قصة تاملين

قصة تاملين أو (Tamlane) هي من الحكايات الشعبية والأساطير الإنجليزية والويلزيه، حررها جوزيف جاكوبس، ظهر تقليد الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.

الشخصيات:

• تاملين.

• بورد جانيت.

• ملكة إلفلاند.

قصة تاملين:

كان هناك شاب يُدعى يونغ تاملين ابن إيرل موراي، وكان هناك فتاة تُدعى بورد جانيت وهي ابنة دنبار إيرل مارس، وعندما كانوا صغارًا، أحبوا بعضهم بعضًا بشدة، وتمّت خطبتهما بمباركة والديهما، ولكن عندما اقترب موعد زواجهما، اختفى تاملين ولم يعرف أحد ما حلّ به، وبعد عدة أيام من اختفائه، كانت بورد جانيت تتجول مثقلة القلب وحزينة في غابة كاتر هاف.

على الرغم من تحذيرها من قبل الجميع بعدم الذهاب إلى هناك، وبينما كانت تتجول تقطف الزهور من الشجيرات، وصلت أخيرًا إلى شجرة تشبه المكنسة وبدأت في  قطف بعض زهورها، ولم تكن قد أخذت أكثر من ثلاث زهور عندما ظهر بجانبها فجأة خطيبها المختفي تاملين، فقالت بورد جانيت وهي في حالة ذهول: من أين أتيت تاملين؟ ولماذا كنت بعيداً كل هذا الوقت؟

قال تاملين: لقد جئت من أرض إلفلاند، لقد جعلتني ملكة إلفلاند فارسها، فقالت بورد جانيت: لكن كيف وصلت إلى هناك، تاملين؟ فأجاب تاملين: كنت أصطاد ذات يوم، وبينما كنت أسير في جولة على تلّة يون شعرت بنعاس عميق، وعندما استيقظت كنت قد وجدت نفسي بأرض إلفلاند، ولم أعرف كيف تمّ نقلي إلى هناك، وقد سمعت أنّه كل سبع سنوات يدفع الجان عشرة من الرجال الذين يتم إحضارهم إلى العالم السفلي.

وعلى الرغم من أنّ الملكة تقدم لي الكثير، لكنني أخشى أن أكون أنا نفسي من هؤلاء العشرة، فقالت بورد جانيت بحزن: ألا يمكنك أن تخلص نفسك بأي طريقة؟ قل لي ما إذا كان يمكنني أن أفعل لإنقاذك تاملين؟ فقال تاملين: هناك شيء واحد فقط من أجل الحصول على سلامتي وإنقاذي، ليلة الغد هي عيد الشكر وستتجول حاكمات الجنيات بعد ذلك عبر إنجلترا واسكتلندا.

وإذا كنت ستنقذيني من أرض إلفلاند، فيجب أن تقفي وتبقي بجانب جسر مايلز كروس بين الساعة الثانية عشرة ولمدة ليلة واحدة، ومع إحضارك الماء الشافي في يدك لتعطيني إياه عندما أمر، فقالت جانيت: ولكن كيف لي أن أعرفك، تاملين وسط العديد من الفرسان الذين لم أرهم من قبل؟ فقال لها: أول فريق من الجان الذي سيأتي  يمكنك أن لاتعترضي طريق مروره.

أمّا الفريق التالي الذي سيمر بعده عليك أن تعترضي طريقه، لكن لا تفعلي شيئًا ولا تقولي شيئًا، لكنّ الفريق الثالث الذي سيأتي وهو الفريق الرئيسي لهم، وعلى رأسه ملكة كل إلفلاند حيث سأركب بجانبها على حصان أبيض اللون مع نجمة في تاجي، وهم منحوني هذا الشرف لكوني فارسًا معمدًا، أنظري ليدي جانيت سأقوم بتغطية يدي اليمنى ولكن اليسرى ستكون عارية، وبهذا ستعرفيني.

فسألت بورد جانيت: ولكن كيف سأنقذك يا تاملين؟ فقال لها: يجب أن تنطلقي نحوي فجأة، وسأسقط على الأرض، ثمّ امسكي بي سريعًا وأي تغيير يحدث لي لا تخافي منه، لأنّهم سيمارسون كل سحرهم علي ويتشبثون بي حتّى يحولونني إلى حديد ساخن، ثمّ بعدها يجب أن تلقي بي في هذه البركة وسأعود إلى رجل لا يعاني من أي ألم، ثمّ ألقي عباءتك الخضراء فوقي، وسأعود لك، وأكون من العالم البشري مرة أخرى.

لذا وعدت بيرد جانيت بأن تفعل كل شيء من أجل تاملين، وفي منتصف الليل في الليلة التالية وقفت بجانب مايلز كروس وألقت حولها الماء الشافي، وسرعان ما جاء مجموعة من الفرسان يركبون  الخيل من قبل أرض إيلفلاند، أولًا فوق التل صعدت مجموعة على الجياد السوداء، ثمّ فرقة أخرى من الجياد البنية، لكن في الفريق الثالث كله على جياد بيضاء.

ثمّ رأت ملكة إلفلاند وبجانبها فارس بنجمة في تاجه، وبيده اليمنى مرتدياً القفاز واليسرى كانت عارية، ثمّ عرفت أنّ هذه هي يد تاملين كما أخبرها، وانطلقت إلى الأمام وأمسكت بلجام الفرس الأبيض وسحبت الفارس الذي عليه لأسفل، وبمجرد أن لمس الأرض تركت اللجام وأمسكته بين ذراعيها، فصرخ فريق إلفلاند: لقد ربح، لقد فاز بيننا جميعًا، وجاءوا كلهم حولها وجربوا تعاويذتهم وسحرهم ضد تاملين.

في البداية حولوه بين ذراعي جانيت مثل الجليد المتجمد، ثمّ إلى شعلة ضخمة من نار حارقة، ثم مرة أخرى اختفت النار وكان قد أصبح أفعى يقفز من بين ذراعيها، لكنّها ما زالت تمسك به بشدة كما علمها، ثمّ فجأة كان حمامة تكافح بين ذراعيها وكادت أن تطير بعيدًا، ثم قاموا بتحويله إلى بجعة، لكنّ كل ذلك كان بلا جدوى حتّى تحول أخيرًا إلى حديد أحمر من شدة حرارته، وألقت به في بئر ماء ثم عاد إلى رجل لا يشكي من الألم أبداً.

وسرعان ما ألقت عباءتها الخضراء عليه، وكان الشاب تاملين كما في السابق بشرياً تماماً، ثمّ قالت ملكة إلفلاند لجانيت بعدما ابتعدت بفريقها وبدأت في استكمال رحلتها: تلك هي الفتاة التي انقذت الشاب تاملين، لقد أخذت مني أفضل فارس، ولم يترك شيئاً خلفه لي ولا حتّى ذكرى، لكنني عرفت تاملين لم أكن أريد أن تأخذه سيدة أخرى، كم أود أن أخرج عينيها الرماديتين، وأضعهما فوق الشجرة.

ثمّ بقيت تكرر الملكة كلماتها بغضب وهي تردد: لو كنت أعرف ما سيفعله تاملين قبل أن نأتي من القلعة، كنت أود أن أخرج قلبه وأضع مكانه قلب من الحجر، كان لي بالأمس ولكن هذا ما لدي اليوم، ثمّ انطلقت جميع أفرقة إلفلاند بعيدًا، وذهبت بورد جانيت وتاملين إلى منازلهم وتزوجا بعد فترة وجيزة وعاشا حياة مليئة بالحب والسعادة.