هنالك الكثير من الأشخاص اللذين يعتقدون أنّهم عندما يصبحون في منصب المسؤولية؛ فهذا يبرّر لهم سوء أفعالهم، ولكن الشخص المسؤول يجب عليه احترام الغير واحترام حقوقهم، هذا الدرس الذي لقّنته النحلة الذكية للأسد المغرور.
قصة النحلة الذكية
في إحدى الغابات يعيش الأسد ملك الغابة بكل سعادة وسرور، كان هذا الأسد قد اعتاد على أنّ كل الحيوانات تخاف منه، لذلك كان دائماً يسير وهو مغرور بنفسه وسط هذه الغابة؛ فلا يستطيع أي حيوان رفض طلباته أو أوامره، وكان بسبب هذا الغرور يتسبّب للحيوانات بالأذى والإزعاج والسخرية، ولم يكن يدعهم يعيشون حياتهم بسلام.
كانت الحيوانات تعاني من هذا الأمر منذ وقت طويل، ولم يستطع منهم أي حيوان أن يوقف الأسد عند حدّه، أو أن يقول له كف عن تصرّفاتك لأنّك تسير في الطريق الخطأ، وفي يوم من الأيام استيقظ الأسد في منتصف الليل وصار يزأر من شدّة الجوع، وأخاف بذلك الحيوانات كلّها حتى أنّها فرّت هاربة واحداً تلو الآخر.
وبينما الأسد كان يزأر إذ استيقظت النحلة التي كانت نائمة بين الأعشاب وصارت تقول: من هذا الحيوان المزعج الذي يصدر هذا الصوت؟ نظر لها الأسد وقال: من يجرؤ أن يسأل سؤالاً كهذا! قالت له النحلة: أنت أيّها الأسد المزعج تقوم بترويع الحيوانات، هل تظنّ بأنّني أستطيع النوم وسط هذا الضجيج؟ نظر الأسد من حوله وقال: أيّتها النحلة المسكينة، أولا تعلمين بأنّكِ تتحدّثين من ملك الغابة.
قالت له النحلة: ومن أخبرك أنّك ملك الغابة، فالملك هو من يخدم الآخرين ويحترم حقوقهم، قال الأسد للنحلة بغضب: وهل أنتِ ستعلمّينني كيف سأتصرف، أنا الملك ويحقّ لي أن أفعل ما أشاء، قالت له النحلة: إذاً هيّا لنتعارك وسأريك أنّني أستطيع الفوز عليك، وإن استطعت ذلك فسأخبر الحيوانات كلّها بهزيمتك وسأصبح أنا ملكة الغابة.
ضحك الأسد وقال لها: لن أكترث حتى ولو أحضرتِ النحل كلّه، بدأ الأسد باستنشاق الهواء لجلب النحلة، ولكن لم يتحرّك إلّا العشب، ودخلت النحلة أنف الأسد وصارت تؤلمه بإبرتها، صرخ الأسد من شدّة الألم حتّى استسلم بنهاية الأمر وقال لها: أنا لست ملك الغابة، أرجوكِ أخرجي من أنفي.
في ذلك الوقت خرجت النحلة من أنف الأسد وقالت له: أنا لا أريد أن أكون ملك الغابة، ولكن أرجو أن تكون تعلّمت درساً عن أهميّة احترم الآخرين، ومنذ ذلك الوقت توقّف الأسد عن ترويع الحيوانات، وليس ذلك بل إنّه صار يخاف من النحلة ويخاف أن يزعجها في الليل.
