واجه جحا في حياته الكثير من الشخصيات كانت من جيرانه او أصدقاؤه أو التجار أو غيرهم، وفي هذه القصة واجه جحا شخصيةً قامت باستفزازه لشدّة حماقتها، ولكن كعادته واجه هذه الحماقة بحيلة ظريفة واستطاع أن يعامل الأحمق بأسلوب فكاهي مضحك.
قصة أجرك لا شيء:
كان جحا يعمل بجمع الحطب وبيعه، وفي يوم من الأيام ذهب جحا لجمع الحطب وشعر بتعب شديد أثناء جمعه لأنّه جمع في ذلك اليوم حطباً كثيراً، ولكنّه فرح لذلك وقال بنفسه: لقد تعبت كثيراً بهذا الحطب لا بد أن اذهب للسوق وأبيعه فهو سيجلب لي المال الوفير.
وأثناء سيره للسوق إذ مر جحا برجلين، استدعى أحدهما لكي يساعده بحمل الحطب فقد كان كثيراً، فقال له الرجل: أعانك الله يا جحا كيف استطعت أن تحمل كل هذا الحطب؟، وكان الحطب ثقيلاً جدّاً فتعثّر جحا به أثناء سيره ووقع الحطب هنا وهناك وحزن جحا لذلك كثيراً.
جلس جحا على الأرض حزيناً ولا يدري ماذا يفعل، وإذ به يجد رجلاً ضخم الجسم، ناداه جحا وطلب منه المساعدة، فقال له جحا: ألا تتكرّم منك وتقوم بمساعدتي بحمل هذا الحطب الثقيل، فقال له الرجل: وماذا ستعطيني أجراً مقابل ذلك، قال له جحا وهو مبتسم: لا شيء، فقال له الرجل حسناً سأساعدك.
حمل الرجل الحطب كله ووضعه على ظهر جحا، ثم نظر له وقال: هيا لقد ساعدتك في حمل الحطب أين أجري، نظر جحا له متعجّباً: أجرك وعن أي أجر تتحدّث؟، فأجابه الرجل إجابة غريبة وقال: ألم تعدني أن تعطيني أجراً مقابل مساعدتي وهو لا شيء واتفقّنا على ذلك، نظر له جحا وضحك كثيراً واستمرّا بالجدال حتى علت أصواتهما وطال هذا الأمر حتّى قررّا أخيراً أن يحتكمان لقاضي البلدة.
ذهب جحا والرجل للقاضي وقاما بإخباره بروايتهما، وعندما سمع القاضي بذلك نظر لجحا وقال: يجب عليك يا جحا أن تعطي الرجل ما وعدته على الفور، اندهش من قول القاضي وفكّر قليلاً، ثم قام بإخراج كيس من جيبه وأعطاه للرجل وقال له: خذ ما بداخل الكيس فهو لك.
فرح الرجل وأخذ الكيس ومد يده ليبحث ما به فلم يجد شيئاً، غضب ونظر لجحا وقال له: لا يوجد شيء في الكيس، فأجابه جحا: لقد أقررت بنفسك أنك أجرك كان لا شيء، وها أنت الآن تقول ان لا شيء بالكيس، إذاً لماذا تعترض.
