تُعتبر هذه القصة من القصص التي تناولت في مضمونها موضوع الحديث حول التجارب التي كان يتم إجراؤها على البشر من خلال استخدام عقاقير تم اختراعها من قِبل العلماء.
قصة المهووس
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول شاب يدعى أوين وفتاة تدعى آني كانوا لم يعرفوا بعضهم البعض على الإطلاق من قبل، إلا أنهم في يوم من الأيام التقوا من أجل أن يتقدموا للمشاركة في إحدى التجارب العلمية لواحدة من الشركات التي تُعنى بصنع الأدوية، وقد كان من المفروض أن ينتج عن هذه التجربة واحد من أنواع الأدوية الذي من شأنه أن يتم تحليل أي من المشاكل النفسية التي قد تواجه الفرد، ومن خلال تلك التجارب التي سوف يتم إجرائها على الشاب والفتاة ستتضح أثار التجارب ومدى رد فعلهم، وكيفية تفاعلهم مع الماضي الذي عاشوه.
ومن خلال تلك التجارب سوف يعيشون في كل مرحلة قصة، وتلك القصة سوف تكون مختلفة عن القصة التالية، ولكن كافة القصص سوف تكون مرتبطة مع ماضيهم وحياتهم الواقعية والحقيقية ولكن من جانب مختلف، وأول ما تم إعطاء الجرعة الأولى من التجربة لأوين ظهر أنه رجل يعاني في الحقيقة من مرض الفصام، فبين الحين والآخر كان يقوم بالاختفاء عن أنظار عائلته من أجل رؤية شقيقه الذي يدعى غيرسون، ولكن هذا الشقيق لم يكن حقيقي بل كان من نسج خياله، وفي تلك الأثناء كانت عائلته تدير أحد المشاريع التجارية والتي تكون من أنجح المشاريع في المنطقة.
وفي يوم من الأيام يتم طرد أوين من وظيفته، يقدم له والده عرض عمل معه في الشركة، ولكن أوين يرفض ذلك، وحينها عرض عليه إجراء التجارب في شركة الدواء فوافق على الفور، وأول ما وصل إلى الشركة سرعان ما وقع على اختبار الدواء الجديد وأثناء وجوده في الشركة التقى مع الفتاة آني، وهي ما كانت واحدة من الفتيات المناهضة للمجتمع، وقد أصبحت شريكته في إجراء التجارب.
وأول ما تتلقى آني الجرعة الأولى من الدواء وعادت إلى منزلها غطت في النوم للحظات، وعندما استيقظت وجدت في نفسها في صورة فتاة شابة، وأول ما نظرت إلى نفسها اتصلت بوالدها وأخبرته أنها سوف تقوم بزيارة إلى إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة سولت لايك، بآخر عشرين دولار تملكها.
ولكن والدها طلب منها أن تتوجه إلى مكان تواجده في البداية من أجل أن يقدم لها بعض النقود، وحينما توجهت إلى المدينة التي يقيم بها والدها من هناك توجهت نحو إحدى الوكالات التي تعرف باسم وكالة دوكس توب، وهي وكالة تقوم بتدمير السجلات الشخصية مقابل دفع رسوم، كما أن تلك الوكالة تقوم بابتزاز السجلات الشخصية التي يتم غسلها مقابل رسوم كذلك.
في تلك الوكالة تدفع آني الرسوم من أجل الحصول على معلومات حول واحدة من الفتيات والتي تدعى باتريكا، وهي من الفتيات التي تعمل في مجال الصيدلة وترغب آني بالخضوع إلى تجاربها وبعد الاطلاع على كامل السجل الخاص بباتريكا توجهت آني نحوها وطلبت منها أن تجري عليها تجاربها، وعند سؤالها حول الأمر أشارت إليها آني إلى وجود شقاق ونزاع بينها وبين شقيقتها.
وبعد المرحلة الأولى من التجارب يتم تسجيل النتائج التي ظهرت على كل منهما، لم تظهر أي نتائج جديدة على أودين، بينما آني ظهر عليها العديد من الأمور، وفي المرحل الثانية حاول أوين الإقدام على الانتحار، إذ أنه لم يقتنع بحديث الطبيب والذي يدعى مور موتو بتناول الجرعة الثانية من التجارب؛ وذلك لأنه اعتقد أن الطبيب من نسج خياله حاله كحال شقيقه، وأن مقابلته لآني كذلك هي من ضمن التجارب.
