قصة تومبلينا وطائر السنونو

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال عالم السحر والسحرة، فهو عالم مليء بالمفاجآت وسنحكي في هذه القصة عن جنية زهرة صغيرة واجهت في حياتها الكثير من الصعوبات ولكنها تقابل الجني الأنيق بمساعدة طائر السنونو الذي كانت هي قد أنقذته من الموت، فتتزوجه وتعيش حياة سعيدة، والعبرة من هذه القصة هي من يزرع المعروف يحصد الشكر.

تومبلينا وطائر السنونو:

كان هنالك زوجين يعيشان سوياً في منزل في قرية، كانا سعيدين إلّا أنهما ليس لديهما طفل منذ سنوات، كان هنالك ساحرة عجوز تسكن في نفس القرية؛ فقرّرت الزوجة الذهاب وإخبارها بهذه المشكلة لكي تحاول مساعدتها فقالت لها الساحرة: لا تقلقي يا ابنتي فحيث توجد الإرادة تأتي الفرصة خذي هذه البذرة وضعيها في وعاء وسوف تتفاجئين من النتيجة.

أخذت الزوجة البذرة وكانت سعيدة جداً وشكرت الساحرة وأعطتها المال نظير هذه البذرة، وضعت الزوجة البذرة في وعاء وبدأت تكبر وأصبحت تشبه زهرة التيوليب، أعجبها منظر هذه الوردة على الرغم من أن أوراقها كانت مضمومة، فقرّرت أن تقترب منها وتقبّلها، وعندما قبّلتها فتحت أوراق الوردة، وتفاجأت الزوجة بطفلة صغيرة الحجم تجلس داخل هذه الوردة.

أخذت الزوجة هذه الطفلة الصغيرة جدّاً وسمّتها تومبلينا، بدأت بصنع مهد لها من صدف الجوز ولحافها من ورق البنفسج ولحافها من بتلات الورود، وفرحت تومبلينا بهذا الفراش فكانت تنام به ليلاً وفي النهار تلعب على الطاولة، وفي يوم من الأيام بينما كانت تومبلينا نائمة جاءها ضفدع قبيح الوجه وكان ينظر لهذه الفتاة وهي نائمة، فقال في نفسه: يا لكِ من طفلة صغيرة وجميلة سآخذك وتصبحين رفيقة لابني.

أسرع الضفدع وعاد إلى المستنقع الذي يسكن به هو وابنه، وكان هذا الابن قبيح الشكل كوالده؛ فعندما رأى تومبلينا أصبح يصدر الأصوات من شدة جمالها فقال له الأب: اصمت وإلّا أيقظت الفتاة الصغيرة فتهرب، فقرّرا صنع مكان لهذه الفتاة لتسكن به، فقال الأب: أنا لدي فكرة سنضع هذه الفتاة على أحد الزنابق فوق جدول المياه، وكونها محاطة بالمياه فلن تستطيع الهروب.

وضع الضفدع تومبلينا وهي بداخل مهدها فوق أحد الزنابق، وعند الصباح استيقظت ووجدت نفسها في مكان آخر بدأت بالبكاء، وكان الأب وابنه قادمين فقال الضفدع لابنه: هذه رفيقتك الجديدة وأنا سأبني لكما منزل في أعماق المستنقع، فذهب الضفدع الأب وابنه وأخذ مهدها وتركها على الزنبق فوق المياه.

في هذه الأثناء كان هنالك سمك أحمر كان قد سمع ما قاله الضفدع لتومبلينا، تفاجئ السمك من هذا الضفدع وكيف سيأخذون هذه الفتاة الجميلة ويضعونها مع ضفدع قبيح جدّاً، لذلك قرّروا مساعدتها فقاموا بكسر الجذع الذي يجمل الزنبق فسار الزنبق بالمياه، وبينما هي تسير في المياه مرت بسرب من الطيور وكانوا مندهشين من جمال هذه الفتاة الصغيرة.

بعد ذلك وهي في طريقها في المياه لاقت خنفس قام بحملها ووضعها على جذع شجرة، شعرت تومبلينا بالخوف عندما وجدت نفسها فوق ذلك الجذع، فسألت الخنفس: من أنت ولماذا أتيت بي إلى هنا؟ قال لها: أنا خنفس ولم أرى بحياتي حشرة مثلك وأنا أريد أن يراكِ أصدقائي، بعد ذلك اجتمعت الخنافس لرؤيتها، كانت إحدى هذه الخنافس تشعر بالغيرة من جمال هذه الفتاة الصغيرة فتركوها تذهب، قضت الصيف بأكمله لوحدها، وعندما كانت تشعر بالعطش كانت تشرب من مياه الأزهار.

أتى فصل الشتاء وبدأ البرد الشديد، وبينما كانت في الغابة رأت حقل مليء بالقش قرّرت الذهاب والاحتماء به من البرد، وعندما ذهبت وجدت منزلاً للفئران طرقت الباب لتطلب منهم بعض الشعير، فتحت لها فأرة وكانت طيبة القلب دعتها لمنزلها وقدمت لها الطعام، أكلت تومبلينا الطعام كلّه.

أعجبت هذه الفأرة بجمالها وقالت لها: أنا سأبقيكِ في منزلي طوال الشتاء إذا كنتِ تستطيعين أن تروي لي في كل يوم حكاية ما رأيكِ؟ وافق تومبلينا على هذا العرض بكل سرور، وقالت لها الفأرة: أنا لدي صديق الخلد وهو قادم الآن وأريدكِ أن تحكي له قصة من الخيال لأنه ضعيف النظر، وعندما أتى هذا الخلد لم تكن تومبلينا سعيدة به؛ لذا قرّرت الغناء له.

أعجب الخلد بها وقرّر أخذها معه وقال لها: لقد صنعت نفقاً كبيراً للوصول إلى هنا وإن قبلتي سآخذك معي وأريكِ منزلي، تردّدت أوّلاً ولكن فأرة الحقل شجّعتها، ذهبت تومبلينا مع الخلد والفأر وفي طريقهما وجدا طائر السنونو وكان مستلقياً على الأرض وكان يبدو منظره بائساً، قال الخلد: هذا الطائر لم يكن موجوداً عندما حفرت الخندق لابد أنّه سقط من أعلى.

شعرت تومبلينا بالحزن عليه وبالغفلة من الفأر والخلد ركضت عند هذا الطائر وقبلّته وقالت: ربما كان هذا أحد الطيور التي قابلتها في طريقي وكان يزقزق بفرح، ولكن الفأر والخلد قالوا لها: هيا بنا كي لا نتأخر، ذهبت معهم ووصلت لمنزل الخلد، ولكن في المساء لم تستطيع أن تنسى منظر هذا الطائر الحزين فقامت بصنع لحاف له من القش وذهبت كي تغطيه به، ووضعت الورقة التي كانت تنام عليها على رأس هذا الطائر.

ظلت تومبلينا تذهب لها الطائر لتفقّده كل يوم، وفي إحدى الأيام وجدته يفتح عينيه فرحت كثيراً، شكر هذا الطائر تومبيلنا كثيراً وقال لها: لقد تماثلت للشفاء وأنا أريد العودة، ولكنها نصحته بعدم الذهاب بهذا الجو البارد، ظلت تعتني بهذا الطائر حتى جاء فصل الربيع وحان وقت العودة، وأدرك هذا الطائر أن عليه توديعها؛ فودعته بعيون دامعة.

جاء فصل الصيف وكانت تومبلينا تشعر بقلق كبير، جاءت الفأرة وقالت لها: لقد أتى فصل الصيف وهذا الخلد يريد الزواج بكِ يجب عليكِ أن تلبسي ثياب جميلة، تزوجت تومبلينا من هذا الخلد وقال لها: في فصل الشتاء يجب أن تأتي لتسكني معي في النفق أسفل الأرض، كانت تشعر بالملل في هذا النفق المعتم، وفي مرّة من المرات سمعت صوت من السطح وعندما نظرت وجت طائر السنونو المفضل لديها.

أخبرته بأن الخلد أجبرها على الزواج منه والسكن معه تحت النفق حيث لا يوجد ضوء للشمس، فأخبرها الطائر أنّه مسافر لبلد آخر أكثر دفئاً وأخبرها أن تأتي معه ليرد لها المعروف الذي صنعه لها، وافقت وطارت معه ومرّت عبر الغابات حتى وصلوا لبلد دافئة، ضوء الشمس بها أكثر سطوعاً، وضع الطائر تومبلينا على إحدى الزهور، وكانت هي سعيدة بهذا المكان.

نظرت تومبلينا للزهرة المجاورة فوجدت به رجلاً يلمع كالزجاج؛ حيث كان لكل زهرة جني أو جنية، فرح هذا الجني بها؛ لأنه كان لأول مرة يرى بها فتاة بنفس حجمها ثم سألها عن اسمها، وعندما أجابته نزع التاج الذهبي الذي كان على رأسه ووضعه على رأسها وطلب الزواج بها وقال: إن قبلتِ الزواج بي سأجعلك ملكة كل الزهور، فرحت وأدركت أنّها رهنية للزهور وتزوجت من ذلك الجني الأنيق وأصبحت تملك أجنحة وتعيش كملكة بعد الشقاء الذي عانت منه سابقاً.


شارك المقالة: