يحب الله أن يرى أثر نعمته على عبده، والصدقة تدفع البلاء، أمّا البخل والحرص الشديد لا يجلب إلّا الخسارة، هذا ما حدث مع العم مالك، الذي كان يمتلك بستاناً كبيراً، ولكنّه كان يبخل بإطعام الفقراء والمحتاجين، وبسبب بخله سلّط الله عليه ثعباناً كبيراً، جاء والتهم هذا البستان كلّه.
قصة بستان البخيل
في إحدى القرى يمتلك العم مالك بستاناً كبيراً ، يحتوي هذا البستان الغنّاء على الكثير من الأشجار المثمرة بمختلف أنواع الفاكهة والخضار، وعلى الرغم من حجم هذا البستان وامتلاءه بالأشجار المثمرة، إلّا أنّ صاحبه كان بخيل جدّاً، ولا يحب أن يعطي منه لأي أحد، ولم يفكّر يوماً أن يتصدّق من نتاج بستانه، أو أن يساعد الفقراء، حتّى أنّه كان يبخل منه على الطيور.
كان العم مالك عندما يرى أي نوع من أنواع الطيور تقف على أي غصن من أغصان الشجر، يقوم بطردها فوراً، كان بجوار هذا البستان ثعبان كبير، وكان هذا الثعبان يطمع بأكل البستان كلّه، ولكنّه يعلم بخل صاحبة الشديد؛ لذلك صار هذا الثعبان يفكّر في حيلة كي يتمكّن من دخول البستان بإرادة صاحبه.
خطر بذهن الثعبان حيلة ذكيّة؛ فعندما حطّت الطيور على أغصان الشجر، وكان الثعبان يختبئ خلف الأشجار ظهر فجأة، وعندما رأته الطيور فرّت هاربة، شعر العم مالك بالفرح لأنّ الطيور خافت من هذا الثعبان الكبير، وقرّر أن يعيّن الثعبان كحارس للبستان، ولم يكن يعلم بنيّة هذا الثعبان الشرير.
وافق الثعبان على ذلك وصار يحرس بستان هذا الرجل، وينتظر الفرصة التي سوف تتيح له التهامه، وفي يوم من الأيام اضطرّ صاحب البستان للسفر خارج البلاد من أجل تجارة له، في ذلك الحين استغل الثعبان الفرصة، وقام باستدعاء عائلته الثعابين، وأكلوا كل ما في البستان من شجر وثمر.
وعندما عاد العم مالك واتجه ليطمئنّ على بستانه، ظنّ أنّه سيجد بستانه كما هو، ولكنّه تفاجأ بأنّه وجده خاوياً من كل شجر وثمر، وعندما حاول توبيخ الثعبان، ظهرت له عائلة الثعابين وبدأت تهدّد به، حتّى فرّ هارباً، وكان هذا جزاء العم مالك بسبب بخله الشديد.