قصة جحا داخل الجبة

اقرأ في هذا المقال


لجحا الكثير من القصص الفكاهية مع زوجته، فهما كثيرا الخصام والنزاع، وكلاهما صاحب حيلة ومكر وذكاء، وفي كل قصة نجد التشويق والمتعة والإفادة، وسنحكي في هذه القصة عن حدث ظريف حصل بين جحا وزوجته والخروف، وقام كعادته بافتعال حيلة كي يغطي على أمر ما كان يريد إخفائه عن جاره المتطفّل.

جحا داخل الجبة:

دخل جحا في مرة من المرات لمنزله وكان يحمل في يديه خروفاً، فلمّا رأته زوجته فرحت كثيراً؛ فهي تحب الأكل واللحوم كثيراً ونظرت له وقالت: هل هذا الخروف لنا يا جحا؟ قال لها: لا هذا ليس لنا فأنا لم أحضره لنأكله، بل أحضرته لكي أطعمه وأرعاه ليكبر وأبيعه في السوق، غضبت زوجته وقالت: لقد ظننت أن هذا الخروف لنا، يا لك من رجل بخيل.

قال لها جحا: أنا أعلم أنك تريدين افتعال مشكلة مثل كل مرة وأنا لن أغضب من قولك، وعندما حل الليل وأثناء نومهما سمعا صوت دبيب أقدام بجانب نافذة البيت، فلزما الصمت وسمع جحا أحدهم يقول: إن لم نجد شيئاً نسرق الليلة فلندخل منزل جحا ونسرقه، وقال الآخر: لقد رأيته وهو داخل إلى منزله وهو يحمل خروفاً فقال الآخر: إذاً سنسرق الخروف ونقتل صاحب المنزل ونلوذ بالفرار.

خاف جحا كثيراً ونهض وأصبح يصدر بعض الأصوات والضجيج كي يعرف اللصوص أن أصحاب المنزل ما زالوا مستيقظين، وبالفعل سمع اللصوص هذه الأصوات وفرّوا هاربين، وعندما رأته زوجته نظرت له وقالت: يبدو أنك خائفاً يا جحا وبدأت تسعل وتصدر الضجيج ولكن أنا لم أخاف، غضب منها كثيراً وقال: أنت لا تهتمين لهذا فالمكروه إن وقع سيقع بي وبالخروف فقط.

غضبت زوجته منه كثيراً وقالت: أراك يا رجل تريد العراك معي، قال لها: اصمتي يا امرأة وإلّا سيكون لكي معي شأن آخر وحصل بينهما نزاع صغير، وفي الصباح التالي لاقى جحا أحد الجيران وقال له: لقد سمعت البارحة صوت ضجيج في منزلك وكان هنالك صوت شيء يتدحرج على السلالم، فقال له جحا: نعم فلقد تعاركت أنا وزوجتي وقامت بلطمي، فسأله الجار: وما كان صوت الشيء الذي يتدحرج على السلالم؟

قال له: عندما لطمتني زوجتي وقعت جبتي وتدحرجت على السلالم. قال له الجار: وهل تحدث الجبة كل هذه الأصوات؟ فقال له: نعم هو كذلك، وأنت يا جاري لا تتشدد في الأمر فأنا خجلان أن أقول لك أنني كنت أنا داخل الجبة وتدحرجت معها على السلالم.


شارك المقالة: