قصة جحا والحصان الغريب

اقرأ في هذا المقال


تحدّث جحا في قصصه كثيراً عن الحيوانات، فهو كان معروفاً بحماره الذي يرافقه بكل مكان، وكان يشتري الكثير منها أيضاً، بالإضافة إلى أنّه كان يحب شراء الحيوانات الأخرى مثل الخراف والدجاج ويعتني بها، سنتحدث في هذا المقال عن قصة له مع حصان غريب أراد الشرطي سرقته من جحا، ولكن جحا لا يتردّد في رد الإساءة فقام بحيلة ظريفة واسترد حقه وحصانه العجيب.

جحا والحصان الغريب:

استيقظ جحا من نومه في يوم من الأيام وقال جملته الشهيرة: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، أصبحنا وأصبح الملك لله اللهم اجعل يومي هذا طيباً ودعا لنفسه بالرزق، وسار في طريقه وأثناء سيره وجد حصاناً يلفت النظر لشدّة جماله، وقال في نفسه: يا لهذا الحصان الجميل ما به يقف لوحده أليس له مالك أو صاحب.

مشى جحا وأصبح هذا الحصان يسير خلفه، ولكن جحا تفاجأ وقال للحصان: أرجوك امشِ بعيداً عني، ولكن الحصان تابع مسيره خلف جحا، ورجع وقال له: ابتعد عني أيها الحصان فأنا لا أريد أيّ مشاكل مع صاحبك؟ ولكن الحصان لم يفهم ما قاله وتابع مسيره خلف جحا.

قام جحا واختبأ وراء شجرة من هذا الحصان، ولكنّه كان لديه الإصرار العجيب للسير خلف جحا، بقي جحا يسير حتى وصل المدينة ولكنّه وجد الحصان ما زال يتابعه أيضاً، اندهش جحا وقرّر أن يركب هذا الحصان ويذهب به للشرطة، فركبه وسار به إلى أن وصل للشرطة ثم نزل عنه وقال له: انتظرني هنا.

من شدّة إصرار هذا الحصان على السير وراء جحا فقام بلحاقه للشرطة، فقال جحا للشرطي: هذا الحصان الغريب يلاحقني في كل مكان وأنا لا أعرف من صاحبه، قال له الشرطي: حسناً يا جحا سنحتفظ بهذا الحصان لمدّة شهر وإن لم يأتي أحد ويطالب به فسوف يصبح هذا الحصان ملك لك.

جاء جحا للشرطة لمقابلتهم بعد مرور شهر فقال له الشرطي: يا جحا لم يأتي أحد ليسأل عن هذا الحصان فهو سيصبح ملك لك، ولكن يجب عليك أن تدفع لنا ثمن أكله وشربه طوال هذا الشهر، وأعطى لجحا ورقة كتب بها ما قام بصرفه على هذا الحصان، وافق جحا ودفع النقود للشرطي وانتظر الحصان ليأخذه، ولكنه تفاجأ بأن الشرطي قد أعطاه حصان غريب فهو نحيل جدّاً ويبدو عليه التعب ويبدو كأنه حمار وليس حصان، وطلب منه أن يمشي ولكنّه رفض أيضاً الاستجابة لأمر جحا.

عرف جحا بذكائه المعهود أن هذا الشرطي قد أخذ الحصان لنفسه وأعطاه حماراً بدلاً منه، فقرّر أن يلقّنه درساً شديداً، فكّر بالأمر كثيراً وقرّر أن يقوم بحيلة وهي أن يمشي للسوق ويصيح: اذهبوا إلى الشرطة فلديهم سر عجيب وهو أنّهم يقومون بتحويل الحصان لحمار، أو تحويل الحمار لحصان من يريد فليأخذ حماره للشرطة وسيأخذ حصاناً بدلاً منه.

أصبح كل من لديه حمار يذهب للشرطة ويطلب منه الشرطي أن يعطيه حصان بدلاً منه، وصل هذا الخبر للسلطان وتفاجأ من فعل الناس، وقام بالتحقيق بنفسه بهذا الأمر، وبعد ما أكمل توصّل إلى أن جحا من قال هذا الكلام، فاستدعاه وسأله عن سبب قوله هذا، قال له جحا أنّه هو من وجد الحصان وأعطاه للشرطة، وأنّه قد دفع ثمن طعامه وشرابه لمدة شهر ولكن الشرطي أعطاه حماراً بدلاً من حصان، سأله السلطان: ما دليلك على صحة ما تقول؟

أعطى جحا للسلطان ورقة مكتوب بها ثمن الطعام والشراب لهذا الحصان لمدة شهر كامل، فأخذها وذهب لرئيس الشرطة ولكنّه قال إن جحا كاذب، وفجأة جاء الحصان العجيب وأتى لجحا وأصبح يتمسّح به وكأنّه يعرف جحا منذ وقت طويل، فقام جحا وأخذه وترك السلطان ورئيس الشرطة وذهب.


شارك المقالة: