضرين، وكان أحدهم يمتلك الجرأة على التقدم لمواجهة روستم وقتاله، وحين اقترب منه، كان غضب روستم غير محدود، ومع ذلك فقد قرر عدم استخدام ذراعيه ضد مثل هذا العدو، ولكن أمسك برأسه وانتزعها من جسده، وألقى بها على رفاقه الذين فروا في حالة من الرعب والفزع من براعة هذا الرجل وقوته.
ذهب روستم بعد هذا مع مرشده إلى القلعة حيث كان الملك محبوسًا، كان قوات السيفيد الذين يقومون بحراسته نائمين وتم العثور على كي كاوس في زنزانة الأنفرادية مقيدة بالسلاسل على الأرض، ثمّ تعرف على روستم، وانفجر في البكاء، ثمّ بدأ روستم على الفور بقطع السلاسل وكان الضجيج الذي أحدثه هذا أيقظ قوات السيفيد الذين تقدم زعيمهم، للقبض على روستم، لكن قوة روستم وتهديداته أذهله لدرجة أنه وافق على شراء سلامته عن طريق الإفراج الفوري عن الملك الفارسي وجميع أتباعه.

بعد هذا الإنجاز شرع روستم في آخر وأعظم أعماله، وهي الهجوم على السيفيد الذين كانوا يأكلون أثناء الليل، لكنهم ينامون أثناء حرارة النهار، ويكرهون أشعة الشمس وبينما كان يتقدم نحوهم رأى جيشًا هائلاً ممدودًا ونائمًا حيث اندفع إليهم وسرعان ما أيقظت الضربات القوية من صولجانه حراس السيفيد النائمين الذين جمعوا أعدادًا لا تعد ولا تحصى، على أمل إعاقة تقدمه، لكن دون جدوى، ثمّ أصبحت الهزيمة عامة ولم يفلت أحد سوى أولئك الذين فروا من ميدان المعركة.
لم يجد روستم صعوبة تذكر بعد هذه الأيام السبعة من الكد والخطر والمجد في إجبار مازندران بقيادة قوات السيفيد على الخضوع لبلاد فارس، وقتل ملك البلاد وعين كي كاوس والده حاكما لها مكافأة على إخلاصه، وأدى نجاح روستم إلى رفع كي كاوس إلى أعلى مستويات القوة، لم يطيعه الرجال فقط، بل السيفيد أطاعوه وأصبحوا تحت ولاياته أيضاً، وأصبح روستم المستشار الخاص لكي كاوس شخصياً.


شارك المقالة: