دائماً تكمن القوّة في الاتحاد، وتسقط تلك القوّة في الفرقة والاختلاف، هذا ما حدث مع الكلاب التي كانت تعيش مع الأغنام بأمان في كنف حمايتها، وكان هنالك ذئب مفترس ينتظر الفرصة للهجوم عليها، وعندما رأى الذئب تتفرّق عن بعضها انتهز الفرصة بالهجوم، ولولا أن النعجة اعترضت طريقة ونبّهت الكلاب لكان التهم الأغنام كلّها.
قصة النعجة والذئب
في إحدى القرى تعيش الأغنام بسعادة وأمان في كنف حماية ثلاثة من الكلاب المخلصين بحراستها، كانت تلك الأغنام تعيش بسعادة تمشي كل يوم وترعى الأعشاب كما تشاء، وتأكل وتشرب حتى تشبع تماماً، ولم تكن تشعر بأي خوف من أي حيوان مفترس، أمّا راعي الأغنام فكان رجل طيب القلب، وكان يحب أغنامه ويحب أن يعتني بها، ولديه عادة جميلة في بعض الأحيان، وهي أنّه يجلس تحت ظلّ شجرة ويبدأ بالغناء بصوت جميل؛ فتفرح الأغنام وتبدأ تلتفّ من حوله.
في يوم من الأيام بينما كانت الأغنام تلتف حول صاحبها الذي يغنّي بسعادة، إذ وقف الذئب المفترس يترصّد لها من مكان بعيد، وصار يفكّر كيف يستطيع الهجوم على تلك الأغنام وهي بحماية الكلاب، وبينما هو يقف يفكّر بالأمر إذ نشب فجأةً خلاف بين الكلاب، وبدأت تتشاجر بقوّة، فرح الذئب وقتها وقال في نفسه: هي تلك فرصتي الوحيدة للهجوم على هذه الأغنام.
بينما كان الذئب يسير باتجاه تلك الأغنام، إذ شاهد في طريقه نعجة تقف لوحدها، التفت لها الذئب وقال: يا له من يوم ذو حظ سعيد، سأبدأ بتلك النعجة أوّلاً ثم أكمل سيري إلى الأغنام، عندما هجم الذئب على النعجة صارت تصرخ، سمعها الكلاب الثلاثة والتفتوا؛ فوجدوا الذئب يحاول افتراسها، ركض الكلاب الثلاثة نحو النعجة لإنقاذها.
لم يستطع الذئب أن يبقى في المرعى بعد ما رأى الكلاب تركض عليه، وقرّر منذ ذلك الوقت أن لا يعود لهذا المرعى الذي تحرسه تلك الكلاب الأوفياء، وفي الوقت ذاته أدركت الكلاب أنّها كانت مخطئة بشأن الشجار الذي نشب بينها، لأنّهم عندما تفرقّوا سمحوا لهذا الذئب أن يدخل المرعى، أمّا عندما رآهم مجتمعين فرّ هارباً.