قصة اليوم الثاني من المهرجان (مجلس العائلة) أو (Family Council ,Second Day of the Festival) هي حكاية فرنسيه خيالية، من كتاب الأميرة روزيت، يحتوي هذا الكتاب على خمس حكايات شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر، شركة (Penn Publishing Company).
الشخصيّات:
- الأميرة روزيت.
- الأمير شارمان.
- الملك والملكة.
- الأخوات.
- العرّابة.
قصة اليوم الثاني من المهرجان (مجلس العائلة):
بينما كانت روزيت مشغولة فقط بالأفكار الممتعة، كان الملك والملكة والأميرات أورانجين وروسيت يختنقون من الغضب، واجتمعوا جميعًا في شقة الملكة، قالت الأميرات: هذا مروع للغاية، لماذا أرسلت لهذه الفتاة التي لديها مثل هذه الجواهر المبهرة وتجعل نفسها موضع إعجاب وتسعى وراء كل هؤلاء الملوك والأمراء الحمقى؟ هل كان ذلك لإهانتنا يا أبي، لماذا دعوتها إلى القصر في هذا الوقت؟
قال الملك: أقسم لكما، يا عزيزاتي، أنّه بأمر من الجنية بيوسانتي، اضطررت إلى الكتابة لها لتأتي، علاوة على ذلك، لم أكن أعرف أنها كانت جميلة جدًا، فقاطعته الأميرتان: جميلة جدًا! كيف تجدها جميلة جدًا؟ إنّها حقًا قبيحة وسيئة، إنّ ملابسها الرائعة وحدها هي التي تجعلها تحظى بالإعجاب، لماذا لم تعطنا أجمل الجواهر وأغنى الثياب؟
فقال الملك: وأين كان بإمكاني أن أجد مجوهرات رائعة مثلها؟ ليس لدي أي منها يمكن مقارنته بها، إنّ عرابتها الجنيّة بيوسانتي، هي التي منحتها هذه الجواهر، فقالت الفتيات: لماذا إذاً استدعيت جنية لتكون عرابة روزيت، وأعطيتنا ملكات فقط لتكون عراباتنا؟صرخت الملكة: لم يكن والدك هو من دعاها، ظهرت لنا الجنيّة بيوسانتي نفسها، دون أن تُدعى وأشارت إلى أنها ستكون العرابة لروزيت.
قال الملك: الأمر لا يستحق قضاء الوقت في الجدل والشجار، من الأفضل أن نشغل أنفسنا في إيجاد بعض الوسائل للتخلص من روزيت ومنع الأمير تشارمان من رؤيتها مرة أخرى، قالت الملكة: ليس هناك ما هو أسهل من ذلك، سوف أسلبها غدًا جواهرها النادرة وأثوابها الجميلة، وسآمر خدمي بالقبض عليها وإعادتها إلى المزرعة التي لن تغادرها مرة أخرى أبدًا.
ما إن نطقت الملكة بهذه الكلمات، عندما ظهرت الجنيّة بيوسانتي في جو غاضب ومخيف، وقالت بصوت خافت: إذا تجرأت على لمس روزيت، وإذا لم تبقيها في القصر، وإذا لم تكن موجودة في جميع الحفلات ستشعرين بالآثار الرهيبة لغضبي، أنت لا تستحق لقب الملك وأنت ملكة بلا قلب، ستتحولون إلى ضفادع، وأنتن أيتها البنات والأخوات البغيضات، ستصبحن أفاعي، تجرأن الآن على لمس روزيت.
وبقول هذه الكلمات، اختفت، كان الملك والملكة والأميرات خائفين بشكل رهيب وذهبوا دون أن ينطقوا بكلمة واحدة لكنّ قلوبهم امتلأت بالغضب، ثمّ نامت الأميرات، ولكنهنّ كنّ أكثر غضبًا في الصباح عندما رأين عيونهن ثقيلة وملامحهن تتشنج بسبب المشاعر الشريرة، ولم يعد لديهن أثر من الجمال، وكان الملك والملكة حزينين ويائسين مثل الأميرات وفي الحقيقة لم يروا أي علاج لحزنهم وخيبة أملهم.
في تلك الأثناء، أحضرت الخادمة الخبز لروزيت وحليبًا، وعرضت عليها خدماتها لتساعدها في لبسها، ولكنّ روزيت شكرتها بابتسامة وأجابت بأنّها كانت معتادة على ترتيب شعرها وتزيينه بنفسها، ثم بدأت روزيت في تجهيز نفسها، عندما غسلت شعرها ومشطته، ورغبت في لبس نفس ملابسها التي كانت ترتديها في اليوم السابق، لكنّها رأت بدهشة أنّ الملابس قد اختفت وأن مكانها كان هناك جذع خشبي صغير مطوي.
كان به ورقة، أخذتها وقرأت عليها التوجيهات التالية: ها هي أشياءك يا روزيت، البسي نفسك كما كنت ترتدين البارحة بالملابس التي أحضرتها من المزرعة، لم تتردد روزيت لحظة، وكانت واثقة من أنّ عرّابتها ستأتي لمساعدتها في الوقت المناسب، فرتبت شعرها بشكل مختلف عن اليوم السابق، وارتدت ثوبها وقلادتها وحذائها وأساورها ثم وقفت أمام المرآة.
وعندما رأت انعكاس صورتها في المرآة اندهشت، كانت ترتدي أغنى وأروع ثوب من المخمل الأزرق، والأزرار من اللؤلؤ بحجم الجوز وكانت جواربها محاطة بإكليل من اللؤلؤ، وكانت أحذيتها أيضًا من المخمل المطرز بالذهب واللؤلؤ، كانت أساورها وقلادتها أيضًا من اللآلئ، كبيرة جدًا ونقية لدرجة أن أحدها كان سيدفع ثمن قصر الملك.
في الوقت الذي كانت فيه روزيت على وشك مغادرة غرفتها لمتابعة الخادمة، همس صوت جميل في أذنها: روزيت، لا تركبي أي حصان آخر غير الحصان الذي سيقدمه لك الأمير تشارمان، استدارت ولم تر أحداً، لكنّها شعرت أنّ هذه المشورة جاءت من عرابتها الطيبة، قالت بنبرة خافتة: شكراً أيتها العرّابة العزيزة، وشعرت بقبلة على خدها وابتسمت بسعادة وامتنان.
قادتها الخادمة الصغيرة إلى الصالون الملكي حيث أحدث مظهرها تأثيرًا أكبر من ذي قبل، ووجهها الجميل وفستانها الرائع، أغرت كل العيون وأسرت القلوب، وتقدم الأمير تشارمان لمقابلتها، وقدّم ذراعه وقادها إلى الملك والملكة اللذان استقبلوها ببرودة أكثر من اليوم السابق، وكانت أختيها تنفجران من الحقد عند رؤيتها،كانت الأميرة الشابة الطيبة محرجة إلى حد ما من هذا الاستقبال، لكنّ الأمير تشارمان، عندما رأى حزنها، اقترب وطلب الإذن ليكون رفيقها أثناء المطاردة في الغابة.
أجابت روزيت: سأكون مسرورة للغاية، فقال لها: أيتها الأميرة الفاتنة، اسمحي لي أن أبقى بجانبك وأن أدافع عنك ضد كل الأعداء، فقالت له: سيكون شرفًا وسعادة لي أن يحميني ملك جدير بهذا الاسم الذي يحمله، كان الأمير تشارمان سعيداً جداً بردها، وبعد الإفطار نزلوا إلى الملعب لركوب الخيل، وتقدمت الخادمة إلى روزيت، وقادت حصانًا أسود لها، كان شديد الوحشية وشرير.
قال الأمير تشارمان: لا يجب أن تركبي هذا الحصان، أيتها الأميرة فهذا سيقتلك بالتأكيد، واستدار إلى خادمه وقال: أحضر حصانًا آخر للأميرة، فردّت الخادمة: الملك والملكة أمروا الأميرة بألا تركب حصاناً آخر غير هذا، فصاح الأمير: عزيزتي الأميرة، انتظري سأحضر لك حصانًا يليق بك، لكنّي أطلب منك عدم ركوب هذا الحيوان الخطير، قالت روزيت بابتسامة: سأنتظر عودتك.
وبعد لحظات قليلة ظهر الأمير تشارمان، يقود حصانًا رائعًا، أبيض كالثلج، وعندما أرادت روزيت الركوب، ركع الحصان ووقف بهدوء فوضعت نفسها فوق السرج، ثمّ قفز الأمير تشارمان على فرسه الجميل، وكان الملك والملكة والأميرات الذين رأوا كل هذا، شاحبين من الغضب لكنّهم تجرأوا على قول أي شيء خوفًا من عرّابتها، ثمّ أعطى الملك إشارة المغادرة.
كان لكل سيدة أمير بجانبها، وأُجبر أورانجين وروسيت على الاكتفاء بأمراء غير مهمين ولم يكونوا وسيمين مثل الأمير تشارمان، وبدلاً من متابعة المطاردة، تجوّل الأمير تشارمان وروزيت في نواحي الغابة المظللة الجميلة، وهما يتحدثان بمرح عن روايات حياتهما الماضية، قال شارمان: لكن، إذا لم يسمح لك والدك الملك أن تسكني في قصره، فكيف يعطيك مثل هذه المجوهرات الجميلة؟
أجابت روزيت: إنني مدينة لكل هذا لعرابتي، ثمّ أخبرت الأمير تشارمان كيف تلقّت تعليمها في مزرعة وأنها مدينة للجنيّة بيوسانتي على كل ما كانت تعرفه، وكل شيء قدمته لها، وكيف كانت الجنيّة تراقب تعليمها ومنحتها كل أمنية قلبها، استمع شارمان باهتمام وحنان لها، وبدوره أخبر روزيت أنه قد تُرك يتيمًا في سن السابعة.
ثمّ قال أن الجنية بيوسانتي قد ترأست تعليمه، وأنّها أرسلته أيضًا إلى الحفل الذي أقامه الملك، وأخبرته أنّه سيجد هناك المرأة المثالية التي يبحث عنها، ثمّ قال: أعتقد عزيزتي روزيت أنّني وجدت فيك المخلوق الساحر والمثالي الذي تحدثت عنه الجنيّة، أيتها الأميرة هل تقبلين بربط حياتك بحياتي وتأذني لي أن أطلب يدك من والديك؟
فقالت: قبل أن أجيب عزيزي الأمير، يجب أن أحصل على إذن من العرّابة، لكن قد تكون على يقين من أنني سأكون سعيدًا جدًا لتمضية حياتي معك، وهكذا رحل الصباح عن روزيت وتشارمان وعادا إلى القصر لارتداء ملابس العشاء، دخلت روزيت غرفتها القبيحة ورأت أمامها صندوقًا رائعًا من خشب الورد مفتوحًا على مصراعيه.
خلعت ثيابها وأثناء نزع ملابسها رتبوا أنفسهم في الصندوق الذي أغلق بعد ذلك بإحكام، ورتبت شعرها وارتدت ملابسها بنظافتها المعتادة، وشكرت الأميرة عرّابتها بحنان شديد، وخرجت حيث كان الأمير تشارمان ينتظرها عند الباب، وأخذها إلى شقة الملك والملكة، وتقدمت روزيت لتحييهم، رأى شارمان بسخط نظرات الغضب والانتقام التي ألقى بها الملك والملكة والأميرات على روزيت المسكينة.
وبقي إلى جانبها، وقال: متى يا عزيزتي روزيت، هل تسمحين لي أن أطلب يدك من والدك؟ في مملكتي سيحبك كل شخص وأنا أكثر من كل البقية، فقالت: غدًا، أيها الأمير العزيز، سأرسل لك رد والدتي التي سأسألها حول هذا الموضوع هذا المساء، وغدًا أتمنى أن أقول لك نعم إلى الأبد، ثمّ انفصلت عن الأمير في المساء.
دخلت روزيت غرفتها الصغيرة أثناء خلع ملابسها، رتبت ملابسها كما في اليوم السابق، كانت هذه العلبة الجديدة من العاج المنحوت والمرصعة، وعندما استلقت روزيت بسلام على سريرها أطفأت الضوء وقالت بصوت منخفض: عزيزتي، العرّابة الطيبة، يجب أن أعطي غدًا إجابة محددة للأمير تشارمان، أريد إجابتي، أيتها العرابة العزيزة، سأطيع أمرك مهما كان مؤلمًا.
فردت الجنيّة: قولي نعم، عزيزتي روزيت للأمير شارمان، لقد رتبت هذا الزواج بنفسي، ولتعريفك بالأمير تشارمان، أجبرت والدك على دعوتك إلى هذا الحفل، شكرت روزيت الجنية اللطيفة ونامت نوم البراءة بعد ذلك.
يتبع..