قصة اليوم الثالث والأخير من المهرجان

اقرأ في هذا المقال


قصة اليوم الثالث والأخير من المهرجان أو (Third and Last Day of the Festival) هي حكاية فرنسيه خيالية، من كتاب الأميرة روزيت، يحتوي هذا الكتاب على خمس حكايات شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر، شركة (Penn Publishing Company).

الشخصيّات:

  • الأميرة روزيت.
  • عائلة الاميرة.
  • الجنيّة الطيبة.
  • الأمير شارمان.

قصة اليوم الثالث والأخير من المهرجان:

بينما كانت روزيت تنام بسلام، كان الملك والملكة وأورانجين وروسيت، يستشيطون من الغضب، يتشاجرون ويتنازعون فيما بينهم، كان كل منهم يتهم الآخر بأنّ روزيت حققت انتصار عليه  وهزمته هزيمة مخزية، بقي أمل أخير لهم حيث في الصباح كان هناك سباق للعربات، وكان من المقرر أن يجرّ كل عربة حصانان وتقودها سيدة، وتم العزم على منح روزيت عربة عالية جدًا، يجرها حصانان برّيان غير مدربان ويقفزان بجنون.

وقالت الملكة: لن يكون لدى الأمير شارمان عربة وخيول لتبادلها مع روزيت كما فعل هذا الصباح في حالة ركوب الخيل، ولذلك من السهل العثور على حصان للسرج، ولكن سيكون من المستحيل عليه أن يبحث عن عربة جاهزة، وكانت الخطة هي قتل روزيت أو تُصاب بجروح خطيرة وتتشوه غدًا، مما قد يجلب السلام إلى هذه الكائنات الشريرة الأربعة.

لقد حلموا بأفضل وسيلة تالية لتخليص أنفسهم من روزيت إذا فشل سباق العربات في تخليصهم منها، لم تنام أورانجين وروسيت إلا قليلًا لدرجة أنهما في الصباح، كانتا لا تزالان أقبح مما كانتا عليه في اليوم السابق، أمّا روزيت التي كانت تتمتع بضمير هادئ وقلب مرتاح، كانت تنام طوال الليل بهدوء، وكانت مرهقة للغاية ولم تستيقظ حتى ساعة متأخرة، في الواقع عندما نهضت وجدت أنّه لم يكن لديها وقت لارتداء الملابس، وأحضرت لها الخادمة كوب حليب وقطعة خبز.

كان هذا بأمر من الملكة التي أمرت بمعاملتها كخادمة، لم يكن من الصعب إرضاء روزيت، أكلت الخبز والحليب بشهية وبدأت في ارتداء الثياب حيث ارتدت كالمعتاد رداءها من القماش الخشن، وكل الحلي غير الجميلة التي أحضرتها من المزرعة، ثم نظرت إلى نفسها في المرآة، فوجدت نفسها وقد تحوّلت ملابسها مرة أخرى إلى ثياب مطرزة من الأمام وعند الأطراف بالياقوت الأزرق والزمرد.

كانت قبعتها من المخمل الأبيض، مزينة بأعمدة من ألف لون، مأخوذة من ريش الطيور النادرة، وكان على رقبتها سلسلة من الياقوت، وبعد دقائق سمعت روزيت خادمتها عند الباب وتبعتها، وعند دخولها الصالون، لاحظت وجود الأمير تشارمان الذي كان ينتظرها بفارغ الصبر، انطلق لاستقبالها ومد ذراعه، وقال بلهفة: حسناً، عزيزتي الأميرة، ماذا قالت لك الجنية؟ ما الجواب الذي ستعطيني إياه؟

فقالت روزيت: ما أملاه قلبي، أيها الأمير الجميل، لقد كرست حياتي لك كما كرست حياتك لي، فقال الأمير: شكراً ألف مرة شكراً عزيزتي الفاتنة روزيت، متى أطلب يدك من الملك والدك؟ فقالت روزيت: في ختام سباق العربات، عزيزي الأمير، فقال الأمير: اسمحي لي أن أذهب لطلبك الآن في هذا اليوم بالذات، ثمّ قال: لا أستطيع أن أتحمل أن أراك تتعرضين لاستبداد عائلتك وأرغب في توجيهك على الفور إلى مملكتي.

ترددت روزيت، ولكن همس صوت الجنيّة الناعم في أذنها وقالت: اقبلي أيتها الأميرة، ثمّ همس نفس الصوت لشارمان: اضغط على طلب الزواج أيها الأمير وتحدث إلى الملك دون تأخير، حياة روزيت في خطر وخلال ثمانية أيام من غروب الشمس هذا المساء لا يمكنني مراقبتها، ارتجف شارمان وكرر كلمات الجنيّة إلى روزيت التي ردّت بأنه تحذير يجب عليهم عدم إهماله لأنّه جاء بلا شك من الجنيّة بيوسانتي، تقدمت الأميرة الآن لتحية الملك والملكة وأخواتها لكنهم لم ينظروا إليها ولم يتحدثوا معها.

وبعد تناول الطعام نزلوا للدخول في العربات، كان على الملوك والأمراء أن يركبوا الجياد والسيدات لقيادة العربات، وتمّ تقديم العربة التي صممتها الملكة لروزيت الآن، ولكنّ شارمان قال بسرعة: لن تدخلي هذه العربة يا أميرة، انظري إلى هذه الخيول البريّة التي لا يمكن السيطرة عليها، رأت روزيت الآن أن الأمر استغرق أربعة رجال للإمساك بكل حصان وأنهم كانوا يقفزون بشكل مخيف، وفي هذه اللحظة، ظهر فارسًا صغيرًا جدًا، مع عربة جميلة تجرها جيادان رائعان.

وقال: تجهزي أيتها الأميرة روزيت! ولكنّ شارمان لم يعرف ما إذا كان سيسمح لروزيت بركوب هذه العربة المجهولة لأنه ما زال يخشى بعض الشر الماكر للملك والملكة، لكنّ صوت الجنيّة قال في أذنه: اسمح لروزيت بالصعود إلى العربة فهذه الخيول هدية مني، واتبعهم أينما يأخذون روزيت، اليوم يتقدم ولم يتبق لي سوى بضع ساعات يمكنني خلالها أن أكون في خدمة روزيت ويجب أن تكون بأمان في مملكتك قبل أن ينتهي اليوم.

ساعد شارمان روزيت في الصعود إلى العربة والقفز على حصانه، وبعد لحظات قليلة، تقدمت عربتان تقودهما نساء محجبات أمام روزيت، قامت أحدى العربات بضرب عربة روزيت بعنف لدرجة أنّ عربة اللؤلؤ الصغيرة كانت ستتحطم حتمًا لو لم تصنعها الجنيّات، ولكن تحطمت العر بة الثقيلة والهائلة إلى أشلاء بدلاً من عربة روزيت، ثمّ ألقيت المرأة المحجبة على الحجارة حيث بقيت ثابتة، وتعرفت عليها روزيت، كانت أختها أورانجين التي حاولت إيقاف خيولها.

ثمّ اصطدمت العربة الأخرى بعربة روزيت وسحقت مثل الأولى وتحطمت المرأة المحجبة على الحجارة، وتعرفت روزيت عليها وكانت أختها الشريرة الأخرى روسيت وكانت على وشك النزول من عربتها عندما تدخل شارمان، وقال: اسمعي يا روزيت! همس صوت في أذني وقال: اذهب، اهرب بسرعة! الملك يلاحقك برفقةجنوده لقتلكما كلاكما، ستغرب الشمس في غضون ساعات قليلة، وبالكاد أجد الوقت لإنقاذك من هذا الخطر، لذا أعط خيولي مقاليد الأمور .

قفز شارمان إلى العربة بجانب روزيت التي كانت تكاد تموت من الخوف، وانطلقت الجياد الرائعة بسرعة رائعة التي قطعت أكثر من عشرين فرسخًا في الساعة، لقد طاردهم  الملك مع عدد كبير من الرجال المسلحين لكنّهم لم يتمكنوا من تجاوز خيول الجنيّة، وخلال ست ساعات استمروا في السير بخيولهم، ثمّ وصلوا بالقرب من قصر الأمير تشارمان، أضاء القصر بأكمله وكان جميع رجال البلاط ينتظرون عند المدخل للترحيب بالأميرة والأمير.

