يجب علينا تعليم أطفالنا أن لديهم الحق في الاستمتاع بالطبيعة الخلّابة؛ ولكن هنالك بعض الأماكن التي قام بعض الأشخاص بامتلاكها ومنع الآخرين عن زيارتها إلّا بدفع المال، وهذا هو شكل من أشكال الملكية غير المباحة لهم، هذا ما حدث مع النهر السعيد الذي جاء له رجل وحاول امتلاكه لنفسه فحزن النهر فاتفق الجميع على طرده وعاد النهر سعيداً.
قصة النهر الصامت
في إحدى القرى كان هنالك نهر سعيد في وسط القرية، وكان جميع أطفال القرية يحبّون هذا النهر ويشربون منه كل يوم ويغتسلون منه، وكان هذا النهر مميّز؛ إذ أنّه يتحدّث معهم ويسألهم عن حالهم كل يوم، وهم كانوا سعيدين بهذا النهر المتكلّم، وكان من أكثر الأسئلة التي يحب النهر أن يسألها للأطفال هي عن الشمس والأرض، هل الشمس هي من تدور حول الأرض أم أن الأرض هي من تدور حول الشمس.
وكان النهر يشعر بالفرح الشديد عندما يرى بأن الأشجار والأزهار ترتوي منه، بالإضافة لحب القطط الشديد للعب معه، وفي يوم من الأيام حدث شيء غير متوقّع؛ حيث جاء رجل غريب الأطوار وكان يريد أن يشرب من ماء النهر لوحده، وكان عابس الوجه وبدأ يصرخ بالأطفال ويمنعهم من الاقتراب من هذا النهر وقال لهم: من يريد أن يستخدم ماء النهر هذا يجب عليه أن يدفع لي النفود.
شعر النهر بالغضب الشديد وكذلك الأطفال، وقال أحد العصافير لهذا الرجل: ليس عليك أن تمنع الآخرين من ذلك، فهذا النهر ليس ملكية خاصة لأي أحد، ولكن الرجل لم يأبه بكلام العصفور هذا وقال له: إذا كنت تريد الشرب من ماء النهر عليك أن تدفع لي النقود، قال له العصفور: إذاً سوف أغنّي لك، قال له الرجل: كلّا لا أريد الغناء أنا أريد النقود فقط.
نظرت الأشجار لهذا الرجل وقالت له: سنعطيك من الثمار ولكن عليك أن تسمح للجميع من الشرب من ماء النهر، فرد الرجل وقال: أنا أستطيع أن آخذ من من الثمار متى شئت ولا يستطيع أي أحد أن يمنعني من ذلك، وقالت له الأزهار: سنعطيك من أجمل الازهار وأطيبها رائحة، فرد الرجل وقال: أنا لا أحب الزهور.
عرض عليه الأطفال أن يفعلوا له ما يريد وأن يجعلوا القطط تلاعبه، ولكنّه قال: أنا لا أحب القطط، وأنتم أيّها الأطفال لا تمتلكون العضلات لفعل أي شيء، من يريد شرب ماء النهر عليه دفع النقود؛ فجاء أحد العصافير وشرب من ماء النهر رغماً عن هذا الرجل، وما كان منه إلّا أن قام بذبحه ورميه في النهر.
منذ ذلك الوقت توقّف النهر عن الكلام لشدّة خوفه من هذا الرجل، واتفق الجميع على طرد هذا الرجل الشرير من المكان، وبالفعل قاموا بطرده وعاد النهر السعيد يتكلّم.