تتنوّع قصص جحا الشخصية التاريخية الأسطورية، فقصصه تناولت أغلب المواضيع والأماكن وتعدّدت كذلك شخصيات القصة، وكانت أغلب الشخصيات التي تدخل بقصص جحا هي الحيوانات، سنتحدث إليكم في هذه القصّة عن جحا مع الدجاجة، وقام بتصرّف من تصرّفاته الفكاهية التي وصلت لحد الضحك.
جحا والدجاجة والديك:
كان من عادة جحا أن يخرج كل يوم للغابة؛ وذلك من أجل جمع الحطب وبيعه، وكان يسير كل يوم مع حماره يحمل الحطب من الغابة ثم يذهب للسوق ويبيعه، ويشتري الطعام والشراب، وفي مرة من المرات وهو عائد من الغابة باع الحطب ووقف في السوق لكي يشتري طعاماً، فوجد رجلاً يبيع ديك ودجاجة فسأله جحا عن ثمنهم، فأجابه البائع: خمسة دراهم، فرح جحا وشعر جحا بالفرح لأن ثمنهم قليل فقرّر شراء الديك والدجاجة.
عاد جحا إلى منزله فرحاً، ولكن عندما رأته زوجته وهو يحمل ديك ودجاجة غضبت وقالت له: أراك يا جحا قد أنفقت جميع مالك بشراء هذه الدجاجة والديك، وهو شيء لا يسوى الكثير فماذا ستفعل بهم!، قال لها جحا: أنتِ تعلمين يا زوجتي العزيزة أنّني أحب الدجاج فلم أقاوم نفسي من عدم شرائها، خاصّةً أن ثمنها زهيد، فهل تعلمين كم ثمنها خمس دراهم فقط!، قالت له زوجته: وماذا أنت فاعل بهما؟، قال لها: سأرعى الدجاجة حتى تكبر وتبيض لنا فراخاً صغيرة.
وجاء اليوم التالي وقام جحا بصنع بيت من الخشب لكي تعيش به الدجاجة ووضعه على سطح المنزل، وقال في نفسه: أريد أن تنجب لي هذه الدجاجة دجاجات كثيرة، وفي يوم من الأيام سمع جحا صوت الدجاجة وهي تصدر صوتاً عالياً، فصعد مسرعاً على الدرج ظناً منه أن هنالك لصّاً يريد أن يسرقها.
وعندما وصل تفاجأ فوجد أن الديك يلاحق الدجاجة ويحاول إيذائها، فحاول أن يخلصّها من الديك وقال له: يا رجل هل يضرب أحد امرأته بهذه الطريقة؟ أنت غلطان جدّاً، وعاد جحا إلى زوجته، ولكنّه عاد فسمع نفس الصوت مرةً أخرى، وعندما صع وجد الديك يلاحق الدجاجة، فقام بضربه على رأسه وتهديده بأن يحسبه حبساً انفرادياً وقال له: لا بد أن صاحبك قد ضجر منك فباعك.
جاء الليل ونام الجميع ولم يسمع جحا صوتاً لهذه الدجاجة، ولكن في نهار اليوم التالي عاد جحا وسمع نفس الصوت ووجد الديك يلاحق الدجاجة أيضاً، غضب جحا كثيراً وقام بمسك الديك ليرميه من فوق سطح منزله وقال له: ألم يستطيع صاحبك أن يتخلّص منك قبل بيعك؟، وعاد للدجاجة وقال لها: لقد خلصتك من الديك، ولكن في اليوم التالي ماتت هذه الدجاجة فقال جحا في نفسه: لقد ماتت هذه الدجاجة حزناً على ديكها بالرغم من ضربه لها، ولاحظت زوجة جحا أن جحا اختفى لمدّة طويلة بعد موت هذه الدجاجة.
لم يستطيع أي أحد أن يعثر على جحا، وظنت زوجته والجميع أنّه قد مات حزناً على الدجاجة، ولكن بعد أيام صعدت زوجة جحا لسطح المنزل فوجدت جحا يجلس في عش الدجاجة ساكناً لا يتحرّك، نظرت له باستغراب وقالت له: أتجلس هنا يا جحا، لقد ظننّا أنك قد مت!، قال لها جحا: هش يا امرأة لقد باضت هذه الدجاجة عشر بيضات وأنا أرقد عليهم حتى يفقسوا.