يقول المثل الشهير: النصيحة بجمل، يجب علينا دائماً أن نستمع لمن هم أعرف وأعلم منّا بالأمر، هذا ما لم يفعله الملك في قصة اليوم والذي نصحه الخبراء وأهل المشورة بتخفيف الضرائب عن شعبه وعدم اتباع خطى والده من قبله، ولكن بسبب جهله وعدم استماعه للنصائح تم تقسيم دولته إلى جزئين، وخسر محبّة شعبه له.
قصة النصيحة بجمل
في أحد البلدان التي يحكمها ملك حكيم، كان هذا الملك يعيش مع شعبه براحة ورخاء وكان يمتلك القليل من الحكمة والتخطيط الجيّد، ولكن بعد مدّة من الوقت صار يبتعد هذا الملك عن الطريق الصحيح وفكّر في بناء مجموعة من المباني الضخمة في مدينته؛ وهذا الأمر اضطّره أن يفرض على أفراد شعبه الضرائب الكبيرة.
شعر الناس بالغضب الشديد؛ إذ أنّهم لا يمتلكون المال الكثير لدفع كل تلك الضرائب، وهم يحتاجون هذا المال من أجل احتياجاتهم الأساسية وهي الطعام والشراب، عاش الشعب في ضنك وفقر الحال لسنوات طويلة، جاء يوم من الأيام ومات هذا الملك حتّى تولى ابنه الحكم من بعده، جاء أصحاب الخبرة والاستشارة وحاولوا نصحه.
أخبر أحد المستشارين هذا الملك الجديد بأن يتوقّف عن فرض الضرائب عن شعبه حتّى يعيش في سعادة ويتخلّص من الفقر، ولكن كان هنالك بعض الحاشية المقرّبة منه أخبروه أن لا يستمع لتلك النصائح، وقاموا بتشجيعه على أن يبقى ثابتاً على خطى والده؛ وذلك من أجل أن يهابه الشعب ويخاف منه.
في نهاية الأمر لم يستمع هذا الملك الجديد لنصائح من حوله، واغترّ بكلام أصدقائه بأنّه سيبقى الملك الذي يهابه الجميع، على الرغم من تحذير ممّن حوله له، وفي يوم من الأيّام بينما كان الملك يلس في إحدى المناسبات، ومن شدّة غضب الشعب لسوء حالهم ومعيشتهم، قرّر أن يثور ضدّ هذا الملك وبدأوا برجمه بالحجارة المتتالية.
لسوء حظ هذا الملك كان يقف في هذا اليوم وحيداً أمام شعبه ولم يكن أحد من أصدقائه معه، فقرّر الاستسلام وتم تقسيم الدولة في وقته إلى دولتين إرضاءً لشعبه، خضع الملك لشعبه وكان هذا نتيجة عد استماعه لنصيحة أهل الخبرة والمشورة.