قصة جحا والحمار الناقص

اقرأ في هذا المقال


جحا له قصص وحكايات ونوادر كثيرة، ولكن أكثر قصصه كانت مع الحمار؛ فهو كان يمتلك الكثير من الحمير ويقوم بالاعتناء بها وتدليلها، وكان يصاحبها أينما يذهب ووقتما يريد أن يقضي أي حاجة، لذلك له معها الكثير من المواقف والحكايات، سنتحدث في هذا المقال عن قصة جحا والحمار الناقص التي تحكي عن واحدة من القصص التي تصرّف جحا بها مع حميره وتحكي عن غفلة الإنسان في حياته وكيف أنّها تسبب له المصاعب والنسيان.

جحا والحمار الناقص:

في يوم من الأيام كان جحا يسكن في قرية، ولهذه القرية بلدة مجاورة تبعد بعض الكيلومترات عن هذه القرية، كان يذهب لها جحا وأهل قريته بالتناوب من أجل أن يقوموا بطحن القمح، وكانوا يذهبون لها من أجل طحن القمح كل أسبوع، وفي يوم من الأيام جاء الدور لجحا أن يذهب هو بالقمح ليطحنه، كان مع جحا وقتها تسعة من الحمير محملة بالقمح، وذهب لعمدة البلد ليخبره عمدة البلد بأن ينتبه جيّداً للحمير وأن لا يسنى أي منها، فجميعها محملّة بالقمح.

طمأن جحا عمدة البلد بأنّه سيذهب بالحمير جميعها، وأنه سيجلب لهم الطحين لصنع الفطائر والخبز الكثير، وسار جحا للبلدة وكان يركب أحد هذه الحمير، وفجأةً وهو يسير مع حميره خطر بذهنه أن يتفقدها ويقوم بعدها، ولكنّه تفاجأ عندما عدّها بأنّها ثمانية حمير فقط، واعتقد بأن حماراً قد ضاع، شعر جحا بالخوف الشديد من أهل البلدة ومن العمدة وأصبح يلتفت يميناً ويساراً بحثاً عن الحمار الضائع ولكن دون جدوى.

غضب جحا وأمر الحمير أن تتوقف وصاح بها، ثم نزل عن حماره وأعاد عملية العد مرة أخرى، وعندما عدّهم وجدهم تسعة، لذلك اطمأن جحا وقال لقد أخطأت بالعد في المرة الأولى، وأكمل مسيره إلى البلدة، قرّر جحا بعدها أن يقوم بعد الحمير للمرة الثالثة وعدّها فوجدها ثمانية، تفاجأ جحا وقال: هنالك حمار تائه يقوم باللعب معي بطريقة سخيفة!، عاد ونزل عن ظهر حماره وأعاد القيام بعد الحمير فوجدها تسعة، استغرب جحا وجلس مفكّراً ثم قال: سأجلس الآن وأرى كيف أن الحمار التائه سيختفي!، وهو يظن بأن هذا الحمار يقوم بمداعبته فلم يجد أي شيء، عاد وتابع السير ثم قام بعدهم ووجدهم ثمانية مرة أخرى حتى لقي بطريقه رجلاً عجوزاً.

سأل هذا العجوز جحا عن حاله وقال له: يبدو عليك أنك حائر فما بك؟، فشكا له جحا حاله وقال له: الناس تعبث بي والحمير أيضاً، قال له العجوز مستغرباً من قوله: وما بال الحمير بك إنّها لا تفهم شيئاً!، قال له جحا: هنالك حمار من حميري يظهر ويختفي، قام هذا العجوز بعد الحمير ليطمئن جحا فوجدها تسعة، وقال له أن واهم لا يوجد حمار يداعبك ويختفي فجأة، تابع جحا المسير وعاد وعدها فودها ثمانية فصاح بصوت عالي حتّى أن العجوز سمع صوته فاقترب منه العجوز وسأله ما بك؟.

قال له جحا هل ترى لقد عددت حميري فوجدتها ثمانية مرة أخرى هل تصدقني الآن؟، ضحك العجوز وقال لجحا: لقد نسيت يا جحا أن تعد حمارك الذي تركبه. شعر جحا بالحرج الشديد وضرب بيده على جبينه، وشكر هذا الرجل العجوز وشعر بسعادة بالغة وتابع سيره، وطحن القمح وعاد وعندما وجد عمدة البلد سأله فيما إذا كان واجه صعوبات في سيره، فقال له جحا: (ما أكثر المصاعب البشرية التي تأتي من احتجاب الحقيقة عن العقل بحجاب الغفلة، لقد كدت أخسر حماراً بسبب ذلك).


شارك المقالة: