قصة توم هيكاثريفت أو (Tom Hickathrift) هي قصة خيالية للكاتب جوزيف جاكوبس، من الحكايات الخيالية الإنجليزية وهي من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية.
الشخصيات:
- توم.
- العملاق.
- المزارع.
قصة توم هيكاثريفت:
قبل أيام وليام الفاتح، كان هناك رجل يسكن في مستنقع جزيرة إيل اسمه توماس هيكاثريفت وهو عامل فقير، لكنّه شجاع لدرجة أنّه كان بإمكانه القيام بالعمل لمدة يومين دون تعب، وقد سمّى ابنه الوحيد باسم توم هيكاثريفت، ووضع له معلماً جيداً لتعليمه كافة العلوم، لكنّ الصبي لم يكن ذكياً، ولم يستفيد من تعليمه على الإطلاق.
وفي يوم من الأيام مات والد توم، وحافظت والدته عليه قدر استطاعتها، ولم يفعل توم الكسول شيئًا سوى الجلوس في زاوية المدخنة، وكان يأكل في المرة الواحدة قدر مايستطيع أربعة أو خمسة رجال عاديين أكله، وكبر حجمه كثيرًا لدرجة أنّه عندما كان يبلغ من العمر عشر سنوات كان يبلغ ارتفاعه ثمانية أقدام، وفي أحد الأيام، ذهبت والدته إلى منزل مزارع ثري لطلب كمية من الحطب لها ولتوم.
قال المزارع، وهو رجل طيب ونزيه: خذي ما شئت، لذلك عندما عادت إلى المنزل طلبت من توم الذهاب وإحضار الحطب بدلاً منها، لكنّه لم يوافق في البداية حتّى استعارت له حبل وعربة ثمّ ذهب، وعندما جاء إلى المزارع، كان المزارع والرجال جميعهم ملوثين بالروث في الحظيرة، قال توم: لقد جئت من أجل الحطب، قال المزارع: خذ كل ما تستطيع، لذلك وضع توم حبله وبدأ في جمع الحطب، قال المزارع على سبيل المزاح: حبلك صغير جدًا.
لكنّ توم لم ينتبه لكلامه، وعندما قام بجمع حمولته، كان هناك حوالي عشرين طناً من الحطب وعلى الرغم من أنّهم وصفوه بأنّه أحمق لاعتقادهم أنّه لا يستطيع حمله، فقد ألقى بها على كتفه وسط إعجاب كبير من السيد والرجال، وعندما تمّ الكشف عن قوة توم، أراد كل شخص توظيفه للعمل عنده، وأخبروه أنّه من العار أن يعيش مثل هذه الحياة الكسولة والتفريط بقوته.
لذلك ذهب للعمل أولاً مع أحدهم، وذات يوم رغب أحد الحطابين في مساعدته في جلب شجرة إلى المنزل، وانطلق توم وأربعة رجال بجانبه، وعندما جاءوا إلى الشجرة بدأوا في سحبها إلى العربة بواسطة البكرات، أخيرًا، رأى توم أنهم غير قادرين على رفعها، لذلك قام وأخذ الشجرة ووضعها على أحد طرفيها ووضعها في العربة، وقال أرأيتم ماذا يمكن أن يفعل الرجل، ثمّ سأل الحطاب توم عن المكافأة التي يريدها مقابل حمل الشجرة.
قال توم: شجرة لصنع نار لأمي وعاد حاملاً شجرة أكبر من التي كانت في العربة، ووضعها على كتفيه وعاد معها إلى المنزل بأسرع ما يمكن، بدأ توم الآن يشعر بالمرح الشديد، وأصبح يذهب إلى المعارض والاجتماعات، ومشاهدة الألعاب الرياضية والتسلية وعند لعبة المصارعة أو رمي المطرقة، لا يمكن لأي رجل أن يقف ضده حتّى لا يجرؤ أحد في النهاية على الدخول إلى الحلبة ليصارعه.
وانتشرت شهرته أكثر فأكثر في البلاد، وفي أحد الأيام ذهب إلى جزء من البلد كان غريباً ولم يعرفه أحد، توقف لمشاهدة لعبة كرة القدم التي كانت رياضة نادرة، لكن توم أفسد كل شيء عندما ركل الكرة ركلة بعيدة لدرجة أنها طارت بعيدًا ولم يستطع أحد معرفة أين وصلت، لقد كانوا غاضبين من توم لكنهم لم يستطيعوا مواجهته على الرغم من أن البلد بأكمله كان مجتمعاً ضده، وفي المساء قبل أن يتمكن من العودة إلى منزله.
