قصة النمر والبراهمان وابن آوى

اقرأ في هذا المقال


قصة النمر والبراهمان وابن آوى أو (The tiger, the Brahman and the jackal) هي قصة خيالية تمّ تحريرها من الكاتب جوزيف جاكوبس،  وحكاية شعبية هندية، نُشرت عام (1910) للناشر أبناء جي بي بوتنام ، نيويورك.

الشخصيات:

  • النمر.
  • ابن آوى.
  • البراهمان.
  • الطريق.
  • العجل.
  • شجرة البلوط.

قصة النمر والبراهمان وابن آوى:

في وقت ما، تمّ القبض على نمر في فخ حيث حاول عبثًا أن يخرج عبر القضبان، وتدحرج غضبًا وحزنًا عندما فشل، وبالصدفة جاء براهمان، فقال له النمر: دعني أخرج من هذا القفص، أيها المتدين، أجاب البراهمان بلطف: كلا يا صديقي ربما ستأكلني إذا فعلت، فقال النمر: مطلقا، ثمّ أقسم النمر بأقسام كثيرة، وقال: على العكس من ذلك سأكون ممتنًا إلى الأبد، وأخدمك كعبد.

وعندما بكى النمر وتنهد وبكى وشتم، رقّ قلب براهمان التقي، ووافق أخيرًا على فتح باب القفص، وخرج  وعلى الفور أمسك بالرجل الفقير بفمه، وصرخ: يا لك من أحمق! ما الذي يمنعني من أكلك الآن، لأنّني بعد أن حبست لفترة طويلة أشعر بالجوع الشديد، وعبثًا طالب البراهمان النمر الرأفة بحياته، وفي النهاية وعد الرجل النمر أن يمنحه حياته ولكن بشرط الذهاب وسؤال ثلاثة أشخاص من سكان الغابة أسئلة معينة والتي سيختارها الرجل وربما ستكون سبباً في عدالة النمر بحقه.

ثمّ وافق النمر، لذلك سأل البراهمان شجرة البلوط أولاً عن رأيها في الأمر، لكنّ شجرة البلوط ردت ببرود: ما الذي لديك لتشتكي منه؟ ألا أعطي الظل والمأوى لكل من يمر، أليس كذلك؟ ولكن في المقابل يقومون بتمزيق أغصاني لإطعام ماشيتهم؟ لا تشتكي من النمر كن رجلاً! ثمّ ذهب البراهمان حزين القلب إلى أبعد من ذلك حتّى رأى جاموسًا يدير عجلة بئر، لكنّه لم يكن أفضل من ذلك، لأنه أجاب: أنت أحمق وتتوقع الامتنان منّي!

انظر إلي بينما كنت أعطي الحليب كانوا يطعمونني ببذور القطن وكعكة الزيت، لكننّي الآن كبرت بالعمر، وقاموا بوضعي هنا وأعطوني الفضلات علفاً، سأل البراهمان الذي لا يزال حزينًا الطريق لإبداء رأيه، فقال الطريق: سيدي العزيز ما أحمق أن تتوقع أي شيء آخر، ها أنا ذا مفيد للجميع، لكنّ الجميع غنيًا وفقيرًا، كبيرًا وصغيرًا يدوس عليّ مع مرور الوقت، ولا يعطيني شيئًا بل رماد أنابيبهم وقشور حبوبهم.

وبعد هذا استدار البراهمان بحزن، وفي الطريق قابل ابن آوى الذي قال: ما الأمر يا سيد براهمان؟ أنت تبدو بائسًا مثل سمكة خارج الماء، فأخبره البراهمان بكل ما حدث، وكم هو مربك جداً، قال ابن آوى لما انتهى الجميع من إجاباتهم، هل تمانع في إخباري مرة أخرى، لأنّ كل شيء قد اختلط  عندي بشدة؟ فروى البراهمان ذلك من جديد، لكنّ ابن آوى هزّ رأسه بطريقة مشتتة وما زال لا يفهم.

قال بحزن: إنّه أمر غريب للغاية، ولكن يبدو أنّ كل شيء يدخل في أذن واحدة ويخرج من الأخرى! ثمّ قال: سأذهب إلى المكان الذي حدث فيه كل شيء، وبعد ذلك ربما سأتمكن من إصدار حكم، فرجعوا إلى القفص الذي كان النمر ينتظر فيه براهمان، وشحذ أسنانه ومخالبه، وقال: لقد كنت بعيداً لفترة طويلة، لكن دعونا الآن نبدأ عشاءنا، فقال البراهمان بينما كانت ركبتيه ترتجف مع الخوف: يا لها من طريقة جيدة للحديث عن العشاء هنا.

ثمّ قال: أعطني خمس دقائق يا مولاي لكي أشرح الأمور لابن آوى هنا، وهو بطيء بعض الشيء في ذكائه، وافق النمر وبدأ البراهمان القصة بأكملها من جديد، دون أن يفوتوا أي تفاصيل، فقال ابن آوى: يا لعقلي الغبي عقلي الفقير ثمّ قال بخبث: دعوني أرى كيف بدأ كل شيء؟ فقال النمر بغضب بعد أن مشى بجوار ابن آوى: كنت في القفص، فبكى ابن آوى متظاهراً أنّه يرتجف من الخوف: بالتأكيد نعم كنت في القفص، أين ذكائي؟

ولكن دعني أرى هذا ليس كل شيء، حسنًا لا تهتم بي، لكن ابدأ عشائك وتناول الرجل، لأنني لن أفهم أبدًا، فأعاد النمر كلامه غضبًا على غباء ابن آوى، وقال: سأجعلك تفهم! انظر هنا أنا النمر وكنت في القفص، هل تفهم؟ وعند هذا فقد النمر صبره، وقفز في القفص وصرخ بهذه الطريقة، الآن هل تفهم كيف كانت القصة، ابتسم ابن آوى وقال: تماماً وهو يغلق الباب بمهارة، وإذا سمحت لي أن أقول لك: أعتقد أنّك ستبقى هنا للأبد، وستبقى الأمور كما كانت.


شارك المقالة: