قصة تمرد على السفينة باونتي Mutiny on the Bounty Story

اقرأ في هذا المقال


تُعد هذه القصص من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كتبت بالاعتماد على قصة حقيقية حدثت في الزمن القديم، وهذا ما جعلها من القصص التي تثير عنصر التشوق لدى القارئ.

قصة تمرد على السفينة باونتي

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في الثمانينات من القرن السابع عشر كان هناك أحد الأماكن التي تعرف باسم ميناء بورتسموث البريطاني، وقد كان ذلك الميناء في تلك الفترة من أكثر المناطق حيوية وازدهار ونشاط، وفي يوم من الأيام بدأت إحدى السفن والتي تعرف باسم سفينة باونتي رحلتها، وقد كانت تلك السفن من السفن البحرية التي تتبع إلى القوات البحرية البريطانية، وتلك الرحلة كانت عبارة عن رحلة لمدة تقارب على العامين لواحدة من الجزر.

حيث أن تلك الجزيرة هي من الجزر التي تكون قريبة جداً من المحيط الهادي، وما يعرف عنها أنها تشتهر باسم جزيرة تاهيتي، وقد كان الهدف من تلك الرحلة هو قيام مجموعة من الأشخاص بتنفيذ إحدى المهمات التي طلبت وأوكلت إليهم وهي تتمثل في جلب ما يقارب على الألف نوع من النباتات، ولم تكن تلك النباتات من أنواع النباتات العادية، بل كانت من إحدى أنواع النباتات التي تعرف باسم شجر الخبز.

وقد كان ذلك النوع من الشجر لا يمكن أن يوجد في أي مكان آخر حول العالم سوى على أراضي تلك الجزيرة، وبعد أن يتم الحصول على ذلك النوع من النباتات كان سوف يتم إيصالها إلى الجزر التي توجد في ما يعرف في ذلك الوقت بجزر الهند الغربية، وقد كان السبب خلف تلك المهمة هو من أجل تقديمها إلى سكان تلك المناطق حتى يتمكنوا من تقديمها إلى عمال مزارعهم من العبيد.

وفي ذلك اليوم الذي تم تحديده لانطلاق تلك الرحلة أبحرت السفينة تحت قيادة مجموعة من الأشخاص وهم الشخص الأول كان ما يعرف باسم بلاي، وهو ما كان الكابتن وقائد تلك الرحلة، والشخص الثاني كان ما يعرف باسم السيد كريستيان وهو ما كان يعمل كضابط بحري مساعد بالإضافة إلى شخص ثالث كان يدعى بيام، وهو ما كان يحمل رتبة رقيب ومهمته تتمثل في تقديم الخدمات والمساعدة لكل من الكابتن والضابط المساعد والإشراف على كافة مجريات الرحلة.

ولكن ما حدث أثناء تلك الرحلة هو أن الكابتن كان من الشخصيات المتمسكة بالأنظمة والقوانين إلى حد الجنون، إذ ما قام به هو أنه منذ اللحظة الأولى التي انطلقت بها الرحلة وهو يستخدم أشد أنواع التعذيب والحرمان لكافة الطاقم المتواجد على متن السفينة، فقد كان يطبق كافة الأنظمة والقوانين بطريقة عنيفة ووحشية، وفوق كافة أنواع التعذيب التي كان يعذبهم بها كان يقوم بحرمانهم من وجبات الطعام بسبب تطبيقه الوحشي للانضباط، وأول ما كان يلاحظ وجود خطأ كان على الفور يقوم بواحدة من الطرق وهي ما كانت أفضل الطرق بالنسبة إليه وهي الجلد والتقييد بالأغلال المصنوعة من الحديد والحرمان من الطعام لأيام عدة مهما كان حجم الخطأ كبيراً أم صغيراً، فقد كان يرى أن تلك الطريقة التي تشفي غليله من المخطئ.

وأثناء تلك الرحلة كما كان يبدو على الكابتن أنه رجل سادي ومن أكثر الرجال الذين يمتلكون قلب متحجر وكيف أنه لا يرتاح ولا يجد ملاذه سوى في تعذيب أفراد الطاقم على متن السفينة على العكس تماماً مما كان يبدو عليه الضابط البحري كريستيان، فقد كان من الأشخاص أصحاب القلب الطيب واللطيفين والودودين للآخرين، وعلاوة على ذلك كله كان لديه حس إنساني عظيم، إلا أنه كان مجبر على تنفيذ أوامر قائده ومرغم على ذلك، وبعد مرور فترة من الوقت وصلت السفينة إلى الجزيرة المطلوبة، وأول ما حطّ أفراد طاقم السفينة أقدامهم على أرض تلك الجزيرة استقبلهم سكان الجزيرة بكل حفاوة وترحيب كما أنهم أحسنوا استقبالهم وضيافتهم.

وفي يوم من الأيام التي أقامها الطاقم على أراضي الجزير قام الضابط والرقيب بالتجوال هنا وهناك والتعرف على جمال طبيعة تلك الجزيرة التقيا بفتاتين، وبعد أن تعرفا على بعضهما البعض ودار بينهما وبين هاتان الفتاتان حديث مطول أعجب كل منهما بفتاة، ومنذ ذلك اليوم بدأت تنشأ بين كل من كريستيان وبيام والفتاتين، وبعد مرور مدة تقارب على الستة أشهر أقامها الطاقم على أراضي تلك الجزيرة جاء الوقت الذي حان به موعد التوجه نحو جزر الهند الغربية من أجل إيصال النباتات، وبالفعل أبحر الطاقم بأكمله في طريقهم، ومنذ أن حطت أقدامهم على تلك السفينة وقد عاد الكابتن إلى التقيد والانضباط بالقوانين، وواصل ذلك بتلك الطريقة والأسلوب المتوحش والعنيف.

وقد كانوا من أجل إكمال تلك الرحلة والقيام بالمهمة على أكمل وجه يصبر كافة الطاقم على تلك المعاملة، على الرغم من دخول الجميع في حالة استياء من تلك المعاملة، ولكن ذلك الصبر لم يستمر إلى فترة طويلة، إذ جاء ذلك اليوم الذي شاط به غضب الجميع وثورانهم على الكابتن، وأخذوا ينددون بالمقارنة بين أسلوبه وأسلوب الضابط في التعامل معهم، وفي لحظة مفاجئة قام جميع الطاقم الموجودين على متن السفينة تحت قيادة الضابط كريستيان بالتمرد على الكابتن.

ومنذ تلك اللحظة قرروا جميعهم أن يقوموا بالعودة إلى الجزيرة بمفردهم، وأنهم لا يرغبون في استكمال الرحلة مع الكابتن، وبالفعل قاموا بوضع الكابتن وتركه في واحد من القوارب الصغيرة في عرض البحر، وقد أشاروا إلى من يرغب في البقاء معه، فنزل القليل من الأفراد وانظموا للكابتن، وتم تقديم كمية صغيرة من الطعام لهم والانطلاق من أجل استئناف الرحلة والعودة إلى جزيرة تاهيتي.

ومنذ تلك اللحظة وقد قام الكابتن ومجموعة الأفراد من الذين اختاروا البقاء معه بقطع مسافة تقدر بحوالي خمسة آلاف وسبعمئة كيلو متر في عرض المحيط، وفي النهاية وصلوا بأعجوبة إلى منطقة جزر الهند الغربية، بينما البحارة المتمردون فقد كانوا قد وصلوا إلى جزيرة تاهيتي وهناك عاشوا بكل سعادة وهناء وطمأنينة مع سكان الجزيرة، ولكن الكابتن لم يسمح بمرور ما فعلوه معه مرور الكرام، إذ عاد مرة أخرى على سفينة جديدة إلى الجزيرة التي استقروا بها وتمكن من إلقاء القبض عليهم جميعهم ونجح في أسر المتمردين وقادهم إلى بريطانيا؛ وذلك من أجل تقديمهم للامتثال أمام المحكمة العسكرية.

وخلال المحاكمة تقدم الرقيب بيام وتحدث ببلاغة عن مدى قسوة القائد وعنفه في التعامل معهم، ولكن ما حدث أنه تم الحكم عليه بالإعدام بتهمة ذم القائد أمام زملائه، ولكن في نهاية المحاكمة يتم العفو عنه بعد ثوران جموع من السكان حول الحكم، ويعود من جديد للخدمة من جديد على متن السفينة.


شارك المقالة: