قصة ابنة السفير

تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية التركية، وقد تمحور الحديث فيه حول رجل وفتاه كانت تربطهما علاقة حب منذ الصغر، ولكن في ليلة زفافهما اتهمها بالخيانة، لتتضح مدى صدق مشاعرها له في وقت متأخر ، وقد فات الأوان على حياتهما سوياً، إذ تعلق بسيدة أخرى وتزوج منها.

قصة ابنة السفير

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول فتاة تدعى كريستين، وقد كانت تلك الفتاة هي ابنة إلى أحد السفراء المبعوثين من دولة تركيا إلى دولة اليابان، وهذه الفتاة لها عشيق يدعى فرانك وهو ابن أحد المزارعين الذين يعملون في حدائق الزيتون التابعة لرئيس البلدية، كان فرانك يقيم مع عائلته في أحد الأكواخ الصغيرة التي توجد في قرية تعرف باسم قرية موغلا التابعة إلى مدينة بودروم، وفي بداية قصة هذان العاشقان كانت كريستين فتاة تحب المناطق الهادئة وفي يوم من الأيام من فصل الصيف قررت في هذه المرة أن تتوجه نحو مدينة بودروم؛ وذلك من أجل قضاء إجازتها فيها.

وفي تلك الإجازة كانت كريستين في مرحلة النضج، وأول ما التقت مع فرانك نشأت بينهما علاقة حب كبيرة، ومنذ تلك الفترة بدأت كل يوم علاقتهما تكبر أكثر فأكثر، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي عزما به على الزواج، وفي ليلة الزفاف رغبت كريستين أن تعترف لفرانك بأمر قد حدث معها في صغرها، وهذا الحدث هو أنه تعرضت للاعتداء عليها من قِبل شاب يدعى أكين قد تبناه والدها منذ أن كان طفلاً، ولكن ما تفاجأت به هو أن فرانك لم يصدقها أنها تعرضت للاعتداء واعتبرها أنها قد خانته، وحينما شاهدت ردة فعله التي لم تكن متوقعة بالنسبة إليها، غادرت دون أن يعرف أحدًا إلى أين ذهبت، وفي تلك الأثناء اعتقد الكثيرون أنها توفيت، بينما رأى البعض الآخر أنها سافرت إلى أوروبا.

ولكن ما حدث في الحقيقة هو أن كريستين قد توجهت إلى أحد الجبال المقابلة للكوخ وقامت بإلقاء نفسها من أعلى الجبل لتتخلص من حياتها وتنتحر، ولكن شاء القدر أن لا تتوفى وإنما أصيبت بشلل، وحينما سمع والدها بتلك الحادثة سرعان ما همّ بأخذها وسافر بها للعلاج، وأثناء مرحلة العلاج تبين أنها حامل من فرانك، كما رأى الأطباء أن حالتها النفسية والجسدية سيئة للغاية وتتطلب مصحة علاجية، وبالفعل نقلها والدها لمصحة علاجية في دولة سويسرا، وبقيت هناك لحين تعافت تماماً من الشلل وولدت طفلتها.

وبعد مرور العديد من السنوات أصبح فرانك رجلاً ثرياً، وقد بدت آثار الغنى تظهر عليه إذ أصبح يعيش في قصر كبير مع عائلته، وفي تلك الأثناء كان يعتقد أن كريستين تعيش في أوروبا، ومنذ أن غادرت وهو يحاول طي ذكراها ونسيانها، وهي كذلك استكملت حياتها ونذرتها لتربية ابنتها والتي أسمتها ملاك، ولم تفكر كريستين في يوم من الأيام أن تخبر فرانك بأن لديه ابنة؛ وذلك لأنها كانت متأكدة تماماً من أنه لن يصدقها وسوف يتهمها بالخيانة.

وفي يوم من الأيام كادت الحادثة التي دمرت حياة كريستين أن تتكرر من جديد إذ حاول شقيقها بالتبني أكين أن يعتدي عليها مرة أخرى، ولكنها في هذه المرة قامت بطعنه، وسرعان ما توجهت نحو فرانك من أجل أن تضع ابنته بين يديه قبل أن يتم القبض عليها، وأثناء توجهها إلى هناك التقت من باب الصدفة مع أحد أصدقاء فرانك المقربين والذي يدعى آرثر ولكن لم يعرف أحدهما الآخر، وفي ذات اليوم الذي وصلت به كان هو اليوم ذاته الذي يقام به حفل زفاف فرانك على إحدى الفتيات والتي تدعى ماري، ولكنها لم تحسن التصرف جراء خوفها من إلقاء القبض عليها، وسرعان ما تسلم الطفلة لفرانك والذي بدوره أصيب بحالة من الدهشة والذهول، حينما علم بحقيقة وجود ابنة له، وهنا لا يقبل أي يصدق بالأمر إلا بعد أن يتم فحص DNA.

وفي تلك الأثناء بدأت الطفلة تعيش مع والدها وزوجة أبيها، والتي كانت تعاملها معاملة سيئة للغاية، وبقيت على هذا الحال إلى أن جاء به اليوم وقد طلق فرانك ماري، وذلك لأنها قامت بادعاء حمل كاذب ومضايقتها المستمرة للطفلة، ومن هنا تبدأ الأحداث بالتصاعد وفي لحظة من اللحظات بينما كانت كريستين مختفية عن الأنظار بالقرب من ذلك الكوخ الذي كان يقيم به فرانك في السابق عثر عليها أكين وقد حاول الاعتداء عليها من جديد، إلا أنه في تلك اللحظة جاء فرانك وأمسك به وتأكد من صدق كريستين في حديثها عن اعتدائه عليها.

وهنا سرعان ما أخذه نحو الجبل وقذفه من أعلاه إلى أن توفي، ولكن تعرض فرانك إلى كسر في منطقة الظهر؛ وذلك بسبب مدافعة أكين له في أن يوقع به معه، وأول ما شاهدت كريستين أن أكين توفي قامت بدفنه في إحدى المزارع المجاورة والتي كانت تعود ملكيتها إلى عمة فرانك.

وفي تلك الأثناء بدأ يخضع فرانك للعلاج؛ وذلك لأن إصابته أدت به إلى الشلل، وبعد محاولات مستمرة تمكن من العودة للمشي على قدميه، وهنا تعلو وتيرة الأحداث إلى إتهام فرانك بقتل أكين، وهنا سرعان ما ادعت كريستين أنها هي من قامت بقتله وتختفي فجأة دون إخبار أحد بذلك، ومنذ تلك اللحظة ويحاول كل من فرانك وابنته أن يعيشا حياتهم سوياً، وعلى الرغم من أن الأمر كان صعب على كلاهما، إلى أنهم طوال الوقت كانوا يحاولون التأقلم مع الظروف التي أحيطت بهم، وفي يوم من الأيام أصيبت ملاك بأحد أنواع الأمراض الذي يعرف باسم مرض الثعلبة، ولكنها لم تعلم والدها بذلك وأخفت الأمر عنه؛ وذلك لأنها كانت تشعر أنه حزين طوال الوقت ولا تريد أن تزيد من ألمه.

وفي ليلة من الليالي ذهب فرانك لذلك الكوخ القديم من أجل الاسترخاء قليلاً من متاعب العمل، وهناك وجد سيدة غريبة بداخل الكوخ وقد أشعلت موقد النار لتتدفأ، وقد كانت تلك السيدة تدعى مافي وهي قادمة من مدينة إسطنبول، وحينها دار بينها وبين فرانك حديث مطول عرف به سبب قدومها إلى ذلك المكان، إذ هربت من حياتها بعد أن تعرضت ابنتها لحادثة خطف من قِبل والدها وتوفيا سوياً في حادث سير.

ومع مرور الأيام بدأت تتطور المشاعر بين فرانك ومافي إلى أن طلب يدها للزواج، وعلى الرغم من أنها كانت تكن له مشاعر مفعمة من الحب إلا أنها رفضت، ولكن بعد أن تعرفت على الطفلة ملاك أحبتها كثيراً، كما أن ملاك تعلقت بها إلى حد كبير، ثم بعد ذلك وافقت على الزواج منه وبعد مرور فترة من السعادة التي عاشها تلك العائلة ظهر فجأة زوج مافي، وأول ما علم بزواجها فكر في الانتقام من فرانك؛ لأنه أخذ زوجته منه، ولكن في تلك الأثناء اكتشفت مافي أنها حامل من فرانك، وتحاول إجهاض الطفل، ولكنها تراجعت في آخر لحظة لتلد أبنهما، هنا ازدادت محاولات زوج مافي السابق في قتل فرانك ومافي، ولكن كافة محاولاته باءت بالفشل.

وفي النهاية تمكن زوج مافي من تلفيق تهمة باطلة ضد فرانك وإثباتها عليه، وعلى إثر ذلك تم إلقاء القبض عليه وسجنه، ولكن بعد عدة أشهر خرج من السجن وهنا بدأ زوج مافي بتتبعه، في تلك اللحظة أدرك والد كريستين مدى خطورة ذلك الرجل على حفيدته وقام بقتله، بينما فرانك ومافي فقد عزما على الرحيل عن تلك المنطقة بأكملها والعيش بعيداً مع كل من الطفلة ملاك والطفل الحديث الولادة.