وفي الطريق التقى به أربعة لصوص أقوياء، كانوا يسرقون المارّة طوال اليوم، لقد ظنّوا أنهم حصلوا على غنيمة جيدة في توم الذي كان بمفرده، وسيستحوذون على أمواله، لكنّ توم قتل اثنين من اللصوص وأصاب الاثنين الآخرين بجروح خطيرة وأخذ كل أموالهم التي كانت تصل إلى مئتي جنيه، وعندما عاد إلى المنزل جعل والدته العجوز تضحك بقصة لاعبي كرة القدم واللصوص الأربعة.
وهكذا انتشرت شهرة توم في الخارج إلى أن وصلت صاحب متجر العسل في مدينة لين الذي كان يريد رجلاً قوياً لنقل العسل إلى قرية ويسبيتش فطلب توظيف توم، ووعده بإعطائه ملابس جديدة، وأن يجعله يأكل ويشرب أفضل الأطعمة، لذلك وافق توم ليكون رجله وأخبره سيده بالطريق التي يجب أن يسلكها، وأخبره أنّ هناك عملاق وحشي احتفظ بجزء من أرض المستنقعات حتى لا يجرؤ أحد على السير بهذه الطريق تجاهه، لذلك ذهب توم كل يوم إلى ويسبيتش على بعد عشرين ميلاً من الطريق.
كانت رحلة مرهقة على ما يعتقد توم وسرعان ما اكتشف أنّ الطريق القريب من العملاق لو سلكه سيوفر على نفسه المسافة بمقدار النصف، وفي أحد الأيام عندما كان ذاهبًا إلى ويسبيتش ودون أن يقول أي شيء لسيده أو أي من رفاقه الخدم، قرر أن يسلك أقرب طريق بالقرب من العملاق، وهكذا سلك الطريق القريب وفتح البوابات أمام عربته وخيوله، وأخيرًا رآه العملاق، وصعد بسرعة، وهو ينوي أخذ العسل الخاص به.
والتقى توم مثل أسد كما لو كان سيبتلعه وقال العملاق: من أعطاك السلطة لتأتي هذا الطريق؟ سأجعلك مثالًا لجميع المحتالين، انظر كم عدد الرؤوس المعلقة على الشجرة البعيدة، يجب أن يكون رأسك معلقاً أعلى من البقية لتحذيرك لكن توم قال: لن تجدني مثل واحد منهم، أخذ العملاق هذه الكلمات بازدراء شديد، وركض إلى كهفه لجلب عصاه العظيم عازمًا على تحطيم دماغ توم عند الضربة الأولى.
ولم يعرف توم ما يجب فعله من أجل الحصول على سلاح، لكن بينما ذهب العملاق إلى كهفه، أخذ توم عربته، وقلبها رأسًا على عقب وأخذ منها المحور والعجلة، ووجدوا أنّها أسلحة جيدة جداً، وعندما خرج العملاق وبدأ يحدق في توم، وعلى الفور تلقى من توم ضربة ثقيلة على جانب رأسه لدرجة أنه لف حول نفسه مراراً، وكان يتدفق الدم على وجهه حتى أنّه أصبح متعبًا من كثرة ضرب توم له، وربط العملاق بساق شجرة ووجهه على الأرض.
وكان توسل العملاق لتوم عبثًا ولم تُجدي وعوده بأن يسلم نفسه ويكون خادمًا لتوم، وبقي توم يضربه حتّى قضى عليه ثمّ قطع رأسه ودخل الكهف ووجد مخزونًا كبيرًا من الفضة والذهب، مما جعل قلبه يقفز من الفرح، لذا قام بتحميل عربته، وعاد إلى المنزل وأخبر سيده بما حل به، وفي اليوم التالي انطلق هو وسيده والمزيد من سكان بلدة لين إلى كهف العملاق.
أراهم توم الرأس وما كان هناك من فضة وذهب في الكهف، وقفز الجميع من الفرح، لأنّ العملاق كان عدوًا كبيرًا لكل البلاد، وانتشرت الأخبار في جميع أنحاء الريف كيف قتل توم هيكاثريفت العملاق، وأصبح توم يحظى بالاحترام من قبل الجميع، وهدم توم الكهف وبنى لنفسه منزلاً جميلاً على الأرض التي احتفظ بها العملاق وأعطى توم جزءًا للفقراء من الأرض.
وكان يحتفظ بالرجال والخادمات في بيته الذي جعله متنزهًا لتربية الغزلان، ومضى الوقت معه بسعادة في منزله الكبير حتى نهاية أيامه.