قصة تلميذ العملاق

تلميذ العملاق أو (The Giant’s Pupil) من الحكايات البرازيلية التقليدية التي تعتمد قصص الإبداع وقصص السحر وحكايات الحيوانات والمخادعين والتقاليد الثقافية المتنوعة للشعوب الأصلية.

الشخصيات:

• مانويل.

• العملاق.

• الأميرة.

قصة تلميذ العملاق:

منذ سنوات طويلة عاش ولد صغير اسمه مانويل كان والده ووالدته فقراء للغاية لدرجة أنّهما لم يكن بمقدورهما إرساله إلى المدرسة و لأنّه لم يذهب إلى المدرسة، كان يلعب طوال اليوم في الحقول على حافة الغابة حيث يعيش العملاق وذات يوم التقى مانويل العملاق الذي عاش العملاق بمفرده في الغابة، لذلك كان وحيدًا جدًا وتمنى أن يكون لديه طفل صغير مثل مانويل.

لقد أحب مانويل الصغير بمجرد أن رآه، وبعد ذلك كانا يلعبان معًا كل يوم حيث علّم العملاق مانويل كل أسرار الغابات والأدغال وعلمه كل أسرار الريح والمطر والرعد والبرق وعلمه كل أسرار الوحوش والطيور والثعابين لذلك نشأ مانويل كفتى حكيم بالفعل، وكان والده ووالدته فخورين به جدًا وكذلك كان معلمه اللطيف العملاق، وذات يوم  ركب رسول الملك إلى المملكة برسالة من ابنة الملك التي كانت أميرة الأرض الجميلة.

وقد كتبت في رسالتها بأنّها تعد بأن تتزوج الرجل الذي يستطيع أن يخبرها بأحجية لا تستطيع حلها، كان كل الأمراء الذين غنوا لها بالحب تحت نافذة القصر كانوا أغبياء جداً لذلك كانت الأميرة ترغب في الزواج من رجل يعرف أكثر مما تعرفه هي، وعندما سمع مانويل كلام رسول الأميرة قال لأبيه وأمه: أنا ذاهب إلى القصر لأقول لغزًا للأميرة وأنا متأكد من أنني أستطيع أن أعطيها واحداً لا يمكنها تخمينه.

ردت والدته: أنت فتى ذكي للغاية وأنا أعلم ذلك يا بني، ولكن سيكون هناك العديد من الأمراء والفرسان الوسيمين في القصر ليخبروا الأميرة بالألغاز، ماذا لو لم تستمع إلى فتى يرتدي ملابس رثة مثلك؟ أجاب مانويل: سأجعل الأميرة تسمع لغزي، سأل والد مانويل: ما اللغز الذي ستطرحه على الأميرة؟ أجاب الفتى: لا أعرف بعد، سأقوم بصياغة لغز في طريقي إلى القصر وسأبدأ على الفور.

قام العملاق اللطيف الذي كان صديق الفتى بإعطائه مباركته وتمنى له التوفيق وأعدت والدة الصبي وجبة غداء ليحملها معه وجلس والده أمام الباب وتفاخر لجميع الجيران أنّ ابنه سوف يتزوج ابنة الملك، واصطحب مانويل كلبه معه عندما ذهب في رحلته، لأنه أراد شخصًا ليرافقه وسافر مانويل عبر الغابات والأدغال وبعد فترة من الوقت كان قد تناول كل طعام الغداء الذي قدمته له والدته وعندما جاع.

بحث عن مكان للحصول على بعض الخبز والقليل من الماء من البلدة التي مر بها، وذهب إلى الغابة ليأكل الخبز، وقبل أن يتذوقه بنفسه أعطى قطعة لكلبه فمات الكلب على الفور، وعرف عندها أنّ الخبز مسموم، وعندما وقف مانويل يبكي على كلبه المخلص، طارت ثلاثة صقور سوداء كبيرة وأكلوا الكلب الميت،  ولكنّهم سقطوا قتلى على الفور وعندها فقط سمع الصبي أصواتًا، وسرعان ما رأى سبعة فرسان يقتربون .

كان الرجال لصوصًا، وعلى الرغم من وجود الكثير من الذهب في جيوبهم، إلا أنّه لم يكن لديهم طعام فقال قبطان اللصوص: أنا جائع بما يكفي لأكل صقر ميت واستولى اللصوص على الصقور الثلاثة بشراهة وأكلوهم في الحال ومات الرجال السبعة على الفور من السم، قال مانويل: سرقت الصقور جثة كلبي، فأصبحت لي و اللصوص السبعة سرقوا صقوري الثلاثة.

لذا أصبحوا لي أيضًا وأخذ كل الذهب من جيوب اللصوص السبعة ولبس ثياب رئيس اللصوص لأنّها كانت جيدة أكثر من ملابسه وامتطى حصان قبطان اللصوص لأنّه كان أفضل من حصانه، وسار الغلام نحو قصر الملك، وبعد فترة شعر بالعطش ودفع الحصان إلى الجري بسرعة وأصبح الحصان مغطى بالعرق، وبعرق الحصان روى عطشه وسرعان ما وصل إلى القصر الملكي.

كان مرتديًا ثياب السارق الجميلة وراكبًا على حصان السارق الجميل لذلك لم يجد مانويل صعوبة في دخول القصر، وتمّ أخذه على الفور أمام الأميرة ليخبر أحجيته، وعندما رأت الأميرة في عيون مانويل كل أسرار الغابات والأدغال التي علمه إياه العملاق اللطيف وقالت الأميرة لنفسها: هذا هو الشاب الذي سيخبرني بأحجية تستحق الاستماع إليها، لقد أخبرها جميع الأمراء والفرسان من جميع الممالك المجاورة الألغاز الغبية لدرجة أنها كانت تشعر بالملل حتّى الموت.

كان بإمكانها دائمًا تخمين الإجابات حتى قبل أن تسمع نهاية اللغز، ولكن كان اللغز الذي قاله مانويل للأميرة هو: ذهبت بعيدًا عن المنزل بجيب ممتلئ، وسرعان ما أصبحت فارغة ومرة أخرى أصبحت ممتلئة، وخرجت من المنزل مع رفيق والذي قتل رفيقي هو جيبي، كان رفيقي الميت قاتل ثلاثة والثلاثة قتلوا سبعة، ومن السبعة اخترت الأفضل وشربت ماء لم يسقط من السماء.

وها أنا أقف أمام أجمل أميرة في الأرض، استمعت الأميرة إلى اللغز بعناية ثم طلبت من مانويل أن يقولها مرة أخرى وفكرت الأميرة وفكرت، لكن لم يكن لديها تخمين جيد للإجابة على اللغز ولا أحد في كل القصر يمكن أن يفهم لغز مانويل، قال الملك: لقد ربحت ابنتي كعروس لك، وبعد أن استخدم كل ذكاءه الملكي لحل اللغز ولم يستطع حله وعندما شرح مانويل حل لغزه للأميرة، قالت: لا بد أنّ السماء نفسها أرسلتك إلي حيث لم يكن بإمكاني تحمل زوج غبي في حياتي.