قصة بحث العصفور عن المطر

اقرأ في هذا المقال


قصة بحث العصفور عن المطر أو (Sparrow’s Search for the Rain) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نُشرت عام 1922، نشرها جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • الزوبعة.
  • المطر.
  • العصفور.
  • الفتاة.
  • الحكيم.

  • الرئيس.

قصة بحث العصفور عن المطر:

منذ زمن بعيد في قرية بالقرب من البحر، كان يعيش العديد من الهنود من بينهم كان محاربًا قديمًا لطيفًا جدًا تم منحه قوة كبيرة عند ولادته، وبالتالي يمكنه القيام بالعديد من الأعمال الرائعة، كانت زوجته قد ماتت منذ فترة طويلة، ولكن لديه ابنة واحدة حيث كانت جميلة ولطيفة للغاية وكانت مثالية.
لم تكن مهتمة ببعض الأمور وكتنت تعيش حياة هادئة للغاية، لكن كل الناس أحبوها جيدًا، وكانت دائمًا موضع ترحيب أينما ذهبت، كان والدها العجوز فخورًا جدًا بها، وكان يقول بتفاخر: لقد ورثت الكثير من حكمتي، وفي يوم من الأيام سوف تتزوج برجل عظيم، لكن الفتاة من جانبها لم تفكر كثيرًا في الزواج أو بالرجال، لأنها كانت تفضل العيش بمفردها، بعيداً عن الاستماع دائمًا إلى الرجال وتفاخرهم وثرثرتهم الحمقاء.
سرعان ما انتشرت شهرة الابنة على نطاق واسع عبر قرى ساحل البحر، وجاء العديد من الخاطبين بحثًا عنها، لكن والدها كان يقول: ليس لدي ما أقوله، ستختار زوجها بنفسها، فقالت: سأتزوج فقط من شخص يستطيع أن يثير اهتمامي ويبقيني في صحبتة.
وذات يوم جاء شاب غريب الأطوار لرؤيتها، وكان حسن المظهر للغاية رغم أنه كان طويلًا ونحيفًا إلى حد ما، وكانت رقبته أطول من الجميع وأكثر هشاشة من المعتاد، لكنه كان يرتدي ملابس جيدة وكان يتمتع بمهارة كبيرة كصياد، لقد جاء لأنه كان يعتقد أنه وسيم للغاية، وكان يعتقد أن مظهره الجميل سيجعله يفوز بالفتاة، لكنها لم تكن تحب غريبي الأطوار لأنه لم يكن لديه كلمة يقولها، وعندما تحدثت إليه كان يحدق فقط، وفي النهاية انفجر في الضحك بصوت عالٍ وأحمق، ثم قالت الفتاة: لديك عقل صغير مثل الآخرين، وفي اشمئزاز انسحبت من محضره.
ثم جاء الثعلب في محاولة للفوز بالفتاة كزوجته، وطوال يوم كامل قام بمطاردة طائر القبرة في دائرة، محاولًا تسلية الفتاة الجادة، لكنه لم ينجح بشكل جيد، ومثل غريب الأطوار رحل يائسًا، وجاء كثيرون آخرون، لكنهم لقيوا نفس المصير، وفي النهاية قررت الفتاة ألا ترى المزيد منهم، بل أن تعيش بمفردها مع والدها.
كان كل شباب القرية غاضبين للغاية لأن الفتاة تحدثت عنهم جميعًا بازدراء، وكثيرًا ما تحدثوا فيما بينهم عن فخرها وغطرستها، قال أحدهم: إنها تدعونا بأدمغة مبعثرة، وقال آخر: إنها تقول أن عقولنا صغيرة، قال ثالث: عليها أن تدفع ثمن هذه الإهانات، لذلك تعهدوا بأنهم سوف يكسرون روحها الفخورة بطريقة ما ويجلبون لها حزنًا بسبب أفكارها وقرارها البقاء عازبة طوال حياتها.
كان أحد أعظم رجال القرية، وهو ملقب بالزوبعة حيث كان بإمكانه أن يجعل نفسه غير مرئي، وكان غالبًا مذنبًا بالعديد من المقالب الشريرة، فذهب إليه الشباب وطلبوا منه مساعدته في إذلال كبرياء الفتاة المتكبرة، وبينما كانوا يتحدثون إليه، رأوا الفتاة تقترب من مكان ليس ببعيد، وبسرعة كبيرة اندفع الزوبعة نحوها وأوقعها أرضًا في الوحل ومزق قبعتها عن رأسها حيث جرفها البحر.
نظر الشباب إلى ما فعله بها وضحكوا جميعًا بصوت عالٍ، وكانت الفتاة تشعر بالخجل الشديد، ثمّ عادت إلى المنزل وأخبرت والدها بما حدث، وأظهرت له ملابسها المتسخة وشعرها المنتفخ يتساقط على وجهها، كان والدها غاضبًا جدًا ، وقال: يجب أن يدفع الزوبعة ثمن هذا، سوف يُنفى على الفور.
ثم ذهب والدها إلى الرئيس وقدم شكوى ضد الزوبعة، وأمر الرئيس بأن على الزوبعة مغادرة القرية على الفور، ولم يفكر ملياً في نتيجة هذا المرسوم، فاستعجل بقراره واتخذه بلا تفكير، لأنه كان يخشى الاختلاف مع والد الفتاة الحكيم. لذلك استعد الزوبعة لمغادرة المكان، كان أفضل صديق له هو شخص عجوز يدعى المطر، وُلد المطر بلا عيون، وكان شخص أسود وأعمى، وكان على الزوبعة دائمًا أن يقوده إلى أي مكان يرغب فيه.
لذا قال المطر: إذا كنت ستغادر القرية، فأنا أريد أن أتركها أيضًا، لأنني لا أستطيع العيش هنا بدونك، سأكون عاجزًا إذا لم يكن لدي من يقودني، لذا انطلق الاثنان معًا، وقاد الزوبعة العجوز جنبًا إلى جنب، ولم يعرف أحد أين ذهبوا، لأنهم لم يخبروا أحدًا عن وجهتهم، لقد رحلوا لعدة أشهر قبل أن يفتقدهم الناس كثيرًا، ثم بدأ شعورهم بغيابهم في كل الأرض، فلم تكن هناك ريح ولا مطر.
أخيرًا استدعى الرئيس مجلساً، وألغى مرسوم النفي ضد الزوبعة، وقرر الناس إرسال رسولين إليهما ليخبروهما بما حدث وإعادتهما، لذلك أرسلوا الشاب الثعلب أولاً في المهمة، فذهب الثعلب عبر الأرض لأسابيع عديدة، وكان يجري بأسرع ما يمكن على العديد من الطرق، داخل وخارج شواطئ المستنقعات وفوق الجبال المشجرة، ثمّ فتش كل كهف وشق، لكنه لم ينجح.
لم تكن هناك ورقة شجر أو نصل من العشب تتحرك، وكانت البلاد جافة بالكامل وكان العشب بنيًا وذابت الجداول كلها، وأخيرًا، بعد بحث غير مثمر، عاد إلى المنزل واعترف بشكل مخجل أن سعيه قد فشل، ثم دعا الناس الدب لمواصلة البحث، وذهب متثاقلًا فوق الأرض يشم الهواء، ويقلب جذوع الأشجار والصخور العظيمة بكتفيه القويتين ويغامر بدخول كهوف عميقة.
ثمّ سأل رماد الجبل: أين الزوبعة؟ لكن الرماد قال: أعرف، لم أره منذ شهور كثيرة، وسأل التنوب الأحمر، والصنوبر الذين ينظرون دائمًا إلى الزوبعة أولاً، لكنهم كانوا جميعًا يجهلون مكان وجوده، لذا عاد الدب إلى المنزل وقال: لم أجد أي أثر لأي منهما.
كان الزعيم غاضبًا جدًا بسبب فشل الثعلب والدب، لكن الرجل الحكيم قال: الحيوانات لا فائدة منها في مهمة كهذه. دعونا نجرب الطيور، غالبًا ما ينجحون حيث تفشل الحيوانات ووافق الرئيس لان الأرض كانت في ضيق شديد، كانت العديد من قوارب الصيد صامتة على البحر بالقرب من الساحل غير قادرة على الحركة لأن الزوبعة كان بعيداً، وكانت جميع الآبار والجداول جافة بسبب غياب المطر وكان العشب والزهور يذبلان.
فدعوا الطيور لمساعدتهم، ثمّ بحث الطائر العظيم في المياه الضحلة وبين القصب، ودفع رقبته الطويلة إلى الأماكن العميقة، ونظر بين التلال، وطار الرفراف بعيدًا في البحر، لكنهم عادوا جميعًا وقالوا: لقد فشلنا أيضًا، التائهون غير موجودين في أي مكان على الأرض أو على البحر.
ثم تولى العصفور الصغير البحث، وقبل أن ينطلق، انتزع من صدره ريشة صغيرة من أسفل وربطها بعصا لا يزيد حجمها عن خصلة من القش بذيله، حمل العصا وطار، ثمّ هب لعدة أيام باتجاه الأرض الجنوبية، وطوال الوقت كان يراقب الريشة معلقة على العصا في ذيله، لكنها كانت معلقة هناك بلا حراك.
وفي أحد الأيام بعد أن قطع مسافة كبيرة رأى الريشة السفلية تتحرك برفق شديد، وكان يعلم أن الزوبعة يجب ألا يكون بعيداً، ثمّ ذهب في الاتجاه الذي كانت الريشة تهب منه، وسرعان ما رأى تحته عشبًا أخضر ناعمًا وأزهارًا رائعة ذات ألوان متنوعة، وأشجارًا بأوراق خضراء والعديد من تيارات المياه الجارية، فقال في نفسه: أخيرًا وجدت الرحالة التائهين.
تبع دفقًا صغيرًا من الهواء لبعض المسافة حتى انتهى في كهف في التلال، وأمام الكهف كانت تتفتح أزهار كثيرة وكان العشب ناعمًا وخضراً، وكانت الأعشاب الطويلة تومئ برؤوسها برفق شديد، كان يعلم أن من يبحث عنهم كانوا بالداخل، ودخل الكهف بهدوء شديد، فكان خلف الباب مباشرة كانت النار مشتعلة وقربها كان المطر والزوبعة نائمين بسرعة.
حاول العصفور إيقاظهم بتوسلاته وبكائه لكنهم كانوا ينامون بهدوء شديد، ثم أخذ فحمًا من النار ووضعه على ظهر المطر، لكنه تلاشى وسرعان ما اختفى، وحاول مرة أخرى، لكن الشيء نفسه حدث، ثم أخذ فحمًا ثالثًا، وهذه المرة استيقظ المطر حيث تفاجأ بسماع شخص غريب في الكهف، لكنه لم يستطع رؤيته لأنه كان أعمى، لذلك استيقظ الزوبعة لحمايته.
ثم أخبرهم العصفور عن الضيق الكبير في بلاد الشمال، والمشقة الكبيرة والحزن الذي جلبه غيابهم على الناس، ثمّ أخبرهم بقرار المجلس باستدعائهم، فقال الزوبعة: سنعود إلى الغد إذا كانت هناك حاجة ماسة إلينا، يمكنك العودة وإخبار شعبك أننا قادمون، وسنكون هناك في اليوم التالي لوصولك.
لذلك شعرالعصفور بالفخر بنجاحه، وعاد إلى المنزل لكن عندما وصل بعد أيام عديدة، ذهب أولاً إلى شعبه ليخبرهم بالبشارة، وقد اجتمع جميع أفراد شعبه معًا وأقاموا وليمة احتفال، وقامت العصافير بالتغريد والرقص وصنعوا حفلة رائعة في حماستهم لأن المطر كان عائدًا في الغد.
ثم ذهب العصفور إلى الرئيس وقال: أيها الرئيس، لقد وجدت مطر وزوبعة وغدًا سيكونان هنا، وروى قصة رحلته إلى الجنوب واكتشافه، فقال الرئيس: بسبب نجاحك، لن يتم اصطيادك أو قتلك من أجل الطعام، وفي صباح اليوم التالي عاد المسافران اللذان كانا بعيدين للغاية إلى الأرض. جاء الزوبعة أولاً ونشأت سحب كبيرة من الغبار بقدومه، وانطلق البحر عالياً على الصخور وصرخت الأشجار وألقت رؤوسها، وكلها كانت ترقص بمرح بسبب عودته.
عندما مرت الزوبعة اقترب المطر، ولعدة أيام بقي المطر مع الناس وتفتت الأزهار وعاد العشب الأخضر ولم تعد الآبار والجداول جافة، ومنذ ذلك الوقت لم تكن الرياح والأمطار غائبة عن ساحل المحيط الأطلسي، وأصبح شعب العصفور يعلم متى يأتي المطر، ثمّ يجتمعون معًا ويغردون ويقفزون معًا ويصنعون صورة رائعة، وكان الهنود كانوا أوفياء لوعد الرئيس، ولم يصطادوا العصافير للعب ولم يقتلوها من أجل الطعام أو من أجل ريشها، لأنهم يتذكرون أنه من بين جميع الطيور كان العصفور العجوز الذي بحث منذ زمن طويل بنجاح عن المطر.


شارك المقالة: