تُعتبر هذه القصة من القصص التي كتبت بواسطة الأديب المشهور آرثر كونان دويل، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول متابعة إحدى العصابات الإجرامية من أجل إلقاء القبض عليها وتسليمها لتنال جزائها على العمليات الإجرامية التي قامت بها على مر أعوام بحق البشر.
قصة المشكلة الأخيرة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في أحد الأيام حين جاء أحد أهم المحققين في ذلك الوقت والذي يدعى السيد هولمز في زيارة مفاجئة وسريعة إلى أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى الطبيب واتسون، وقد كان سبب تلك الزيارة المفاجئة هو أن المحقق كان في حالة من الهياج والاضطراب.
إذ كانت قد تعرضت إحدى قدميه إلى إصابة بعيار ناري، وكان الدم ينزف منها بشكل كثيف، حيث أنه ما حدث له في ذلك الوقت أنه نجا من عدة محاولات قتل قد تعرض لهما، وقد كانت الحادثة الأولى قد حصلت له وهو في طريقه لعبور الشارع، إذ أنه في تلك اللحظة حاولت إحدى السيارات التي تُعنى بالأجرة أن تضرب به، وقد كانت تلك السيارة تسير بسرعة جنونية فائقة، ولكن من حسن حظه أنه حاول الفرار بعيداً عنها والنجاة بنفسه في اللحظة المناسبة.
بينما محاولة القتل الثانية كانت أثناء سيره في محاذاة على طول الشارع، حيث أنه في تلك اللحظة سقطت من فوق رأسه لبنة من أسقف أحد المنازل في تلك المنطقة، وحين لجأ إلى مركز الشرطة والإخبار حول ما حدث معه، وقامت حينها عناصر الشرطة بمجمل التحقيقات والتحريات، ولكن لم يتم التوصل إلى الفاعل، وقد تم تدوين الحادثة على أنها مجرد حوادث عرضية.
أما بالنسبة إلى حادثة القتل الثالثة فقد حدثت بينما كان يسير إلى منزل صديقه الطبيب، حيث أنه في لحظة من اللحظات تم الهجوم عليه من قِبل مجموعة مسلحة وإطلاق العديد من طلقات الرصاص نحوه، ولكن ما حدث في تلك الحادثة أنه كان منتبه من حوله مما جعله يتمكن من الإمساك بأحد عناصر المجموعة المسلحة وتسليمه إلى مركز الشرطة، ولكن ما أدخل المحقق في حالة من الإحباط هو أنه لم يتم الوصول إلى أي إثبات حول تورط ذلك المجرم مع أي من العصابات، وعلى وجه الخصوص العصابة التي يترأسها ويديرها شخص يدعى جيمس.
وقد تم تحديد ذلك الرجل صاحب العصابة بالذات، لأن كان كل الشكوك في ذهن المحقق تدور حوله، إذ أنه الوحيد الذي له غاية من مقتل المحقق، وقد كان زعيم العصابة وصاحب العقل الاجرامي المدبر والمخطط لها قد قام بالعديد من القضايا الإجرامية في مدينة لندن، ويعود السبب في ذلك إلى أن المحقق كان من أكثر الأشخاص المُعنى بتتبع الرئيس وأعضاء عصابته إلى ما يقارب عدة شهور، وفي ذلك الوقت كان على وشك أن يوقع بهم ويقوم بتسليمهم جميعًا إلى وجه العدالة.
ولكن رئيس العصابة كان يتميز بالذكاء والفطنة وشدة الإدراك لكل ما يدور حوله، كما كان ذو عقلية عبقرية في القضايا الإجرامية، وهذا السبب الذي كان يكمن في صعوبة إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى المحكمة، وقد كان يرى المحقق أنه في حال تمكن من الإيقاع به هو بمثابة مكافئة نهاية الخدمة، إذ أن التمكن من الوصول لذلك العقل الإجرامي المدبر هو من أعظم المراتب التي يمكن أن يصل إليها المحقق في عمله.
