قصة النجوم في السماء

اقرأ في هذا المقال


قصة النجوم في السماء أو (The Stars in the Sky)  هي من الحكايات الشعبية والأساطير الإنجليزية والويلزية، حررها جوزيف جاكوبس، ظهر تقليد الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.

الشخصيات:

  • الفتاة.
  • الرجال الطيبون.
  • الأسماك.
  • الحصان.

قصة النجوم في السماء :

كان هناك ذات مرة فتاة صغيرة تبكي طوال اليوم، وكانت تبكي بشكل مستمر دون توقف حيث كانت تريد أن يحضروا لها النجوم من السماء لتلعب بها، فأخبرها والديها أنّ طلبها هذا مستحيل، ولن تحصل عليه أبداً، لكنّها كانت دائمًا ما تفكر كيف ستحصل على النجوم ولا شيء آخر غيرها، لذلك ذهبت يومًا للبحث على أمل  للعثور عليهم، ثمّ مشت وسارت حتّى وصلت إلى سد الطاحونة.

وعندما وصلت هناك بدأت تتكلم مع السد وأخبرته أنها تبحث عن النجوم في السماء لتلعب معهن، وسألته هل رأى أيًا منها؟ فقال سد الطاحونة: نعم، يا عزيزتي إنّهن يلمعن في وجهي طوال الليالي حتّى لا أستطيع النوم بسبب ضوئهن، ادخلي وربما ستجدين واحدة هناك، لذا قفزت الفتاة وسبحت حول السد طوال الليل، لكن لم يكن بوسعها أن ترى أي واحدة من النجوم، فواصلت السباحة حتّى وصلت إلى جدول.

ثمّ تحدثت إلى الجدول بحزن وقالت: أيها الجدول أبحث عن النجوم في السماء لألعب معهن، هل رأيت أيًا منها؟ فقال الجدول: نعم، يا عزيزتي، إنّهن عادة يلمعن حولي في الليل، ما عليكِ سوى التجديف حولهن، وربما تجدينهن، لذا قامت بالتجديف، لكنّها لم تجد شيئاً فذهبت حتى أتت مجموعة من الرجال الطيبين وعندما اقتربت قالت: أيها الرجال الطيبون أنا أبحث عن النجوم في السماء لألعب معهن، هل رأيتم أي واحدة منها؟

فأجابها الرجال الطيبون: نعم إنّهن يلمعن على العشب هنا ليلاً،  ارقصي معنا، وربما تجدين واحدة، ورقصت لساعات، لكنّها لم ترَ واحدة حتّى بدأت في البكاء، وبدأت تقول بغضب: لقد سبحت و جدفت ورقصت، وإذا لم تساعدوني فلن أجد النجوم في السماء لألعب معهن، لكنّ الرجال الطيبون همسوا معًا، وتقدم أحدهم إليها وأخذها من يدها وقال: إذا كنت لن تعودي إلى المنزل إلى والدتك.

فعليك التقدم إلى الأمام، واحذري من أن تسلكي الطريق الخاطئ، واسألي الأربعة أقدام لتحملك وتنقلك إلى الدرج الذي بدون درجات، وإذا كان بإمكانك تسلقه ربما تصلين النجوم، وعلى الرغم من أنّ الفتاة لم تعرف ما قصده الرجال الطيبون، إلا أنّها تساءلت وقالت: هل سأكون بين النجوم في السماء إذاً؟ فأجاب الرجال: إذا لم تكوني عند النجوم، فستكونين في مكان آخر، ولا نعرف ماهو، واستعد الرجال مرة أخرى للرقص.

لذلك ذهبت الفتاة بقلب حزين، ووجدت حصان مربوطًا بشجرة، وقالت: مرحباً أيها الحصان اللطيف، أنا أبحث عن النجوم في السماء لألعب معهن، هل ستساعدني في الوصول إليهن، لأنّ كل عظامي تؤلمني، قال الحصان: كلا، لا أعرف شيئًا عن النجوم في السماء، وأنا هنا لأقوم بأعمال الخير، وليس الذهاب للنجوم، فقالت: لقد أرسلني عدد من الأشخاص الطيبين، وأمروني بإخبارك أن تحملني إلى النجوم إلى مكان يسمى لا أقدام على الإطلاق.

فقال الحصان: هذه قصة أخرى، اقفزي واركبي معي، فركبت الفتاة وساروا حتّى خرجوا من الغابة ووجدوا أنفسهم على حافة البحر،  وعلى الماء أمامهم طريق متلألئ واسع يتدفق مباشرة نحو ضوء جميل خرج من الماء وصعد إلى السماء، وكان مليء بكل الألوان وكان منظره رائع للنظر، وقال الحصان: الآن انزلي لقد أحضرتك إلى نهاية الأرض، وهذا قدر ما تستطيع أقدامي أن تفعله، يجب أن أعود إلى قومي.

قالت الفتاة: لكن أين السلم بدون درجات؟ قال الحصان: لا أعلم، هذا ليس من شأني لذا وداعاً يا عزيزتي الصغيرة، وانطلق وترك الفتاة وحدها، لذلك وقفت ونظرت إلى الماء حتّى جاء نوع غريب من الأسماك يسبح حتّى قدميها، فأخبرت أكبر سمكة أنّها تبحث عن النجوم في السماء، وعن السلالم التي تصعد إليها، وطلبت أن تخبرها بمكان السلالم، فرفضت السمكة إخبارها، إلا إذا أحضرت لها كلمة من الرجال الطيبين.

قالت: نعم، لقد قالوا إنّ الأقدام الأربعة ستجلبني إلى لا أقدام على الإطلاق، وستحملني لا أقدام على الإطلاق إلى السلم بدون درجات، قالت السمكة: حسنًا، كل شيء على ما يرام إذاً، استلقي على ظهري وتمسكي جيداً، وانطلقت السمكة إلى الماء على طول الطريق الفضي نحو القوس اللامع، وكلما اقتربن كان لمعانه أكثر إشراقًا حتّى اضطرت إلى أن تحجب عينيها عن نورها.

وعندما وصلن إلى أسفله، رأت أنه طريق واسع ومشرق ينحدر صعودًا وبعيدًا في السماء، وفي النهاية البعيدة منه كانت ترى أشياء مشرقة ترقص حولها، قالت السمكة: الآن، ها أنت ذا وهذا السلم بدون درجات، تسلقيه إذا استطعت، لكن تمسكي سريعًا، وسأضمن أنك ستجدين السلم أسهل من تسلق الدرجات التي في المنزل، فتسلقت الفتاة وهي تتأرجح، لكنّها لم تتقدم خطوة واحدة.

كان الضوء أمامها ومن حولها، والماء خلفها وكلما كافحت أكثر، أجبرت على النزول إلى الظلام والبرد وكلما تقدمت، سقطت بشكل أعمق، وبقيت ترقص حتّى أصابها الدوار في الضوء وارتجفت من البرد وأصابها الخوف، لكنّها ما زالت تتخبط حتّى أخيرًا، في حالة ذهول تمامًا تخلت عن حلمها في الصعود، وغرقت إلى أسفل، وصعدت إلى الألواح الصلبة، فاستيقظت ووجدت نفسها جالسة تبكي وتنوح بجانب السرير في المنزل وحدها.


شارك المقالة: