قصة جحا والحذاء

اقرأ في هذا المقال


كان لجحا مواقف متنوّعة وشيّقة مع الكثير من الأشخاص والأمور من حوله، فله القصص مع الملوك والقضاة، وله الحكايات الأخرى مع الحيوانات والطيور وله كذلك المشاهد مع اللصوص الذي كان في أغلب الأحيان يكتشفهم، وكان يقابل البخيل والطماع والمحتال، وحتّى زوجته كان يصفها في أغلب قصصه بالمكر والحيلة.

وفي كل مرة كان جحا يقتص من الظالم ويرد إساءة المسيء وينتصر بمواجه الوالي أو الحكيم، هذه القصة تتحدث عن تعرّض جحا للسرقة؛ فهو تعرّض للكثير من اللصوص في حياته كما روي عنه، وفي هذه القصة تحكي عن سرقة حذاءه من أمام المسجد وكيف استطاع إيجاده بحيلة طريفة ومضحكة.

جحا والحذاء:

في يوم من الأيام كان جحا ذاهباً إلى المسجد لأداء الصلاة، فوضع حذائه خارجاً كباقي المصلّين وعندما خرج من المسجد بحث عن حذائه ولم يجده، فعاد إلى منزله غاضباً، وكان جحا في كل مرةً يذهب بها للمسجد يخرج ولا يجد حذائه حتّى بعد البحث عنه، وهو لا يعلم هل أن أحداً كان يسرقه ويقصد جحا بعينه أم أن شخصاً قد أخذه عن طريق الخطأ، فقرّر جحا بيوم من الأيام أن يقوم بحيلة طريفة، لكي يستطيع إيجاد حذائه واكتشاف ما قصة اختفاء الحذاء، فخرج من المسجد مرةً وكعادته لم يجد حذائه فغضب جداً.

فبدأ يصرخ وهو يهدّد: أيّها الناس إن لم أجد حذائي سأقوم بفعل ما قام ابي بفعله، وعندما سمعه الناس تجمّعوا حوله وسألوه: وماذا فعل أبيك يا جحا، قام جحا بتجاهلهم وكأنّه لا يسمع ما يقولون. بقي جحا يصرخ ويعيد جملته مرةً تلو الأخرى: قسماً إن لم تحضروا لي حذائي سأفعل كما فعل أبي، والناس من حوله يشعرون بالدهشة والتعجّب.

قام أحدهم بإحضار الحذاء له، وعندما وجده أمامه فرح جحا بذلك جدّاً، فعاد الناس وسألوه: أنت يا جحا كنت تصرخ وتهدّد قائلاً سأفعل كما فعل أبي، هيا أخبرنا يا جحا ماذا فعل أبيك عندما سرقوا منه الحذاء، قال لهم جحا في هدوء: عندما سرقوا حذاء أبي عاد إلى منزله حافي القدمين.


شارك المقالة: