تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الأمريكية، وقد تناولت في مضمونها مذكرات قام أحد الشخصيات بتدوينها في كتاب، وفي تلك المذكرات تحدثت الشخصية عن المشاحنات التي كانت تتم بين السود والبيض في الولايات المتحدة الأمريكية.
قصة بلاكككلنزمن
في البداية تدور وقائع وأحداث القصة في السبعينات من القرن العشرين، حيث أنه في ذلك الوقت كان هناك العديد من المشاحنات والمشاكل بين كل من السود والبيض في الولايات المتحدة الأمريكية، وأول ما بدأت الأحداث كان في تلك اللحظة التي كان يتم بها تصوير واحد من الفيديوهات القصيرة، والذي كان يتم من خلاله عرض العديد من الأحداث التي كانت تتم بشكل مباشر في ميدان المعركة، وفي الجزء الأول من ذلك الفيديو كانت تظهر مجموعة كبيرة من الجثث التي تعود إلى الجنود الكونفدراليين، وقد كانت تلك الجثث مترامية هنا وهناك في كل مكان.
وفي تلك الأثناء كانت هناك مجموعة من الأشخاص الذين يقومون بمحاولة مساعدة عدد من المصابين وأكثر ما كان يتم الاهتمام بهؤلاء الذين كانوا إصاباتهم بليغة؛ وذلك خوفاً من فقدانهم، بينما في الجزء الثاني من ذلك الفيديو فقد كان يتم عرض لقاء مع أحد الأطباء والذي يدعى الطبيب كينبرو بيوريجارد، وفي ذلك اللقاء كان ذلك الطبيب يتحدث حول ظاهرة العنصرية التي كانت متفشية بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تحدث الطبيب عن كيفية سيطرة الأميركيين من أصول أفريقية على البلاد بشكل كبير، كما أن تلك الفئة من المواطنين الأمريكيين يقومون بجلب وإثارة العديد من المتاعب للأميركيين الأصليين من البروتستانت البيض.
وفي تلك الأثناء وصل إلى تلك المنطقة إحدى الشخصيات التي تعرف باسم رون، تم استدعاءه من أجل الالتحاق بمركز الشرطة المحلي التابع للمنطقة، وأول ما وصل إلى المركز تم إجراء بعض المقابلات بينه وبين شخص يدعى بريدجز وهو ما يعرف برئيس المركز وشخص آخر يدعى السيد تيرورتين، وهم من أصحاب البشرة البيضاء، وفي تلك المقابلات يتم سؤاله حول فيما إذا كان مؤهل ومتهيأ لتلك المهمة التي أوكلت إليه أم لا، وقد تم أخذ بالحسبان تلك الأوضاع السائدة والمناخ الاجتماعي والسياسي السائد والذي كان يتمحور حول بالأميركيين الأفارقة.
وفي تلك الأثناء كانوا يرغبون في معرفة كيف سوف تكون رد فعل الضابط رون في حال تعرض إلى موقف تضايق منه إلى حد كبير من أحد الضباط من أصحاب البشرة البيضاء، وقد مر رون بالعديد من التجارب والتي كان يقابلها بهدوء وحلول عقلانية، ومن ثم بعد ذلك أصبح رون أول ضابط أسود في القوة المحلية للشرطة.
في بداية استلام رون لمنصبه كانت مهمته تتمثل في العمل في قسم الإيداع، وفي ذلك القسم كان له مجموعة من الأعداء ومن بينهم شخص يدعى السيد أندي، ولكن رون لم يكون يقوى على تحمل مضايقاته أكثر من ذلك، وهذا ما دفعه للذهاب إلى السيد بريدجز وقد طلب منه أن يقوم بتعيينه في إحدى المهمات التي تُعنى بالعمل على أرض الميدان في خارج المركز، ولكن السيد بريدجز لم يوافق على طلبه على الإطلاق، وقد أشار إليه أنه من الأفضل إليه أن يقوم بعمله في داخل المركز، وقد برر ذلك بقوله أن الأحداث في الخارج ربما تكون خطرة على حياته، ولكن رون أصر على طلبه وأوضح له أن يتم تعريضه لمضايقات كبيرة داخل المركز، وهنا السيد بريدجز غير رأيه ووافق على طلب رون.
وأول ما فكر به هو أن يقوم بإرساله إلى اجتماع يعرف باسم اجتماع الفهد الأسود؛ وقد كان ذلك الطلب ليس مجرد من أجل الموافقة على طلب رون، وإنما رغب رئيس المنظمة في معرفة فيما إذا كان أن الأمريكيين الأفارق في ذلك الاجتماع كانوا يخططون لفعل متطرف أم لا، وأول ما وصل رون إلى ذلك الاجتماع كان أول المتحدثين فيه هو شخص يدعى ستوكيني وهو من كان أبرز الناشطين المعروفين في ذلك الوقت.
وفي ذلك الاجتماع التقى الضابط رون مع أحد الشخصيات والذي يعرف باسم السيد باتريس دوماس، وهو ما كان يعمل كرئيس اتحاد الطلاب السود، وبينما كان يدور بينهم حديث حاول باتريس أن يقوم بإقناع رون بقضيتهم، وفي تلك اللحظة بدأ شخص يدعى كار مايكل في الحديث بالاجتماع، وبينما كان منشغل في إلقاء خطابة والذي كان يتخلله الحماس بدأ يشرح لجميع المتواجدين في الاجتماع حول كيفية أنه ينبغي على كل شخص أن يتعلم أن يحب ثقافة السود وأن لا يخجل أو يحاول أن يقلد الناس البيض.
ومن بعد السيد كار مايكل قام أحد الأشخاص والذي يدعى كومي بالحديث حول الحرب العرقية الوشيكة بين المواطنين السود والضباط أصحاب البشرة البيضاء والذين يقومون بقتلهم بشكل مستمر في الشوارع، كما أوضح السيد كومي أنه منذ تلك اللحظة يجب على كل شخص من أصحاب البشرة السوداء أن يقوم بشراء الأسلحة ووضعها على جنبه طوال الوقت؛ وذلك من أجل مواجهة التهديدات المستمرة.
وبعد مرور بعض الوقت حصل وأنه تم اجتماع كل من رون والسيد باتريس في أحد النوادي الشهيرة في المدينة، وأخبره السيد باتريس أن رجال الشرطة من الضباط البيض العنصريين كانوا بعد انتهاء الاجتماع قاموا بسحبه وجره في الطرقات وهو مكبل بحبل، كما كانوا قد استقلوا كومي ورحلوه إلى المطار، وأنه منذ ذلك الاجتماع وهم يقومون بمضايقته، وفي مرة من المرات كان هناك ضابطان آخران قد احتجزاه لفترة من الوقت تحت تهديد السلاح، وقد دارت بين رون والسيد باتريس مناقشة مطولة حول شعورهم اتجاه تلك المسألة، وكيف أن العلاقة تدور بين الناس السود وعناصر الشرطة.
وبعد خروج رون من اجتماعه مع باتريس قام وعاد إلى رئيسه في العمل وقد أدلى له بكافة المعلومات حول ذلك اللقاء، وبعد فترة قصيرة شعر رون أنه لم يعد بحاجة إلى البقاء والاستمرار في ذلك العمل في تلك المنطقة على الرغم من أن كل من رئيسه والسيد كومي قد أدلوا بأنهم على وشك حرب وشيكة.
ومن ثم طلب من رئيسه أن يغير له مكان عمله، وبالفعل وافق رئيسه على طلبه؛ وذلك لأنه وجده شخص وفي ومخلص له أينما وجد، ومنذ ذلك الوقت انتقل رون من أجل العمل في مكتب الاستخبارات، وفي ذلك المكان كانت مهمته هو القيام بالرد على الهواتف والجلوس لقراءة الورق، وفي لحظة من اللحظات وجد إحدى الإعلانات التي تعود لشخص يدعى كلان، وقد كان ذلك الإعلان قد اضطره للاتصال به وخلال ذلك الاتصال اتضح رون وكأنه رجل أبيض وقد تحدث إلى السيد كلان على أنه رئيس الفصيل الذي يدعى والتر بريك.
كما تحدث رون مع السيد كلان على أنه رجل أبيض عنصري، ويرتب مع السيد كلان من أجل عقد اجتماع، وبعد أن انتهى من مكالمته تحدث بما حصل معه إلى رئيسه بردجز، وفي تلك الأثناء طلب منه استخدام أحد الضباط البيض للعب الدور من أجل مقابلة السيد كلان وبالفعل قرروا استخدام أحد الأشخاص الذي يعرف باسم فليب، ومن هنا بدأوا يستخدمون أحد البرامج النصية وذلك من أجل التمييز التحدث بالإنجليزية للسود والبيض.
وفي النهاية التقى السيد فليب مع كلان وهو من كان أحد أبرز الأعضاء في واحدة من أشهر المنظمات في ذلك الوقت، ومن هنا بدأوا بمراقبة الاجتماعات كما حاولوا جمع المعلومات عن المنظمة، ومن خلال تلك المكالمات تتم معرفة كافة المخططات ومواقفهم العنصرية وبعد أن حدثت سلسلة من الأحداث المشوقة والمثيرة التي خاضها الضابط رون والسيد فليب نجحا في اختراق المنظمة والكشف عن كافة أفعالهم وفي النهاية ظهر العلم الأمريكي باللونين الأبيض والأسود.