تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول أحد ملوك في العصور القديمة، وقد كان ذلك الملك يعاني من مشكلة السمنة المفرطة ويحاول جاهداً من أجل الوصول إلى طريقة يتخلص به منها، تابع معنا عزيزي القارئ القصة للنهاية لنرى ما حدث مع الملك.
قصة الملك السمين
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في العصور القديمة في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك أحد الملوك ويدعى تشارلز يعاني من مشكلة الوزن الزائد، وتلك المشكلة كانت تتسبب له بالعديد من المشاكل الأخرى، فهو لم يكن باستطاعته السير من أجل تفقد أحوال شعبه، ولا حتى يمكنه أن يقوم بأعماله اليومية، وعلى مدار العديد من السنوات كان يحاول مراراً وتكرارً من أجل الوصول إلى حل يخلصه من تلك السمنة المفرطة، ولكن دون جدوى فقد باءت كل محاولاته بالفشل.
فقد كانت مشكلته الأساسية تكمن في عدم مقدرته في الابتعاد عن الطعام، وعلاوة على ذلك كله كانت طريقته في تناول الطعام بشكل شره، وبين الحين والآخر يزداد أكثر من قبل، وقد مرت الأيام والسنين وهو يبحث جاهداً عن حل لمشكلته، ويوماً بعد يوم كان يصاب بمرض، وقد كانت الأمراض التي يصاب بها من الأمراض المزمنة والخطيرة بسبب وزنه الزائد جدًا، ومن أكثر المشاكل التي كان يعاني منها هو أنه ليس بإمكانه التنفس بسهولة، وكان حينها مدرك تماماً أن الجميع يسخرون منه ويستهزؤون به ومن مظهره.
وفي يوم من الأيام قرر إيجاد حل يخسر به وزنه، وأخذ يبحث عن طريقة سريعة ومثالية وبسيطة، وأول ما قام به الملك تشارلز هو أنه استدعى جميع الحكماء في المملكة، بالإضافة إلى كافة الأطباء، وحينما التقى بهم توجه الملك بطلب من الحكماء أن يبحثوا عن طريقة مثالية وسريعة، تمكنه خلال فترة وجيزة من خسارة وزنه، بينما الأطباء فقد توجه لهم بطلب علاج يخلصه من الأمراض الخطيرة والمزمنة المصاب بها، وفي نهاية الاجتماع تضرع لهم بأن يبحثوا جاهدين من أجل الوصول إلى حل بأسرع وقت، كما طلب منهم أن يقدموا له يد العون والمساعدة من أجل الخروج من تلك الحالة التي يعيشها، وأوضح أنه لم يذوق طعم السعادة في يوم من الأيام بسبب تلك المشكلة، كما صرح لهم بأنه يشعر أن حياته قد أوشكت على الانتهاء.
وبعد مرور عدة أيام جاءت جموع الحكماء للملك وأخبرهم بكل أسف أنهم عجزوا عن الوصول إلى طريقة وحل لمشكلة الملك، وهنا شعر الملك تشارلز بحزن شديد، وبعد أن رأوا الحكماء الملك بهذه الحالة نهض رجل حكيم من مقعده وعرض على الملك أن يقدم له مساعدته، وقد كان ذلك الحكيم ممن يتسمون بالذكاء والحنكة والفطنة، وأول ما قدم عرضه أخبره الملك أنه إذا تمكن من علاجه بالفعل، فإنه سوف يقوم بمنحه ما يشاء دون أي تردد، ولكن اشترط عليه الملك أن يقوم ببذل قصارى جهده من أجل الوصول إلى حل بأسرع وقت ممكن.
وفي تلك الأثناء أخبر الرجل الحكيم الملك أنه رجل يعمل في مجال الطب وبالإضافة إلى ذلك فهو يعمل كمنجم، ومن خلال خبرته في التنجيم لا بد له أن يتوصل إلى طريقة يخفف عن كاهل الملك وحل تلك المشكلة التي يعاني منها، وأنه بإمكانه من خلال النظر إلى طالع الملك أن يعلم بكافة ما تخبئه له الأيام القادمة، وما سوف يمر به الملك في المستقبل، وفي تلك اللحظة طلب منه السماح له بالنظر إلى طالعه؛ وذلك من أجل أن يتمكن من تحديد الطريقة المثلى والمناسبة حتى يتم تقديم العلاج المناسب له، ويحصل على الوزن المثالي بكل سهولة ودون أي أعراض جانبية، وبالتالي يرتاح الملك من كل شر وأذى.
وافق الملك على طلبه وفي صباح اليوم التالي أخذ الحكيم يطلع على طالع الملك في أحد الأماكن التي حددها الحكيم، وبعد أن انتهى من ذلك توجه إلى الملك مسرعاً، وقد كان في ذلك الوقت يطغو عليه الخوف والذعر، وأول ما وصل إلى قصر الملك كان متردد في الدخول، ولكنه رأى أنه إذا لم يدخل إلى الداخل فسوف يقوم الملك بقتله، وذلك لأنه في انتظاره على أحر من الجمر.
وبعد أن دخل الرجل الحكيم إلى داخل القصر وامتثل أمام الملك، بقي للحظات في حيرة من أمره أن يخبر الملك بما رآه في الطالع، ولكن في كل لحظة كان يسأله الملك عما شاهده في الطالع ويصر عليه بالحديث، كما أنه كان يسأله عن سبب حالة التوتر والقلق التي هو بها، وأول ما نطق به الرجل الحكيم هو أنه طلب من الملك أن يمنحه الأمان، حتى يتمكن من إخباره بما رأى، وهنا على الفور قام بإعطائه الأمان، إذ كان الملك شغوف في معرفة ما يخبئه له المستقبل، وطلب منه أن يخبره سريعاً بما في جوفه من أخبار.
فأخبره الحكيم أنه وجد في طالع جلالته أنه يتبقى شهر واحد فقط لجلالة الملك على قيد الحياة، وأنه بعد ذلك الشهر سوف يلقى حتفه، وقد أكد الرجل الحكيم مراراً وتكراراً على صحة ما شاهده في طالع الملك، وفي تلك اللحظة أخبر الملك أنه فيما إذا يريد زيادة ثقته في حديثه، فإنه بإمكان الملك أن يقوم بحبسه مدة هذا الشهر؛ وذلك حتى يتأكد من صحة أقواله، وفي حال تبين أن الرجل الحكيم غير صادق في أقواله، فإن لجلالة الملك حرية التصرف في شأنه، ويعاقبه كيفما يشاء.
وبالفعل هذا ما حدث إذ قام الملك بحبس الرجل الحكيم في إحدى غرف القصر، ودخل الملك في حالة من الحزن الشديد وبدأ يدخل في حالة من الهم والغم واعتزل الجميع، وقد مرت أيام قليلة والملك على تلك الحالة المزرية، وقد تفاقمت حالته حتى أوصلت به الامتناع عن تناول الطعام، ويوماً بعد يوم بدأ جسده يهزل وبعد فترة وجيزة بدأت تظهر عليه خسارة الوزن بشكل ملحوظ للغاية من شدة الحزن، وبعد عدة أيام قام الملك باستدعاء الحكيم، وفي تلك الأثناء طلب منه أن يعيد عليه ما رآه في طالعه مرة أخرى.
ولكن ما حدث هو أنه لم يتطرق الرجل الحكيم لهذا الموضوع، وما تحدث به هو أنه في الحقيقة ليس منجمًا، ولا حتى يعرف بان يقوم بمشاهدة الطالع، وأن تلك الأمور هي من شأن الله ولا أحد يعلمها سواه وحده، ولكنه تمكن من إيجاد الحل الأمثل من أجل أن يتمكن الملك من خسارة وزنه، هو أن يعيش في حالة من الغم والحزن الكبيرين، فألف ما قاله للملك؛ وذلك لأن الهموم من وجهة نظره هي من تزيل الدهون، وبالفعل كانت وجهة نظره صائبة، فسعد الملك كثيرًا بما سمعه، وأمر له بمكافئة غالية تتجسد بتحقيق كل ما يحلم به وتنفيذ كل ما يطلبه.
العبرة من القصة هي أنه في الكثير من الأحيان يكون حل المشكلات الكبيرة التي تواجهنا في الحياة هو بسيط وأمامنا، ولكننا بحاجة إلى بصيص ضوء عليه حتى نراه جيداً.