وفي تلك الأثناء حين رأي الطبيب حالة صديقه المحقق قرر مساعدته في وضع خطة محكمة من أجل الإيقاع بالسيد جيمس، وقد تمكن من مساعدته في إجراء له بعض الأمور التجميلية في وجهه، والتي تخفي ملامح وجهه الحقيقية تماماً؛ وذلك من أجل تمويه السيد جيمس وسهولة تتبع تحركات العصابة بكل راحة واطمئنان، كما قام الطبيب هو كذلك بإجراء تعديلات على ملامح وجهه من خلال استخدام مواد تجميلية، ثم بعد ذلك قام كل منهما بارتداء ملابس من الأزياء المخصصة للكهنة، وبعد أن تخفوا تماماً اتجهوا إلى إحدى المحطات التي تعرف باسم محطة فيكتوريا؛ وقد كان السبب في التوجه لذلك المكان دوناً عن غيره، هو أنه توصلوا إلى أن العصابة في ذلك الوقت تخطط من أجل العبور إلى إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة كانتريرى.
وفي تلك الأثناء كان هناك أحد القطارات الخاصة المتوجهة إلى مدينة نيوهافين، وهنا شك المحقق في أن عناصر تلك العصابة ورئيسهم سوف يعتلون على متن ذلك القطار، وهنا سرعان ما عمل على تغيير في بعض بنود الخطة التي رسمها مع صديقه الطبيب في اللحظة الأخيرة، وقام كلاهما بالاختفاء خلف الأمتعة المحملة على متن القطار، وبعد أن انطلق القطار برحلته ووصل إلى مدينة ستراسبورغ عبر مدينة بروكسل تلقى المحقق رسالة تفيد بأنه تم إلقاء القبض على رئيس العصابة وجميع العناصر واعتقالهم في دولة إنجلترا، وهنا طلب من الطبيب العودة، ولكنه رفض وأصر على مرافقته في تلك الرحلة إلى النهاية.
ثم بعد ذلك استمرت بهم الرحلة إلى أن أوصلتهم إلى منطقة شلالات ريتشنباك، وقد كانت تلك الشلالات هي إحدى عجائب الطبيعة الرائعة والنقية، وبينما كانا يتجولان في تلك المنطقة ظهر لهم فتى وبين يديه ظرف مغلق، وبشكل مفاجئ قدم الظرف للطبيب، وحينما قام الطبيب بفتحه وقراءته علم أن هناك امرأة من أصول انجليزية مريضة تقيم في إحدى الفنادق القريبة وترغب في رؤيته، ولكن المحقق سرعان ما أدرك أن ذلك الأمر خدعة من خدع السيد جيمس، وحاول أن يمنع الطبيب من الذهاب، إلا أن الطبيب أصر على الذهاب ورؤية تلك المريضة.
وعندما وصل الطبيب إلى الفندق المذكور اسمه في المغلف لم يعثر على أي مريضة في الفندق، وفي تلك اللحظة تأكد أن ذلك الظرف والمريضة ما هم إلا خدعة رسمت له، وهنا قرر أن يعود بأسرع ما يمكن إلى صديقه المحقق في منطقة الشلالات، إلا أنه حين وصل إلى تلك المنطقة لم يعثر على صديقه، وكل ما عثر عليه هي أثار قتال حدثت بين كل من المحقق ورئيس العصابة، والذي بدوره كان يعلم بتحركات المحقق خلفه وحاول أن ينتقم منه، وما أثار استغراب الطبيب أنه بالإضافة إلى عثوره على آثار أقدام حذاء الرئيس عثر إلى جانبها على مجموعة من الأوراق الخاصة بالمحقق.
وفي النهاية توصل الطبيب إلى أن كل من المحقق ورئيس العصابة قد سقطوا سويًا من أعلى الشلالات، وأخيراً تم إدانة العصابة ممثلة برئيسها وكافة عناصرها، وقد كان ذلك بناءً على الأدلة التي قدمها المحقق في وقت سابق ضدهم، وقد انتهى الأمر بحديث الطبيب عن صديقه المحقق وقد وصفه بأنه من أفضل وأحسن الرجال الذين تعرف عليهم طوال حياته، وعمل معه في مواجهه الجرائم.