تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الهندي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب فقير كان يعمل في وظيفة بسيطة، وفي يوم من الأيام فكر في أن يقدم إلى إحدى المسابقات المعروضة في البرامج التلفزيونية؛ وذلك بسبب المبلغ الكبير الذي تم رصده للفائز في المسابقة، فقد رغب في تحسين وضعه المادي، إلا أنه بسبب إلمامه بكافة الأجوبة تم التشكيك بأمره، ولكن تم التأكد من أنه بالفعل لديه تلك المعلومات، وأن لكل إجابة هناك حادثة حصلت معه.
قصة المليونير الفقير
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة الهند حول شاب يدعى أنوراي، حيث أن ذلك الشاب يبلغ من العمر في ذلك الوقت الثامنة عشر عاماً ويعيش حياة فقيرة وبائسة في أحد الأحياء من مدينة بومباي، ويعمل أنوراي كعامل في إحدى الشركات المتخصصة بالتسويق للهواتف النقالة، إذ يقوم بتقديم المشروبات للضيوف، وفي يوم من الأيام قرر أنوراي في أن يشارك في مسابقة أعلن عنها في أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة.
وحينما يقدم أنواري لذلك البرنامج ينصدم الجميع من مشاركة ذلك الشاب الفقير، إلا أنه ما صدمهم أكثر هو أنه تمكن من الإجابة على كافة أسئلة المسابقة، وهنا بدأ يتساءل الجميع في أنه كيف لشاب من طبقة متدنية أن يكون على مستوى ثقافي ضحل كهذا، وأن يجيب على جميع ما ورد من أسئلة، وقد انتهى به الحال إلى أن قام مقدم البرنامج بطرده وتقديمه إلى مركز الشرطة.
وأول ما التقى به المحقق بدأ في استجوابه، ليجيبه أنوراي بأن كل سؤال من أسئلة المسابقة كان له في ذاكرته موقف لا يمكن محوه منها، ومن هنا بدأ الشاب الفقير بسرد على المحقق سر تلك الإجابات على الأسئلة، وأشار إلى أنه في يوم من الأيام بينما كان صغير في السن علم أن الممثل الهندي الشهير أميتاب باتشان موجود في المطار، وهنا فكر في أن يصل إليه من أجل أن يحظى بتوقيعه، إلا أنه ما حدث معه هو أنه أثناء سيره وقع في إحدى الجور الامتصاصية، ولكن ذلك لم يمنعه من الوصول إلى الممثل الشهير، وبالفعل حصل على التوقيع، ولكن بعد ذلك قام أحد اشقاؤه ببيع ذلك التوقيع، وهذا الحادث جعل أنوراي يعلم من هو بطل فيلم زانجير الشهير في السبعينات.
ثم بعد ذلك أخبر أنوراي المحقق بأنه استعان بالجمهور في السؤال التالي، لأنه لم يتمكن من معرفة الإجابة، وهنا سخر منه المحقق وقال له: ولكن السؤال سهل للغاية، وبعد ذلك استطرد أنوراي حديثه قائلاً: في عام 1992م اندلعت العديد من أعمال الشغب والقتال بين كل من المسلمين والهندوس، وقد انتهت ذلك الشغب بقتل والدته وشقيقه، وعلى إثر تلك المشاحنات تم وضع التمثال الذي يعرف باسم راما في الأحياء التي يقيم بها المسلمين، مما جعله يدرك تماماً إجابة السؤال، وبشأن السؤال حول ما يحمله راما بين يديه، أشار أن ذلك الأمر معروف لدى الجميع هما القوس والسهم.
كما أشار أنوراي أنه في فترة من فترات حياته في مرحلة الطفولة تعرف على طفلين كانوا يلعبون في الحي لعبة الفرسان، وقد انضم إليهم وأصبح يطلق عليهم الفرسان الثلاثة، وقام حينها بتنصيب نفسه الفارس برودوس، وبينما كانوا يلعب مع الأطفال جاء رجل من أجل أن يصطحب هؤلاء الأولاد إلى عملهم وقد ذهب معهم، وهنا بدأوا يرددون الأغنية التي اعتاد الرجل على تحفيظها لهم، ومن هنا عرف من قائل تلك الأبيات الشعرية، وهو الشاعر الهندي سورداس، فكانت إجابته على سؤال آخر، وجاءت إجابته صحيحة، وهنا سأل أنوراي المحقق بقوله: لماذا يشككون في أمر إجاباتي؟
وفي تلك الأثناء أخبر أنوراي المحقق أن الرجل الذي كان يقودهم إلى العمل المضنى والشاق ولا يهمه سوى أن يزيد من أرباحه، وهذا ما جعله يفكر في أن يقوم بسمل أعين الأطفال، وحينما علموا بذلك الأمر عزموا على الفرار والنجاة بأنفسهم، ولكنهم لم يتمكنوا من أخذ صديقتهم الثالثة معهم والتي تدعى لايكا، فتركوها هناك وسرعان ما انتقلوا إلى إحدى المدن المشهورة في دولة الهند وهي مدينة قصر تاج محل، وهناك يبدآن في التعرف على السائحين وشرح معلومات خاطئة عن المدينة، وذلك من أجل أن يستوليان على أحذيتهم، ثم بعد ذلك يبيعانها ويتربحا المال من خلال ذلك الأمر.
وطوال تلك الفترة كانت الفتاة التي تركوها لدى الرجل الشرير لا تغيب عن ذهنه، وفي يوم من الأيام قرر أن يعود إلى مومباي وينقذها، وعند عودته التقى مع أحد الأطفال الذين قام الرجل الشرير بسمل أعينهم، وقد كان يطلب من الناس ويتسول في الشوارع، وهنا سرعان ما انطلق نحوه وذكره بنفسه، وقد حاول التقرب منه من أجل أن يتمكن من الحصول على المعلومات بشأن الفتاة لايكا، وفي تلك الأثناء قام بمنح الطفل ورقة من فئة مئة دولار، ولكن حينما شاهد الطفل ورقة النقود بعينه الأخرى الصالحة أخبره أن الورقة مطبوع عليها صورة الرئيس الأمريكي بنجامين فرانكلين، ولهذا تذكر إجابة سؤال من تلك الأسئلة.
ومن خلال ذلك الطفل صاحب العين الواحدة علم أن لايكا تعمل لدى الرجل كبائعة زهور ومتسولة، فيقرر تحريرها من قبضته، وبالفعل نجح في ذلك بمساعدة الطفل الثاني الذي هرب معه، كما علم أنه في وقت لاحق تم قتل الرجل الشرير من قِبل شخص يدعى كولت بمسدس من نوع الساقية الدوارة، وقد كان نوع المسدس ذلك جواب لأحد الأسئلة، ومنذ تلك الفترة وقد عقد صديق الطفولة لأنوراي اتفاقية عمل مع منافس الرجل الشرير، بينما هو توجه للعمل كصبي في تحضير المشروبات في شركة الهواتف، وفي تلك الشركة حظي بمعرفة الكثير من المعلومات، وهنا علم أن سيرك كامبريدج يقع في مدينة لندن.
ولكن بعد فترة وجيزة اختفت لايكا، ويقوم أنوراي مرة أخرى من جديد بالبحث عنها، حتى اكتشف أنها تعمل تحت إمرة المنافس، والذي كان قد عقد معه زميله الطفل اتفاقًا من قبل، وحينما توصل إليها كان الخوف من المنافس يسيطر عليها إلى حد كبير، وهذا ما منعها من الانتقال للعيش معه، ثم بعد ذلك حاول مقدم البرنامج خداع أنوراي وذلك من خلال كتابة رقم خاطئ له للإجابة، إلا أن أنوراي أدرك ذلك وقام بحذف إجابتين، فتبقت إجابة المقدم مع أخرى فاختار أن يبتعد إجابة مقدم البرنامج، ويختار الإجابة الأخرى.
وفي النهاية بقي أمامه سؤال واحد فقط يفصل بينه وبين الجائزة الكبرى، قام المحقق بإطلاق سراحه؛ وذلك لأنه شعر بأنه إنسان صادق وطموح، وهنا انطلق أنوراي من أجل الإجابة على السؤال الأخير والذي كان حول الفرسان الثلاثة، وقد كانت إجابة صحيحة وغرق في أموال الجائزة.