تُعتبر القصة من القصص التي صدرت عن الكاتب والموسيقار بيتر إليتش لتشايكوفسكي، وهو من مواليد دولة روسيا، وقد أعدت القصة من قِبل الأدباء والنقاد أنها تندرج تحت تصنيف كلاسيكيات الأدب العالمي، وقد تم العمل على نشر القصة سنة 1980م.
قصة بالية الجمال النائم
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في زمن قديم جداً، حيث أنه تم اتخاذ مكان لسير الأحداث هو أحد القصور الملكية التي تعود ملكيتها إلى أحد الملوك الذي يعرف باسم الملك فلورستان الرابع عشر، ففي ذلك القصر كانت تقام مجموعة من الاحتفالات التي تكون المناسبة فيها هو تعميد ابنته الصغيرة التي تدعى أورورا، وقد كانت تلك الفتاة في مرحلة الرضاعة، وفي أحد الأيام بينما كان قد جاء موعد الاحتفال وبدأت جموع الضيوف بالوصول والتوافد إلى القصر، والذي كان من أهم وأبرز القصور التي تتميز بالفخامة والعظمة، إذ كان مزين بعدد كبير من أحبال الزينة التي تملأها الأزهار الجميلة والورود البديعة.
وقد كان الجميع من رؤيتهم لتلك المناظر الجميلة والبديعة يبدو عليهم ملامح الفرح والسرور والسعادة؛ وقد كان من أهم الأسباب التي تكمن خلف تلك السعادة العارمة التي أحيطت بالمكان هو أنه أخيراً قد تحققت أمنية وحلم الملكة في الحصول على طفل، وفي لحظة من اللحظات تصدعت أصوات آلات الترومبيت، والتي بدروها كانت تعلن عن وصول ودخول الملك والملكة، وفي ذلك الوقت كان يتبعهم العديد من اللوردات والسيدات والخدم والحاشية، وبعد أن وصولهم إلى قاعة الحفل بدأت الرقصات الواحدة تلو الأخرى، كما بدأ المسؤول عن تدبير أمور الحفل بمتابعة وصول الضيوف ومتابعة الاهتمام بهم وتقديم أفضل أنواع الحلوى والطعام لهم، وقد كان من ضمن المدعون للحفل سبع جنيات.
وأول ما وصلت الجنيات إلى الحفل وشاهدن الطفلة قامت كل واحدة منهن بتمني أمنية للطفلة، وقد كانت أول أمنية تمنها لها الجنية الأولى هي أن تصبح الأميرة الصغيرة مع مرور الوقت أجمل فتاة في العالم، فمن وجهة نظرها أن الجمال هو من يبرز الإنسان، بينما كانت الجنية الثانية قد تمنت لها أن تكون الأميرة الصغيرة صاحبة أكبر عقل مدرك وملم بكل شيء في هذه الحياة، وأن يكون ذلك العقل هو عبارة عن عقل ملاك، بينما الجنية الثالثة فقد تمنت لها أن تكون تلك الأميرة تتميز بأهم شيء في حياة الإنسان ألا وهو الرشاقة، إذ كانت ترى أن الرشاقة من أهم الأمور التي يحتاجها الإنسان من أجل الاستمتاع بحياة مريحة.
أما بالنسبة إلى الجنية الرابعة فقد تمنت للأميرة الصغيرة أن تصبح في يوم من الأيام أعظم راقصة، إذ رأت أن الرقص هو أكثر الأشياء التي تشعر الإنسان بالاسترخاء والخلو من القلق والتوتر والاضطرابات التي تسببها الحياة للإنسان، وأما عن الجنية الخامسة فقد تمنت للأميرة الصغيرة أن تصبح في يوم من الأيام أجمل مغنية في الوجود وأن تتميز بصوت عذب وجميل، إذ رأت أن الغناء هو الأمر الوحيد الذي بإمكانه أن يخرج الإنسان من أي شعور سيء قد يشعر به في هذه الحياة.
بينما الجنية السادسة فقد كانت أمنيتها إلى الأميرة الصغيرة هو أن تتقن العزف على جميع الآلات الموسيقية الموجودة في هذا العالم، حيث رأت من وجهة نظرها أن الموسيقى هي غذاء الروح وهي ما تنقل الإنسان إلى العيش بالعالم الذي يريد، وأول ما وصلت الجنية السابعة من أجل وضع أمنيتها للأميرة الصغيرة ظهر هناك مجموعة من الجنيات اللواتي يعرفن جنية الينابيع الكريستال وجنية فتات الخبز وجنية الكاميليا وجنية الحديقة الساحرة.
كما ظهر في ذات الوقت أحد الجن الشريرين والذي يشتهر باسم الجن كارا بوس، وقد كان ذلك الجن مشهور بين الجميع أنه من أكثر الجن شراً، حيث يبتدع الشر أينما وجد، وفي الكثير من الأحيان لم تتم دعوته على أي مكان يقام به الاحتفالات، وأول ما وصل إلى الاحتفال أعلن عن حالة الغضب التي تعتريه جراء عدم دعوته للحفل، وسرعان ما توجه إلى المكان الذي توجد به الأميرة وقام بوضع إحدى لعناته عليها، وفي ذلك الوقت سرعان ما تحضر جنيه أخرى تدعى الجنية ليلاك.
وقد كانت تلك الجنية تعرف بأنها من أطيب الجنيات الموجودة في المكان، وأول ما وصلت أرغمته على مغادرة القصر، كما أنها سرعان ما همت من أجل التخفيف من اللعنة التي وضعها على الأميرة، وقد كانت اللعنة أن تبقى الأميرة ميتة، إلى أن يجيء اليوم الذي يحضر به أمير جميل ويقوم بتقليبها من جهة إلى أخرى وفي تلك اللحظة فسوف يوقظها، وأن تلك اللعنة تتحقق حين تلمس الأميرة ما يعرف بالمغزل.
ومع مرور الوقت أصبحت الأميرة في سن السادسة عشر، وفي ذلك العمر بدأ يتوافد العديد من الأمراء من أجل التقدم إلى خطبتها، وأول من تقدم لها كان أربعة من الأمراء، ولكن في تلك الأثناء كانت الاميرة لم توافق على أياً منهم، إلى أنه في ذروة الاحتفال السادس عشر جاء رجل كبير في السن وقدم للأميرة هدية جميلة، وحينما فتحت الأميرة الهدية وجدت بها مغزلًا غريبًا، ولكن لم تتعرف الأميرة عليه على الاطلاق؛ وذلك لأن والدها الملك كلن في وقت سابق قد أمر بإتلاف كافة المغازل الموجودة في القصر والتي يحضرها الغرباء للقصر كذلك؛ وذلك خشية على ابنته من لعنة ذلك الجني الشرير.
ولكن ما حدث هو أنه حين أصابت الأميرة المعزل سرعان ما سقطت على الأرض، وهنا كشف الجني الشرير عن شخصيته، كما أعلن عن بداية اللعنة التي أطلقها في السابق، ولكن سرعان ما ظهرت الجنية الطيبة وبذلت كامل جهدها من خلال استخدام قدراتها القوية، ولكن لم تبدي جهودها أي جدوى، وحُكم على الأميرة بالنوم مع والديها وحاشيتها.
وفي النهاية ظهر أحد الأمراء والذي يدعى الأمير ديسيري، وقد كان محاط بعدد كبير من الحاشية والنبلاء، ولكن كان يغلب عليه طابع الحزن، وفي تلك الأثناء سرعان ما ظهرت أمامه الجنية الطيبة وقامت بوضع صورة الأميرة النائمة أمام نصب عينيه، وحين شاهد الأمير صورة الأميرة بهذا الشكل هرع خلف الصورة المتخيلة، وفي ذلك الوقت طلب من الجنية الطيبة بشكل شحيح البحث معه عن الأميرة.
ومن هنا تأخذه الجنية لإحدى المملكات التي تعرف بأنها المملكة الخربة والتي يسيطر عليها النوم عميق، وقد حاول الجني الشرير إخفاء الأميرة الصغيرة فيها، ولكن جميع محاولات الجني الشرير قد باءت بالفشل، إذ توصل الأمير إلى الأميرة الجميلة وعثر عليها، وحينما وقف عندها الأمير قام بتقليبها هنا وهناك إلى أن انكسرت اللعنة عنها، وأخيراً أفاقت الأميرة الصغيرة من سباتها العميق، وقد تم زفافها على الأمير الحزين ضمن حفل زفاف أسطوري على أنغام الموسيقار والمؤلف كاتب القصة وانتهى العرض.