وفي يوم من الأيام استدعى الطبيب مور موتو آني إلى مكتبه، وهناك كشف لها أنه يعلم أنها أخذت من قبل الجرعة الأولى من خلال اطلاعه على سجلاتها، وليس بإمكانها أن تناولها الجرع الثانية سوى بعد مرور فترة، وهنا تلجأ أني إلى أوين من أجل مساعدتها في تدمير ملفاتها، والقيام بإزالة أي أدلة لا ينبغي أن تكون في الاختبار، إذ أرادت مغادرة للوكالة، ولكن في تلك الأثناء تم العثور على الطبيب مور موتو مقتولاً من قبل إحدى الطبيبات والتي تدعى أزومي، وهنا على الفور طلب من المسؤول عن ذلك الاختبار ومؤسس الدواء وهو الطبيب الذي يدعى الطبيب جيمس من أجل إنهاء الاختبار.
ولكن منذ ذلك الوقت وما حدث كان أنه بدأ كل من آني وأودين يدخلان في خيال مشترك فيما بينهم، وأول خيال مشترك كان بينهما هو أنهما ظهرا كزوجين في فترة الثمانينيات، وفي ذلك الخيال تم التطرق للحديث عن شقيقه آني، إذ تبين أن آني هي السبب في وفاة شقيقتها.
وفي الجانب الآخر من تجارب ذات المرحلة دخلا في خيال مشترك آخر، فقد ظهرا على أنهما اثنان من الفنانين والسحرة، وأنهما تمت دعوتهما لحضور حفلة خاص، وفي ذلك الحفل يقومان بإخفاء شيء ثم العثور عليه، وفي تلك المرحلة كانا كلاهما قادران على امتلاك القدرة في احتجاز الناس في أوهامهم الأزلية إلى الأبد، وبعد ذلك تم تدوين النتائج للمرحلة الثانية.
وعند عودة الطبيبة أزومي إلى المختبر لاحظت أن هناك بعض التناقضات بين النتائج، مع إدراك مدى ارتباطهم والذي كان يعتبر غير المعتاد تحت تأثير الدواء، وبعد انتهاء مفعول الدواء يتم استجواب أني من قبل الطبيب جيمس والحديث حول تجاربها؛ وذلك من أجل معرفة ما إذا كانت سوف تستمر في مشاركتها في التجربة، والتي تحدثت بأنها تسبب لها كوابيس، ولكن مع ذلك كانت تشعر بأنها قريبة من أودين، بينما أودين بعد الحديث معه تبين أنه يعتقد أنها من عالمه الخيالي.
وفي المرحلة الثالثة من التجارب على العلاج يتبين أن آني تحلم بأنها تعيش في ملحمة خيالية مع شقيقتها، إذ رأت أنها تحمل بين يديها قرد فاقد للوعي وتظهر شقيقتها وكأنها أميرة من القزم ويطلق عليها اسم إيليا، ووفي تلك الرؤية تشاهد آني أن شقيقتها تقوم بدفعها نحو بحيرة من الغيوم تشع منها مياه معالجة، أما بالنسبة إلى أوين فإنه يحلم بأنه يدخل مع أسرته في مشاكل، وأنه يجب عليه أن يتعامل مع كافة تلك المشاكل بعقلانية، ولكن عقله لا يساعده على ذلك.
وفي النهاية استمرت آني بالعيش في عالمها الخيالي وتسعى هي وشقيقتها للاستمرار بالعيش على بحيرة الغيوم، على الرغم من أنها تدرك أن ذلك العالم الي تعيش به مع شقيقتها هو مجرد عالم خيالي، لكنها لا تقوى على الانفصال عنه، وفي لحظة من اللحظات تبدأ بتذكر العديد من الأمور التي حدثت معها ومع شقيقتها في الماضي، بينما أوين في حلمه يرى أن هناك رجل يدافع عنه في كافة المشاكل التي يخوضها مع عائلته، وبعد لحظات يكتشف أنه شقيقه الخيالي، وأخيراً وصل أوين إلى تلك البحيرة التي تقيم بها آني وشقيقتها ويستمر بالعيش معهن ويسمح لهما بالبقاء بها للأبد.