اندهشت الأمير وروزيت من عدم معرفة كيفية فهم هذا الاستقبال غير المتوقع، وساعد شارمان الأميرة في النزول من العربة، عندما رأوا أمامهم الجنيّة بيوسانتي التي قالت: مرحبًا بكم، أيها الأمير تشارمان، اتبعني كل شيء جاهز للزواج، اصطحب روزيت إلى غرفتها حتى تتمكن من تغيير فستانها، بينما أشرح لك كل أحداث هذا اليوم التي تبدو لك غير مفهومة، لدي ساعة واحدة تحت تصرفي.

وبعد مغادرة روزيت قالت الجنيّة لشارمان: لقد أصبحت كراهية الملك والملكة ضد روزيت شديدة لدرجة أنهم قرروا بشكل أعمى الانتقام مني والتخلص من روزيت، ورؤية أن ترتيباتهم الماكرة في سباق العربات لم تنجح، قرروا اللجوء إلى العنف حيث وظّف الملك عصابة من اللصوص الذين أقسموا له بالطاعة العمياء، وتابعوا خطواتك، وعندما عرف الملك حبك لروزيت وتوقع بأنك ستدافع عنها حتى الموت، فقد عقد العزم على التضحية بك أيضًا من أجل كراهيته.

وحاولت أورانجين وروسيت قتل روزيت كما رأيت، من خلال تحطيم مركباتهم الثقيلة بعنف ضد عربة الأميرة الخفيفة، ولقد عاقبتهن بتحطيم وجوههن بالحجارة، وتركت الندوب البشعة لتشويههنّ،  لقد حرمتهن من كل ما لديهن، أما بالنسبة للملك والملكة، فقد قمت بتحويلهما إلى وحوش، وأعطيتهما للسادة الأشرار والقاسيين الذين سيجعلونهم يعانون من كل وحشيتهم تجاه روزيت، لدي نصيحة واحدة أقدمها لك عزيزي الأمير، أخفي من روزيت العقوبة التي أنزلتها بوالديها وأخواتها.

إنها طيبة للغاية وحنونة القلب لدرجة أن سعادتها ستتأثر بذلك، لكن لا ينبغي لك أن تشفق على الأشرار الذين قلوبهم شريرة وغير نادمة، شكر شارمان الجنيّة بفارغ الصبر وعادوا الآن إلى روزيت التي كانت ترتدي رداء زفافها، الذي أعدته الجنية بيوسانتي، الذي كان مطرزاً بأكاليل الزهور والطيور، بأحجار كريمة من جميع الألوان.

قالت الجنيّة لهما: أسرعا، لدي نصف ساعة فقط، وبعد ذلك يجب أن أعطي نفسي لملكة الجنيات وأفقد قوتي لمدة ثمانية أيام، نحن جميعًا خاضعون لهذا القانون ولا شيء يمكن أن يحررنا منه، قدّم شارمان يده إلى روزيت وسبقتهما الجنيّة، وساروا نحو الكنيسة وهناك تلقّى شارمان وروزيت دعاء الزواج، وعند عودتهم إلى الصالون، أدركوا أنّ الجنية قد اختفت، لكن بما أنّهم كانوا متأكدين من رؤيتها مرة أخرى في غضون ثمانية أيام، لم يسبب لهم غيابها أي قلق.

قدم شارمان الملكة الجديدة إلى بلاطه، وشعروا أنهم ميّالون إلى حبها كما أحبوه، وبأقصى قدر من الاهتمام الودود نقلت الجنيّة المزرعة، وجميع سكانها إلى مملكة شارمان، وتم وضع هذه المزرعة في نهاية الحديقة حتى تتمكن روزيت من المشي هناك كل يوم ورؤية ممرضتها الجيدة، كانت روزيت وتشارمان سعداء للغاية، ولم تعرف روزيت أبدًا العقوبة الرهيبة التي تعرض لها والدها وأمها وأخواتها.

وعندما سألت تشارمان عن مصير أخواتها، أخبرها أن وجوههن قد تشوهت كثيرًا بسبب سقوطهن بين الحجارة لكنهما في حالة جيدة ومتزوجات الآن، أمّا الملك والملكة اللذان تحولا إلى وحوش، كانا يعضّان ويركلان كل ما هو في متناول أيديهما، وقررت الجنيّة ألا يعودوا إلى أشكالهم الأصلية حتى تتغير قلوبهم.


شارك المقالة: