اقرأ في هذا المقال
يجب علينا تعليم أطفالنا أهمية الاستماع لنصائح الأهل، هذا ما حدث مع بطبط الصغير الذي كان يحاول الثعلب خداعه والتهامه، ولكن بسبب تنفيذه لنصائح والديه وسماعه لكلامهما استطاع أن ينجو منه ومن حيله ومكره.
قصة بطبط المطيع
كان هنالك عائلة من البط الأب والأم ولديهم ابنهم بطبط الصغير، عند ذهابهم لمغادرة بركة الماء، يقومون دائماً بتحذير ابنهم بطبط أن لا يسمح لأي حيوان أن يقترب من العش، أو لا ينخدع بأي بط؛ فقد يكون الثعلب متنكّراً بصورة البط ليأكله، وفي مرّة من المرّات خرج الأم والأب وغادرا العش، وكان الثعلب يراقب بركة الماء من بعيد.
اقترب الثعلب من العش وحاول أن يخدع بطبط؛ فنادى عليه بصوت عالي: يا بطبط، يا بطبط، ردّ عليه بطبط الصغير: من المنادي؟ قال: أنا الأرنب هيا افتح لي، كان الثعلب يختبئ خلف الشجرة وكان ذيله يتحرّك يميناً وشمالاً، وعندما رآه بطبط ردّ عليه قائلاً: أنت الثعلب الماكر ولست الأرنب، لا تحاول خداعي فأنا أعلم أنّك الثعلب.
شعر الثعلب ذلك الوقت بالخجل من نفسه؛ كيف لبطبط الصغير أن يكتشف خدعته فقال له: كنت أمزح معك فقط، وأكمل قائلاً وهو يحاول أن يغيّر مجرى الحديث: لقد سمعت البارحة أنّك قد سقطتّ من أعلى الشجرة، هل حدث لك أي مكروه؟ ردّ عليه بطبط متفاخراً بنفسه: كلّا لم يحدث لي أي شيء، وأنا دائماً أسقط من الأعلى ولا يصيبني أي ضرر.
قال له الثعلب وهو يحاول خداعه: هل تستطيع أن تريني كيف تفعل ذلك؟ قال له بطبط الصغير: لا تحاول أن تخدعني؛ فحيلتك تلك لن تنجح، أنت تريد أن أهبط للأسفل كي تلتهمني، ولكن الثعلب ظلّ مصرّاً عليه حتّى غيّر بطبط رأيه فجأةً ونزل للأسفل، عندما نزل وجد بطبط الصغير نفسه بين أحضان أمّه البطة، أمّا البط الأب فقد كان يقف خلف الثعلب وينقر برأسه وقال له: ماذا تريد أيّها الثعلب، هل كنت تريد أكل ابني بطبط الصغير؟ قال له الثعلب: كلا كنت ألعب معه فقط.
بينما كان الثعلب يتحدث قام البط الأب بنقر رأسه أكثر من مرّة حتّى أغشي عليه، احتضن البط والبطة ابنهما الصغير، وكان فرحاً بنجاته من الثعلب، وعندما أخبرهم بما حدث معه سابقاً، كانوا فخورين بأنّه قد نفّذ نصيحتهما وسمع كلامهما.