قصة الملك اليوناني والطبيب دوبان (The Story of the Greek King and the Physician Douban) من كتاب الحكايات الشعبية من ترفيه الليالي العربية، تم اختيار هذه الحكايات الشعبية وتحريرها بواسطة أندرو لانج، وقد تم تبسيطها واختصارها مما يجعلها أكثر ملائمة للأطفال، نشرت 1918.
الشخصيات:
- الملك اليوناني.
- الطبيب دوبان.
- الوزير.
قصة الملك اليوناني والطبيب دوبان :
عاش في بلاد فارس ملك يوناني، كان هذا الملك مصابًا بالبرص، ولم يتمكن جميع أطبائه من علاجه، وعندما جاء طبيب ذكي جدًا إلى قصره، كان متعلمًا جدًا بجميع اللغات وكان يعرف الكثير عن الأعشاب والأدوية، وبمجرد إخباره بمرض الملك، ارتدى أفضل رداء له وقدم نفسه أمام الملك،، وقال: سيدي، أعلم أنه لم يتمكن أي طبيب من علاج جلالتك، لكن إذا اتبعت تعليماتي، فسأعدك بعلاجك بدون أي أدوية أوعلاج خارجي.
استمع الملك لهذا الاقتراح انتباه، ثمّ قال: إذا كنت ذكيًا بما يكفي للقيام بذلك، فأعدك بأن أجعلك أنت وأحفادك أغنياء إلى الأبد، فذهب الطبيب إلى منزله وصنع عصى بولو، وقام بتفريغ المقبض ووضع فيه الدواء الذي يرغب في استخدامه، ثم صنع كرة، وبهذه الأشياء ذهب في اليوم التالي إلى الملك.
أخبره أنه يتمنى أن يلعب في لعبة البولو، وبناءً على ذلك امتطى الملك حصانه وذهب إلى المكان الذي كان يلعب فيه. هناك اقترب منه الطبيب بالمضرب الذي صنعه، قائلاً: خذ هذا، يا مولاي، واضرب الكرة حتى تشعر يدك وجسمك كله في وهج، وعندما يتم تدفئة العلاج الموجود في مقبض المضرب بيدك تخترق جسدك، وعليك أن تعود إلى قصرك، وتستحم، وتخلد إلى النوم وعندما تستيقظ صباح الغد ستشفى.
أخذ الملك العصا وحث جواده خلف الكرة التي رماها الطبيب وضربها، ثم ضربها رجال البلاط الذين كانوا يلعبون معه، وعندما شعر بالحر الشديد توقف عن اللعب وعاد إلى القصر ودخل الحمام وفعل كل ما قاله الطبيب، وفي اليوم التالي، عندما قام وجد بفرحه كبيرة ودهشة، أنه شُفي تمامًا، وعندما دخل قاعة الحضور الخاصة به، غمر جميع حاشيته الذين كانوا حريصين على معرفة ما إذا كان العلاج الرائع قد تم تنفيذه، بالفرح.
دخل الطبيب دوبان القاعة وانحنى على الأرض، فلما رآه الملك دعاه وأجلسه إلى جانبه وأظهر له كل علامة شرف وتقدير، وفي ذلك المساء أهداه رداء الدولة الطويل الغني، وأهداه ألفي ترتر، وفي اليوم التالي واصل تحميله بالخدمات والهدايا الثمينة، والآن كان للملك وزير كبير جشع وحسد ورجل سيء للغاية، ولقد شعر بغيرة شديدة من الطبيب وعزم على التدبير لهلاكه.
ومن أجل القيام بذلك طلب التحدث على انفراد مع الملك، قائلاً إن لديه أهم اتصال يجب إجراؤه، وعندما سأل الملك.ما هذا؟ أجاب الوزير الأعظم، مولاي: أخطر من أن يثق الملك برجل لم تثبت إخلاصه، أنت لا تعلم أن هذا الطبيب خائنًا، أتى إلى هنا لاغتيالك.
قال الملك: أنا متأكد من أن هذا الرجل هو أكثر الرجال إخلاصًا وفضيلة، إذا كان يريد أن يقتلني، فلماذا يعالجني؟ توقف عن التحدث ضده، أنا أرى ما هو، أنت تغار منه، لكن لا تظن أني يمكن أن أتحول ضده، تذكر جيداً المثل الذي قاله الوزير للملك سندباد سيده، حتى لا يقتل الأمير ابنه، هذا المثل الذي قاله الملك اليوناني أثار فضول الوزير، فقال له: يا سيدي، أتوسل إلى جلالتك أن تخبرني بما قاله الوزير للملك سندباد. أجاب: هذا الوزير قال للملك سندباد أنه لا يجوز تصديق كل ما تقوله حماته، وأخبره بهذه القصة.